الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

سيسليا لم تنتخب ساركوزي في الدورة الثانية

سيسليا لم تنتخب ساركوزي في الدورة الثانية
10 ابريل 2008 01:46
من الطرائف التي كشف عنها كتاب ''الوجه الخفي لسيدة فرنسا الأولى السابقة'' الصادر بباريس هذه الأيام أن سيسيليا (49 عاماً) الزوجة السابقة للرئيس الفرنسي تدخلت لتزيح وتبعد أحد الحراس الشخصيين لزوجها عندما كان وزيراً للداخلية، وعللت تدخلها بأن الحارس طويل القامة ويظهر في كل الصور، ويكاد يغطي على الوزير قصير القامة· وبعد أن ارتبطت سيسيليا بعلاقة عاطفية في الخفاء بنيكولا ساركوزي- وهي لا زالت متزوجة من المذيع الشهير جاك مارتان- بدأت تمهد للكشف عن العلاقة على الملأ، إذ قالت لصديقة لها متظاهرة لها بالبوح بسرّ دفين: ''تخيّلي أن نيكولا حاول تقبيلي''· فأجابتها صديقتها مازحة: ''آمل ان يكون صعد سلماً للوصول إليك''، إشارة إلى قصر قامة نيكولا ساركوزي وطول قامة سيسيليا· والمؤلفان للكتاب هما صحافيان حققا وبحثا وجمعا معلومات استقياها من أقارب وأصدقاء ومعارف سيسيليا ونيكولا ساركوزي· الزوج المخدوع الحقيقة أن الكثيرين تفطنوا للعلاقة الخفية بين نيكولا ساركوزي (وهو في الأصل محام ناجح) وسيسيليا التي كانت وقتها متزوجة، ولأنه، كما يقال إن الزوج المخدوع هو آخر من يعلم، فإن جاك مارتان لم يتنبه إلا في مرحلة متأخرة لقصة الحب العاصفة التي نسجت من وراء ظهره بين زوجته وصديقه ساركوزي، وفي أول لقاء جمع بينهما، بعد علمه، صفعه بعنف، مما اضطر نيكولا ساركوزي لوضع نظارات شمس طيلة الأيام التالية للقاء على عينيه لتغطية الرزقة التي أحدثتها الصفعة، ولما شاع الخبر، وانتشر، سئلت سيسيليا وقتها عن صحة ما تداولته الالسن، فأكدت أن زوجها لم يضرب ساركوزي، وأن هذا الأخير سقط من فوق ظهرحصان· وجاك مارتان، الذي توفي منذ أشهر قليلة، كان نجماً تلفزيونياً شهيراً في فرنسا، وهو رجل قوي الشخصية، وكان في أوج عطائه في الخمسين من عمره، عندما اقترن بسيسيليا التي كانت في السادسة والعشرين، وكان في لقاءاته حول المائدة وبحضور شخصيات بارزة، لا يتردد في مخاطبة زوجته سيسيليا أمام الجميع بقوله لها: ''تعلمي''، فهو رجل موسوعي، ملم بكل القضايا، ومتحدث بارع، ومذيع ذكي، له قدرة عجيبة على إضحاك النساء· ولما اكتشف خيانتها له أحس بالضغينة، والغضب وأعلن أنه لن يغفر لها أبداً رغم أنها أنجبت منه ابنتين، وكان رد سيسيليا: ''إنه رجل يتعذب بسبب الفراق، ولذلك فإني أجد له كل الأعذار''· عاشت سيسيليا ثمانية أعوام مع ساركوزي قبل حصوله على الطلاق من زوجته ماريا، ويوم 23 اكتوبر 1996 وبعد أربعة ايام فقط من صدور حكم الطلاق، تم الزواج بشكل رسمي، وعلق احد ابناء ساركوزي من زوجته الاولى على ذلك قائلاً: ''بعض الأشخاص هم قامات طويلة في الظاهر ولكنهم صغار من الداخل''· ثم بمرور الزمن التأمت الجراح، ونجحت سيسيليا في الاندماج في أسرة ساركوزي