الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

آبل تسعى إلى تجاوز مشكلاتها وتعزيز تنافسيتها

آبل تسعى إلى تجاوز مشكلاتها وتعزيز تنافسيتها
15 فبراير 2013 22:46
درجت الأجهزة التي تطلقها آبل على جذب انتباه جميع أوساط المستخدمين والمحللين والتجار والمستثمرين على السواء. ولكن هذه المرة لا يتعلق الجدل بأحد منتجات آبل بل بأحدث هاتف ذكي يرجح أن تطلقه سامسونج في شهر مارس المقبل. أثار التنافس المتزايد في مجال الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية (التابليت) من شركات على شاكلة سامسونج مخاوف المستثمرين في آبل. كما انتابهم القلق في 23 يناير حين صرحت الشركة بأن أرباح فترتها الربعية الأخيرة ثبتت عند 13 مليار دولار بسبب ارتفاع تكاليف التصنيع. وقد نتج عن ذلك أن فقدت آبل 57 مليار دولار من قيمتها السوقية، وهي خسارة تساوي تقريباً قيمة شركة فورد بكاملها. سبق لأسهم آبل أن تعرضت مرات عديدة لنكسات ولكنها تعافت منها دائماً، والسؤال الذي يدور في أذهان العديد من مستثمري آبل هو ما إن كان في مقدور الشركة أن تتعافى هذه المرة. تشاؤم المستثمرين وهناك عاملان أثارا تشاؤم المستثمرين. العامل الأول هو رحيل ستيف جوبز مؤسس آبل العبقري المبدع. صحيح أن أجهزة آي فون وآي باد التي اخترعها لا تزل تدر أرباحاً هائلة، ولكن لا يزال على خليفته تيم كوك أن يثبت قدرته على ابتداع طفرات من المنتجات. والعامل الثاني هو أن هامش أرباح آبل البالغ 38?6% على مبيعات قدرها 55 مليار دولار يثير حفيظة المنافسين. يسخر المعجبون بشركة آبل من فكرة أنها بلغت ذروتها. ذلك أن نسبة سعر سهم آبل إلى أرباحه البالغة 11?6 في 23 يناير لا تختلف كثيراً عن نسبة سعر سهم مايكروسوفت إلى أرباحه. وهذا يجعل أسهم آبل تبدو مغرية نسبياً. ولكن على عكس مايكروسوفت التي تعتمد كثيراً على نشاط الكمبيوتر الشخصي المتدهور، تركز آبل على قطاعات متسارعة النمو مثل الهواتف الذكية والتابليت. ولم ينصح سوى محلل واحد من الستين محللاً في بلومبرج ببيع أسهم آبل في الأسبوع الأخير من شهر يناير. وهناك بعض الأنباء السلبية التي قلصت من حماس المستثمرين. من هذه الأنباء أن آبل لم تحسن استحداث تطبيق خرائطها الجديد، كما ترددت شائعات بخفض طلبيات مكونات آي فون 5. منتجات وأسواق جديدة غير أن المعجبين بآبل لا يزالون يتوقعون أنباءً سارة هذا العام مثل إطلاقها أجهزة جديدة واختراقها لأسواق جديدة. أحد تلك الأجهزة يرجح أن يكون آي فون سعره أقل كثيراً يستهدف الأسواق الناشئة. ففي الصين لم تبع آبل سوى مليونين فقط من أجهزتها الراقية خلال أسبوع إطلاق الأجهزة في شهر ديسمبر. غير أنه في غير متناول معظم المتسوقين الصينيين شراء أجهزة آبل الغالية. ويتوقع بنك باركليز الاستثماري أن تنتج آبل آي فون سعره يقل عن 150 دولاراً لتجذب مزيداً من المشترين. أنكرت آبل شائعات عزمها على طرح آي فون أرخص، ولكن مراقبي آبل يتوقعون أن يحدث ذلك خلال هذا العام. ذلك أن هوامش الربح القليلة في الصين والهند ربما تشجع على جذب ملايين من المشترين الجدد. ويتردد أن آبل توشك أن توقع اتفاقية توزيع مع تشانيا موبايل شركة الاتصالات الصينية التي لديها 700 مليون مشترك. وربما تعمل أنباء هذه الصفقة على تعزيز أسهم آبل. غير أن أفضل طريقة لآبل تثبت بها أنها لم تتجاوز ذروتها