الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حدائق «ماجوريل» بمراكش تختصر العالم في حديقة

حدائق «ماجوريل» بمراكش تختصر العالم في حديقة
23 مارس 2010 20:52
ارتبطت حدائق «الماجوريل» باسم الرسام الفرنسي جاك ماجوريل الذي أسسها سنة 1924، كما ارتبطت بمصمم الأزياء العالمي ايف سان لوران والكاتب الفرنسي بير بيرجي اللذين حافظا على الطابع الفني والجمالي والحضاري للحديقة وروّجا لاسمها في أوروبا، كمكان للمتعة والتأمل والاستمتاع بفنان ابتدع أسلوباً خاصاً للمناظر الطبيعية والنباتية المتنوعة. وتعتبر حدائق ماجوريل من أكثر الحدائق سحراً وجاذبية في المغرب وتشتهر بنباتاتها المتنوعة وتشكيلات بساتينها الجميلة ولون جدرانها الأخاذ، كيف لا وقد أسسها رسام مشهور بحسه الفني الرائع. ويسمح التجول داخل هذه الحدائق الواقعة في مدينة مراكش بالتعرف على أصناف مختلفة من النباتات البرية والمائية التي تم تجميعها من القارات الخمس، وتهيئة الظروف المناخية لإنبات بذورها ونموها، ويتنقل الزائر لهذه الحديقة عبر تشكيلة متنوعة من المسالك المفتوحة على مشاهدات رائعة حيث يستمتع الزائر بهندسة البنايات ولونها الأزرق الناصع، وكثرة النباتات وتنوع أشكالها وأصنافها وهدوء المكان الذي لا تسمع فيه سوى أصوات العصافير مما يشكل تنويعاً جميلاً يسر الزائرين. ثروة هائلة من النباتات يجد السياح والزوار وسكان مراكش في حدائق ماجوريل مكاناً للاستمتاع والتعبير والراحة، حيث يزورها الفنانون والرسامون والنحاتون لاستلهام أشكال طبيعة من مكوناتها والتشبع بالقوة الروحية التي تساعدهم على الإبداع، وتقبل الأسر والعوائل على زيارة هذه الحديقة للتجول والتمتع بأجواء الربيع مع الأطفال، بينما يزورها السياح للاستمتاع بجمالية المكان وروعة اللحظة. وتزخر حدائق ماجوريل بثروة هائلة من النباتات، حيث تحتوي بساتينها على أصناف نادرة من الأشجار والنباتات والأزهار، وتتجاور في حقولها أشجار النخيل والصبار والخيزران إلى جانب الزنبق المائي واللوتس والبردي وغيرها من النباتات المائية التي تنمو في أحواض الماء وإلى جانب النافورات، كما تحتوي الحديقة على نباتات زينة وأزهار ونباتات فاكهة وخضراوات وأشجار الغابات إضافة إلى نباتات نادرة أخرى تختصر العالم في حديقة. رسام وحديقة فنية حلّ الرسام الفرنسي جاك ماجوريل بمراكش لأول مرة عام 1919 وتحول من سائح إلى مقيم دائم في المدينة التي سحرته بجمالها ومناخها ومكانتها الحضارية والتاريخية، حيث وجد هذا الرسام ضالته في هذه المدينة فاستقر بها ليواصل شغفه الإبداعي، واشترى قطعة أرض عام 1924 وعمل على إقامة حديقة بها حيث جمع أصنافاً عديدة من النباتات وقام بطلاء مباني الحديقة بلون أزرق ناصع، لتمييزها عن بقية الحدائق ولإثارة انتباه الزوار الذين أعجبهم هذا اللون، حتى أنه تم إطلاق اسم “أزرق الماجوريل” على هذا المستوى من اللون الأزرق في اللغة الفرنسية نسبة لهذه الحديقة وزيادة في التنويع والتأكيد على استثنائية وجمالية الألوان التي تزين حديقة الماجوريل. وفي عام 1980 قام مصمم الأزياء العالمي ايف سان لوران والكاتب الفرنسي بير بيرجي اللذان كانا مفتونين بجمال حديقة الماجوريل بشرائها من ورثة الرسام الفرنسي جاك ماجوريل، وفتح الملاك الجدد جزءاً منها للعموم بينما ظل الجزء الآخر في ملكيتهم، وكان المصمم ايف سان لوران يقيم من حين إلى آخر في الفيلا الفخمة الملحقة بالحديقة، حيث وجد بالحديقة الإلهام والمكان الذي ينأى فيه بنفسه عن الأضواء، وحين توفي قام المقربون منه بنثر رماده في الحديقة كما أوصى قبل مماته. واليوم أصبحت الحديقة من أهم معالم مدينة مراكش السياحية حيث تم تحويل المبنى المحاط بالحديقة إلى متحف للفنون الإسلامية، كما تحتوي على مرسم جاك ماجوريل الذي يزوره سنوياً 600 ألف زائر أغلبهم فنانون وسياح. وتفتح الحديقة أبوابها أمام الزوار يومياً من الساعة الثامنة صباحاً وحتى الساعة السادسة، ويبلغ ثمن الدخول للعموم 30 درهماً (4 دولارات). وبفضل التقنيات الجديدة في مجال الري المستعملة داخل حدائق ماجوريل فقد تمكنت هذه الحديقة من استنبات مجموعة من النباتات النادرة والمتنوعة، تم جلبها من مختلف القارات وعددها نحو 300 نوع لتعطي هذه الحدائق مسحة خاصة من الروعة والجمال
المصدر: الرباط
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©