الموسعة· المهر المرتفع كانت سيسيليا التي عملت عارضة للأزياء، قبل زواجها من جاك مارتان، قد ارتبطت بقصة عاطفية مع مصور الموضة لوزيو، وتم إعداد كل شيء لحفل الزواج، ولكن، وقبل أيام قليلة من الموعد المحدد، حصل الانفصال وتم إلغاء كل شيء، والسبب: أن مصور الموضة وجد أن سيسيليا كانت متشددة في مطالبها، ويقال إن أمها طالبته بمهر مرتفع في حين أن مسألة المهر لم يعد معمولاً بها في فرنسا·· وأثناء هذه الفترة كانت سيسيليا تتردد على تونس برفقة المصور الذي اكتشفها جان دانيال لوزيو، وكانا ينزلان عند ليلى المنشاري (مسؤولة الديكور في دار هرماس الشهيرة) وهي تملك بيتاً جميلاً في مدينة ''الحمامات'' التونسية وسط بساتين البرتقال والرمان، كان المصور الشهير مكلفاً يومها بإعداد صور دعائية للسياحة التونسية، وكان دائماً مصحوباً بسيسيليا التي زارت معه واحات الجنوب التونسي· كان صرحاً فهوى خلال رحلة لساركوزي مع زوجته سيسيليا إلى مدينة مراكش، لم تعد معه الى فرنسا، وبدأت تعيد التفكير في العلاقة بينهما، وباحت لبعض صديقاتها بأن زوجها بدا يبتعد عنها، وهو لا يفكر إلا في شيء واحد: انتخابات·2007 ويوم 16 مايو 2005 أعلنت سيسيليا لزوجها أنها قررت قطع العلاقة بينهما، وأخبرته بأن لها علاقة برجل آخر، وأقفلت حقائبها بسرعة وخرجت نحو المطار· ثم كانت سفرة لعمان، ومنها الى رحلة الى البحر الميت، لحضور ملتقى اقتصادي، برفقة صديقها عطية (وهو يهودي من أصل مغربي) كوّن ثروة في مجال الاشهار والدعاية· كان يقضي أكثر أوقاته في نيويورك، وتربطه علاقات بكبار الشخصيات مثل بيل كلينتون، وبوريس يلتسين، ونلسون مانديلا، والممثلة شارون ستون· ويكشف الكتاب سر اعجاب سيسيليا بهذا الرجل لكونه يعمل خارج مجال السياسة، ويتحدث عن مسائل أخرى غير الاجتماعات والانتخابات، وهو رجل مطلق وأب لفتاة عمرها 14 عاماً· أثناء ابتعاد سيسيليا ارتبط ساركوزي بآن فولدا، وهي صحفية جميلة من جريدة ''الفيغارو''، ومع بداية الحملة الانتخابية الرئاسية سعى، عملاً بنصيحة مستشاريه، الى استرجاع زوجته ليظهر أمام الرأي العام الفرنسي في مظهر رب الأسرة الماسك بزمام امورها، وفعلاً عادت اليه سيسيليا، وأعلنت وقتها: ''عدت الى نيكولا لأنه في حاجة اليّ، ولإنقاذ عائلتي''· وعادت المياه الى مجاريها ظاهرياً فقط، الا أن الفتور تسرب من جديد الى علاقتهما، حتى أن سيسيليا لم تصوت لزوجها في الدورة الثانية للانتخابات الرئاسية، وبدأت التلميح الى أنها لا تريد التقيد بالبروتوكول، وأنها تكره الحياة تحت الأضواء· قائمة العشيقات عندما كان نيكولا ساركوزي وزيراً للداخلية لم تكتف زوجته سيسيليا بدور الاعتناء بمزهريات الورود، وإنما أرادت أن تكون لها كلمة بخلاف كل زوجات وزراء الداخلية السابقات اللاتي عشن في الظل· وعندما شغل منصب وزير المالية، قامت سيسيليا بدور المستشارة تقدم له النصائح ساعية الى تحذيره من كثرة الحديث، مشبهة نفسها بالبطارية الكهربائية