بعد تتمثل في اختراقها سوقاً كبيرة أخرى، منذ رحيل جوبز عام 2011 تعكف آبل على تطوير أجهزتها القائمة. الآن يريد المستثمرون أن يشهدوا ابتكارات جديدة تماماً. جميع الأنظار موجهة حالياً إلى أجهزة التلفاز (وإن كانت آبل تبحث أيضاً في إمكانية دخولها في مجالات جديدة مثل أجهزة الكمبيوتر التي تأخذ شكل ساعة اليد). وقال كوك إن التلفاز مجال شديد الأهمية حالياً. وهناك توقعات بأن تطلق آبل «آي تي في» في وقت لاحق من هذا العام. ويشير المتشككون إلى أن السوق بها العديد من أجهزة التلفاز الرشيقة ذات الشاشات الرفيعة. بالإضافة إلى أن الجهاز الملحق بالتلفاز الذي أطلقته آبل والذي يتيح للمستخدم تشغيل محتويات من آي تيونز ونتفلليكس وخدمات أخرى على جهازه لم يحقق نجاحاً مبهراً. غير أن آي تي في المنتظر سيمكن التحكم فيه عن طريق التعليمات الصوتية والجسدية وأيضاً عن طريق أجهزة آي باد وآي فون وبالتالي يمكن أن يكون بمثابة مركز رقمي للمنزل، إذ إنه سيتيح للمستخدم على سبيل المثال التأكد مما لو كانت الغسالة الكهربائية قد أتمت دورتها أثناء دردشته على الفيسبوك ومشاهدته مسلسله المفضل. وقال بيتر مايسك من بنك جيفريز الاستثماري إن مبيعات آي تي في يمكن أيضاً أن تزيد مبيعات آي باد وأجهزة آبل الأخرى، بسبب أن كثيراً من الناس شغوفون ببيئة الشركة من الأجهزة والبرمجيات المترابطة معاً. التعاون مع شركاء غير أن آي تي في ليس رهاناً مضموناً بسبب صعوبة إقناع شركات الكابل والبث بإتاحة البرمجة عبر شبكة الإنترنت حسب الطلب من جهة، ومن جهة أخرى يرجح أن تكون أسعار أجهزة آي تي في مرتفعة الأمر الذي يحد من انتشارها على نطاق واسع. كما ينتظر كالعادة أن تواجه آبل منافسة شرسة من سامسونج التي تعد إحدى الشركات التي تبيع بالفعل أجهزة تلفاز ذكية. ويبدو بالتأكيد أن سامسونج لا تنقطع عن إنتاج المزيد والمزيد من الأجهزة المبتكرة بينما لم تجر آبل سوى تجديدات تدريجية مؤخراً. كما أن معارك آبل القضائية مع سامسونج على براءات اختراع الهواتف الذكية تشي بأن آبل في جانب المدافع. غير أن خبراء يقولون إنه من الخطأ الاعتقاد بأن آبل مكتفية بجلوسها على عرش القمة ويذكرون أن إنفاقها الرأسمالي ارتفع ارتفاعاً حاداً في الفترات الربعية الأخيرة لتبلغ مستويات لا تشهدها عادة سوى شركات ذات عمليات تصنيع هائلة مثل إنتل. يذهب بعض هذا الإنفاق إلى مراكز بيانات تعزيزاً لخدمات سحابية مثل آي تيونز ولكن الخبراء يقولون إن كثيراً من هذا الإنفاق يذهب إلى موردين متخصصين في معدات معينة، الأمر الذي قد يعطي آبل ميزة في إنتاج أجهزة جديدة. ومع ذلك حتى لو أنتجت آبل آي فون أرخص وتغولت بعمق في الصين وأبهرت العالم بتلفاز ذكي لن تستطيع أسهمها التفوق على ذروة مستوياتها العام الماضي، فالمنافسة الآن أصعب في أسواقها الرئيسية. ولن يدعها المنافسون تدخل في أسواق جديدة بسهولة. وربما تلجأ آبل إلى رصيدها النقدي الضخم البالغ 137 مليار دولار لترفع سعر سهمها من خلال دفع أرباح أكثر أو إعادة شراء مزيد من الأسهم، ومن شأن ذلك أن يسعد بعض المستثمرين، ولكن آخرين قد يعتبرون ذلك اعترافاً ضمنياً بأن قاطرة ابتكار الشركة القوية قد توقفت. ولذلك فإن آبل لن تنهار بالتأكيد ولكنه يبدو أنها بلغت ذروتها. نقلاً عن: «إيكونوميست» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©