«زينيا» يعود بمظهر الرجل الرحالة في أحراش أفريقيا

على هدير أمواج المحيط الدافئة، والتي حملت معها نفحات من روح القارات البعيدة، حيث الألوان الحارة والطبيعة البرية، ورمال الصحارى، والعاج والعنبر والعقيق، خرجت مجموعة أزياء “إرمينيجيلدو زينيا” لربيع وصيف 2010 من منصات ميلانو، والتي جاءت تحت عنوان “الطبيعة البدوية”، لتعبّر عن الرجل الرحاّل المستكشف، الذي سافر بعيدا ليختلط بالبداوة ويسبر أغوار القفار. تشكيلة جمعت ما بين الشاعرية والصرامة، التكلف والعفوية، الأناقة والعملية، فعكست بخطوطها المبتكرة، وقصّاتها البسيطة، حيوية عالية، وواقعية مدروسة، مع غنى بالتفاصيل وانسجام تام ما بين درجة اللوّن وملمس القماش، وقد تترجم هذا المعنى في كل القطع النهارية (الكاجوال)، وتأكد أيضا من خلال الأناقة الكلاسيكية للبدل الرسمية. صيف استوائي ساخن وقد استلهم مصممو “زينيا” من الحرارة الاستوائية والطبيعة الثائرة للقارة السوداء، كل ألوان مجموعة الربيع والصــيف للموسمين القادمين، حيث برزت تدرجات لونية رائعة تغازل أشعة الشمس بإشراقها وسخونة لفحاتها، بدءاً من البيج العاجي، والعسلي الدافئ، فالذهبي المشبع، ووصولاً إلى البنفسـجي اليانع، والخمري المشبع، فالأخضر العشبي، مع شطحات مختلفة من الألوان الترابية والمحايدة التي ترتبط بالأرض والصخور والطبيعة الوعرة لأحراش خط الاستواء. عودة الكاروهات ومن وحي برودة الكتان، مع نعومة الحرير ودفء الصوف، فصّلت التشكيلة الرجالية لزينيا بجودة عالية ومن أنواع مختلفة من الأقمشة الطبيعية الصيفية الوثيرة، والتي تعتبر من الكلاسيكيات الضرورية في خزانة ملابس الرجل العصري، ولأن موضة الأقمشة المربعّة أو ما تسمى بالكاروهات Crossover Fabric عادت وبقوة في اتجاهات الموضة العالمية، فقد استغل «إرمينيجيلدو زينيا» هذه الموجة ليبتكر خامات خاصة به من الكاروهات الناعمة والمنسوجة بشفافية ورقة، وبخطوط هندسية متداخلة مع بعضها بعضا، في عناق لوني جميل، منسجم مع الموديل والقصّة بشكل لافت، تسترجع من خلاله الأناقة الإنجليزية لأمراء مقاطعة ويلز، أقمشة مثيرة محبوكة بمهارة ودقة، وخفيفة بشكل تكاد تكون منعدمة الوزن فلا تتجاوز الـ( 120) جراماً فقط للمتر المربع الواحد، ولكن دون أن تفقد شيئاً من غناها وجاذبيتها أو ثقلها القيّم في ميزان موضة أزياء الرجل الأنيق. أقمشة منعشة تقاوم الحرارة نفذت معظم المجموعة بخطوط راقية وانسيابية سلسة، سواء في القمصان الكلاسيكية، السترات الرسمية، البنطلونات الكاجول، أو البلوزات النهارية، وقد استخدمت في بعض القطع نوعية جديدة من القماش المنعش البارد والذي يسمى Cool Effect وهو آخر ابتكارات دار إرمينيجيلدو زينيا، وأول نسيج جديد من صوف استرالي نقي، صّنع خصيصا ليقاوم حرارة أشعة الشمس المباشرة في البلاد الحارة. وقد جاء بألوان متعددة وغنية كان أهمها الأزرق،الرمادي، والبني، مع طبعات من الكروهات الكبيرة والصغيرة، وفي قطع أخرى كان لقماش زينيا الكلاسيكي المعروف “الفائق المتانة” حضور جيد، ولكن بإضافة صبغات جديدة حصرية تمنح الخامة الداكنة نفس خصائص القماش الأبيض لتعكس 80% من أشعة الشمس القوية المباشرة، بينما لا تعكس في العادة أكثر من 20%. وهذا التأثير المنعش والمبرد يخفف من الحرارة الجسم بمقدار 10%، فعلى سبيل المثال (إذا كانت درجة الحرارة في الخارج 40 درجة فإن الجسم سيشعر بـ 30 درجة فقط). وأخيرا كانت اللمسات المكملة لملابس رجل “إرمينيجيلدو زينيا” في 2010 ، من الأكسسوارات العصـرية، ضرورة مؤكدة لرسم الصورة الكاملة للمظهر الصيفي الاستوائي الساخن، سواء بقبعات القش النهارية، أو ربطات العنق الليلية الرقيقة التي تشبه الوشاحات الصيفية أو من خلال النظارات الشمسـية الكلاسيكية وحقائب السفر العملية وحتى الأحذية المريحة والمتينة، وكل الأشياء المهمة التي يجب أن ترافق الرجل الرحالة.