التي تعرف متى تقطع عنه التيار· وكانت، الى جانب كل ذلك، تختار له ربطات العنق، وتمنعه من الإفراط في أكل الشوكولاتة، وتشتري له أقلام الحبر الفخمة، وتهتم بمتابعة جدول أعماله، ولا تكاد تمر خمس دقائق بدون أن يتجه اليها ساركوزي بالقول: ''وأنت يا عزيزتي ما رايك؟'' حسب شهادة صديق مقرب منهما هو جان ميشال غابار· ولخص أحدهم دورها بقوله: ''نيكولا ساركوزي هو وزير الداخلية، وسيسيليا تهتم بداخلية الوزارة''· ذات يوم عام 2004 تلقت سيسيليا زوجة الوزير، من فاعل خير قائمة بعشيقات زوجها بالأسماء والتواريخ والأمكنة والصور، وحدثت لها صدمة نتيجة ذلك، علماً بأنه كان لساركوزي علاقة عاطفية بكلود ابنة جاك شيراك قبل زواجها من الصحفي فيليب هابار من جريدة ''الفيغارو''· البر الزنجي ظل مصدراً للتأثير والتأثر الثقافي لعرب شبه الجزيرة افريقانية موسيقية في اليمن علي المقري لا تكاد تكون هناك لغة، تتجاوز الحدود والحواجز الاجتماعية والسياسية وتنتشر بين مختلف الثقافات مؤثّرة ومتأثرة، أكثر من لغة الموسيقى والرقص· ولهذا جاء كتاب ''الرقصات الأفرو ـ يمنية: بحث في افريقانية اليمن الموسيقية'' للموسيقي والشاعر والطبيب نزار محمد عبده غانم، بمثابة التأكيد على هذه الأواصر الفنية العالمية· فالبحث لا يكشف عن العلاقة الموسيقية الأفرو ـ يمنية، فقط، بل يشير إلى الكثير من التفاعلات الموسيقية، أيضاً، في مختلف الحساسيات الثقافية في منطقة الخليج العربي ومصر والسودان، قديماً وحديثاً· حيث يمكن اعتبار ما أنجزه المؤلف في بحثه هذا مقدّمة مهمة لدراسة هذا الموضوع· يستعرض الباحث في كتابه، الصادر حديثاً عن مركز عبادي في صنعاء، الصيرورة التاريخية لرقصات شعبية يمنية تدين بأصولها إلى البر الزنجي المواجه لشبه جزيرة العرب، والذي، حسب قوله، ظل على مدى التاريخ ''مصدراً من مصادر التأثير والتأثر الثقافي لعرب شبه الجزيرة، لاسيما من القاطنين في سواحلها، حيث نشطت حركة التجارة وتبادل السلع المختلفة، ونشطت معها التحركات الديمغرافية ''السكانية''، على شكل هجرة للآخر، أو احتلال له، وكان من الطبيعي أن تكون الجسر الذي تمر عبره المؤثرات الثقافية، ومنها الفنون التعبيرية الأدائية من موسيقى ورقص وغناء وفي الاتجاهين معاً''· ولا يغفل الباحث دور تجارة الرقيق، في هذه المؤثرات ''كنشاط اقتصادي مستقل دام حتى العصر الحديث''· وبداية يرجع إلى كتب التراث العربي، الصريحة، حسب تعبيره، في الإشارة إلى الآصرة بين الزنج والطرب· رقصات وأغاني الأخدام يرجع الباحث إلى المؤرخ اليمني محمد عبد القادر بامطرف الذي يذكر أن مدينة ''الشحر''، التي تقع في حضرموت على بحر العرب، كانت تحتضن عام 1522م مرقصاً، تجلب راقصاته من جزيرة (لامو) التابعة حالياً لدولة كينيا، ومن الهند· ويعود الباحث إلى الكثير من المراجع التي تتحدث عن اشتغال ''الأخدام''، والمجاميع الزنجية الأصل، في اليمن بالترفيه الموسيقي، وكسب عيشهم من خلال العزف على