جهاز «ماي فاي» للولوج إلى الإنترنت

يبدو أن أحفادنا في يوم ما سوف تعلو وجوههم الدهشة والاستغراب عندما يدركون أننا كنا نتجول لمرات عديدة في أنحاء المدينة بحثاً عن أحد المقاهي أو الكافتيريات المزودة بخدمة الواي فاي، حتى نتمكن من الدخول الى الإنترنت. وحالياً فإن كل بناية في العالم المتقدم أصبحت مزودة بالمياه والتيار الكهربائي وسبل التهوية والتكييف، إلا أن معظمها ما زال يعاني من فقدان الارتباط العالمي المباشر بالإنترنت اللاسلكي. فالنفاذ الى الإنترنت لاسلكياً لم يعد مستحيلاً على أية حال، إلا أن الخيارات في ذلك ما زالت محدودة وقاصرة، إذ إن معظم هذه السبل أصبحت تتطلب ضرورة التواجد في نقطة ساخنة معينة مثل المقهى أو المكتبة على سبيل المثال. ومما يدعو للأسف أيضاً أن الجهود الرامية لتغطية المدن بإشارات تكنولوجيا الواي فاي أصبحت جميعها تحتاج الى كلمة السر في هذه الأيام. وإذا ما رغبت في الدخول الى الإنترنت بواسطة جهاز اللاب توب أثناء حركة التنقل فليس أمامك سوى خيار واحد يتمثل في شراء موديم خليوي بقيمة 60 دولاراً في الشهر، بحيث تتمكن من الحصول على نسخة من هذا الموديوم الصغير المزود بفتحة لإدخال البطاقة. وهو جهاز يعاني في كثير من الأحيان من عدم فعالية الانتينا، كما أن خدمته لا تقتصر فقط على جهاز اللاب توب الخاص بك، وإنما تبقى هذه الخدمة عرضة للسرقة من أي جهاز في الجوار. أما الآن فقد أصبح بالإمكان النفاذ الى الإنترنت من أي مكان ترغب فيه سواء كنت في داخل التاكسي أو على الشاطئ أو في داخل الفندق أو غرفة في المنزل بفضل تقنية جديدة للواي فاي وبدون تكبد مشقة. بل أصبح بإمكانك أيضاً أن تتملك جهازا صغيرا يوفر خدمة الواي فاي ويتبعك إلى أي مكان تتوجه إليه، وبإمكان هذا الجهاز الصغير الحجم أن يستلقي بارتياح على كف اليد، والذي أطلق عليه اسم «ماي فاي» دخل لتوه الى الأسواق من إنتاج شركة نوفاتيل واريرليس المزودة للمعدات في سان دييجو. ولقد درجت هذه الشركة على أن تعول على كبريات الشركات الناقلة في أوروبا وأميركا الشمالية كزبائن للمنتج، الى جانب بعض الشركات الأخرى في أفريقيا وأستراليا وهونج كونج. وأحد هؤلاء الزبائن وهي شركة تليفونيكا في إسبانيا أصبحت الأولى التي تطرح جهاز "ماي فاي" في المؤتمر العالمي للموبايل في برشلونة في فبراير الماضي. أما شركة فيريزون واريليس الزبون المالك لشركة نوفاتيل فسوف تطرح جهاز «ماي فاي» ابتداء من منتصف مايو الجاري في الولايات المتحدة الأميركية مقابل 200 دولار، بالإضافة الى مبلغ 60 دولاراً في الشهر لقاء خدمة للإنترنت غير محدودة. وهذا الجهاز بحجم بطاقة الائتمان إلا أنه أكبر سمكاً، أي بحجم أربع بطاقات ائتمان مرصوصة مع بعضها البعض. ولديه زر واحد للطاقة ولمبة للإضاءة وبطارية في الخلف أشبه ببطارية هاتف الموبايل. وعندما يتم تشغيله سرعان ما يوفر الجهاز وبعد فترة انتظار حوالي 30 ثانية نقطة ساخنة شخصية ومتنقلة وقوية لتكنولوجيا الواي فاي محمية بكلمة السر. ويعمل جهاز «ماي فاي» علي توفير إشارة الإنترنت بنفس الطريقة التي تعمل بها الموديمات الخليوية، إلا أنه يمتاز بإمكانية تحويل إشارة الإنترنت الى مظلة لتغطية خدمــــــة الواي فاي. والى ذلك فإن هذه الفكرة ليست جديدة على وجه الخصوص فلطالما عرف الأشخاص استخدام أجهزة التوجيه الخليوية اللاسلكية أو ما يعرف باسم (cellular wierless routers) لسنوات عديدة عبر استخدام البطاقات لتعزيز خدمة الواي فاي. إلا أن تلك الأجهزة على أي حال لا تتمتع بالإشارة الخليوية الخاصة بها وتحتاج الى شحن البطاقة الخاصة بها أيضاً، كما أنها كبيرة الحجم ومصنوعة بالكامل من المعدن. أما العيب الأهم من ذلك فهي تحتاج الى وصلها بمنفذ للطاقة أثناء تشغيلها بحيث لا يمكن استخدامها في الشاطئ أو الغابات ما لم تحتاج الى سلك طويل جداً. وعلى العكس من ذلك، فإن جهاز «ماي فاي» يتميز بصغر الحجم ومظهره التصميمي الرائع، بالإضافة الى كبر حجم المدى الذي يعمل فيه، إذ بإمكانه أن يغطي مساحة واسعة في أحد المطارات، هذا الى جانب أنه يعمل دون الحاجة الى أسلاك ودونما ضرورة لإعادة الشحن. وبإمكانك وضع جهاز "الماي فاي" داخل جيبك أو داخل حقيبة اللاب توب. ومتى ما احتجت الى فتح جهاز اللاب توب أو تشغيل هاتفك من نوع آي فون أو آي بود الذي يعمل باللمس فسوف تجد نفسك وبشكل أوتوماتيكي أمام خدمة الإنترنت. عن «انترناشيونال هيرالد تريبيون»