الطبول والمزامير· ويذهب إلى القول ''إن جميع المجاميع، الزنجية الأصل في اليمن، قد فقدت مع الزمن رابطتها الاثنية بالقارة السوداء، وتيمّننت تماماً''· وأن ما تقدمه اليوم من فنون أجدادها، قد طرأ عليه الحذف والإضافة· للأخدام، حسب مراجع الباحث، رقصات خاصة بهم في تهامة اليمن، قد يشاركهم فيها فئة ''المزاينة أو الريسة''؛ يختلط الجنسان فيها، وتؤدى جماعياً، ولها طابع خاص، وإيقاع مميز· والرقصات هي ''رقصة الكندو أو الكندة''، رقصة الزفة، رقصة الطبعة، ولها مسميات أخرى كالزحفة والزف والكُدي، ورقصات: الملأ والريسي· واستعارت حضرموت من الساحل الافريقي رقصات: الطنبرة، الليوا، البامبيلا، السواحيلي، والدربوكة· ويبحث المؤلف في تفاصيل روابط الرقصات الأفرو ـ يمنية، تاريخياً وفنياً· فرقصة (الطنبرة)، مثلاً، والتي تعرف في أجزاء من الخليج العربي برقصة (النوبان)، نسبة لمنطقتها الافريقية الأصلية، وهي بلاد النوبة شمال السودان، تتنوع كثيراً في أدائها، ومن أبرز ملامحها أن ''طقس (الزار) الذي يقام لإخراج الجن من جسم المريض، حسب الاعتقاد، يعتبر لصيقاً بها، وبما يصاحبها من دراما غنائية· والآلة الوترية المميزة لرقصة الطنبرة هي آلة (السمسمية) أو آلة (الطمبرة) الأكبر حجماً، وكلتاهما، حسب غانم، سليلة لآلة عرفت في النقوش السبأية هي (الكنارة)· وهناك من يقول إن إعادة اكتشاف السمسمية تم عبر فنان حجازي اسمه مبروك رمضان، من ثغر ينبع، جاء إلى حضرموت عام 1877م· وتشير المصادر إلى أن أول وجود للطنبرة كان عام 1800م الذي شهد وفود رقيق نوبي من السودان· وعرف طقس الزار اللصيق برقصة الطنبرة في عدن منذ ذلك الحين· واتكاء إلى المدونات عن الزار، فإنها تكشف أن ''في هذه الحفلات يدور الرقص والغناء على دقات الطبول الصاخبة ويقوم المريض بالرقص العنيف''· النوبان و أم ديمة في الإمارات وينقل الباحث، عن رفعت محمد خليفة دويب، نصاً من نصوص رقصة النوبان في دولة الإمارات العربية المتحدة، ترد فيه إشارة إلى ميناء المخا في اليمن، يقول: ''يا مخا في سبيل الله/ يا مخا عذبت روحي''· ويتحدث عن قرار المنع الرسمي لطقس الزار الذي أصدرته السلطة البريطانية المستعمرة لعدن في ثلاثينات القرن العشرين، حيث دارت رحى معارك قضائية مثيرة انتهت بخسارة شيخات الزار لحقهن في إقامة هذه الطقوس والتكسب بها، وانتصرت إرادة خصومهن الذين كالوا لهن تهماً مختلفة من ضمنها إزعاج الجيران بأنغام الطنبرة· وهناك رأي للباحث البريطاني أوليفر مايرز من أن الزار ربما يكون قدم إلى عدن من مصر قبل الإسلام· ويشخص الزار بأنه زيارة لروح شريرة لبدن المصاب· ويأتي الباحث إلى رقصة (الليوا)، التي تؤديها فئة زنجية تسمى (الجبرت)· ويذكر أنها منتشرة في عدد من مناطق اليمن· ومنها عدن، حيث يقيمون حفل الحناء للعريس في المساء، قبل ليلة الزفاف، ويؤدون في هذا الحفل رقصة وأغنية شهيرة لليوا يقول مطلعها: ''دورت له ما لقيته يا ممباسا/ هذا الليد بحراني ما بمشي معه''· ومن أغنيات الليوا: ''سمارة يا سماره أوه يا الله''· وكذا: ''بدوية خطبها نصيب''· ويقول الفنان الشحري سعيد عبد النعيم أن نصها السواحيلي يقول: ''شرنجي شرنجي/ يا شرنجايا''· ويلاحظ وجود هذا النص ضمن نصوص فن (أم ديمة) في دولة الإمارات العربية المتحدة حيث يغنى هناك: ''بنية خطبها نصيب/ رغبانه وبوها غلب/ سرى الليل يا العاشقين''· وهناك أيضاً نص يمني آخر في أغنيات الليوا الخليجية هو: ''اغنم زمانك أمانه يا حبيب اغنم''· وعلى هذا النحو يصف البحث أنواع الرقصات الأخرى والتأثيرات الإفريقية فيها، سواء من خلال شكل الأداء، أو التسمية، أو من خلال الأغاني المصاحبة لها والمتضمنة كلمات سواحلية إفريقية· الدكتور خشيم يجري دراسة مقارنة بين لغتين قريبتين شقيقتين القبطية أحد روافد نهر العربية د· أحمد الصاوي في كتابه ''القبطية العربية'' واجه الدكتور علي فهمي خشيم عدداً من الادعاءات الأجنبية والمحلية، التي تروج لمقولات اختلاف القبط عن المصريين المسلمين، وهي مقولات تحاول أن تستمد البرهان على صحتها من مواد تاريخية مختلقة أهمها على الإطلاق اللغة القبطية، وقوبل كتاب الدكتور خشيم ''القبطية العربية ـ دراسة مقارنة بين لغتين قريبتين شقيقتين'' بهجوم حاد من أنصار تفرد القبطية، لغة وشعباً ولكنه كان هجوماً قصيراً لم يصمد أمام الحجج والبراهين التي يزخر بها الكتاب عن القرابة القريبة بين القبطية والعربية، وسرعان ما تحول الهجوم إلى تجاهل عام للكتاب الذي نفدت طبعته الأولى فور صدورها· ويتحدث المؤلف في مقدمة الكتاب الذي أهداه ''إلى روح أم إبراهيم السيدة أم المؤمنين ماريه القبطية'' عن أن الدراسات عن اللغة القبطية لم تنقطع في المعاهد العلمية داخل مصر وخارجها منذ أوائل القرن التاسع'' فالمعرفة لا حدود لها ولا سدود دونها بشرط أن تكون مجردة عن الهوى بعيدة عن الغرض ولكن ما يلاحظ أن وراء تلك الدراسات غايات خلاصتها أن القبطية لغة قائمة بذاتها انحدرت من المصرية القديمة لا يربطها بما حولها رابط، وكان لهذا الاتجاه نتائجه التي لا تخفى على كل ذي بصيرة ولم ار فيما أعلم من جرد نفسه لدفع الوهم وتبيان الخطل والخطأ مما أفسح المجال لانتشار باطل الأفكار ورسوخ غلط الأوهام''· ويعرف الدكتور خشيم القبطية بأنها اللغة المصرية القديمة في آخر أدوارها أو بالتحديد اخر دور للهجة المصرية العامية في اللغة المصرية القديمة، فالقبطية إذن مجرد لهجة دارجة قائمة بذاتها بعدما تأثرت بالتطورات التي عرفتها مصر سواء بالغزو اليوناني ثم الروماني فضلاً عن دخول المسيحية إليها وهو ما أدى إلى اعتماد القبطية على بعض استعارات من الحروف اليونانية في كتابتها· ويحتوي الكتاب على مقدمة وثلاثة معاجم، أما المقدمة فهي مكرسة لبيان أثر القبطية في العامية المصرية الحديثة وكذلك الأصول العربية للألفاظ القبطية الشائعة الاستعمال إلى اليوم· كاني ماني ومن الكلمات العديدة التي أوردها المؤلف كلمة ''ويكا'' وهي كلمة قبطية تستعمل في بلاد النوبة والسودان كما في صعيد مصر وتشير إلى طريقة طهو خاصة ''للباميا'' وهي في المصرية القديمة ''وأق'' بمعنى أخضر وهو لون الباميا أبدلت القاف كافا ''وأك'' وسهلت الهمزة لتصبح ياء ممدودة بعد الواو ''ويك'' ومدت الكاف ربما للتأنيث ''ويكا/ ويكة''· ومن الجلي أن الأصل القديم ''وأق'' هي ذاتها العربية ''ورق'' وقد دخلت اللغة الانجليزية مقلوبة في صورة ًُْف بذات المعنى ''باميا''· وهناك أيضاً تعبير ''كاني ماني'' إذ يقول العامة في مصر ''لا كاني ولا ماني ولا دكان الزلباني'' وثمة صلة بين كاني ماني والزلابية التي هي ضرب من الحلوى يدخل في صناعتها الدقيق مع السمن والعسل· فكلمة ''كاني'' قبطية بمعنى السمن وهي من القبطية ''قنو'' بمعنى سمين أما في العربية فيكافئها ''قمي'' بتعاقب النون والميم، والقمي هو السمن ويقال: ما أحسن قمو هذه الإبل أي ما احسن سمنها وأقمي الرجل: سمن بعد هزال· أما الثانية ''ماني'' فهى في المصرية القديمة بمعنى العسل، ويشير ابن منظور في اللسان إلى الكلمة العربية المن التي تعني شبه العسل وهو ما كان ينزل على بني إسرائيل· اشتاتا اشتوت وفي كلام النسوة دفعاً للشر ''اشتاتا اشتوت'' والكلمتان حسب الدكتور خشيم تكرار للجذر ''شت'' مع إضافة تاء أخرى وهو اسم إله الشر عند المصريين القدماء ''ست/ شت'' والتاء مبدلة من الطاء في العربية ''شط'' ومنها الجذر الثلاثي ''شيط'' الذي يؤدي إلى ''شيطان''· ويضيف المؤلف في هذا السياق العديد من الفاظ العامية المصرية المستمدة من القبطية والتي لها أصول عربية مثل ''وحوي يا وحوي'' و''ورور'' الوصف التقليدي للفجل وأيضاً القول الدارج ''شطبنا خلاص'' وشلوت والحنفية ''صنبور المياه'' الخ· ويعرض الدكتور علي فهمي خشيم لما قاله صاحب كتاب ''من شفتي الفرعون'' من كلمات شائعة الاستخدام في مصر اعتبرها قبطية مصرية بينما يراها المؤلف وثيقة الصلة بالعربية ويعطي تحليله لهذه الكلمات دلالات واضحة على القرابة القريبة بين القبطية والعربية· ومن الكلمات التي تعرض لها كلمة ''اتاري'' أي لذا او لأن ومثلها في العربية ''ترى'' فيقال بعد إضافة الضمائر ''اتاريك''، وكلمة اجنة بمعنى منقاش او منقر حديد وهي في العربية أصيلة نجدها في مادة اجن المنجنة والميجنة: المدقة· وكلمة أيضاً مثل ''بح'' القبطية بمعنى انتهى· وينقل خشيم عن صاحب اللسان ابن منظور ''سمع رجل من بني عامر يقول: إذا قيل لنا: ابقي عندكم شيء؟ قلنا: بحباح أي لم يبق والفعل الثلاثي بحح''· وكذلك كلمة جلاش وهي في القبطية فطيرة محشوة باللحم أو الجبن ''من المصرية القديمة ''كرشت'' وهذا النوع من الفطائر المحشوة باللحم أو الجبن هي وعاء لها وفي العربية كرش: الكرشي للمجتر كالمعدة للإنسان، والبطن والكرش وعاء الطيب وفي هذا معنى الحشو· وقول النساء ''يا حومتي'' أي يا لمصيبتي ويرجعها المؤلف إلى الأصل العربي ''حما'' الحم والحمام: الموت· والحمية: الغضب والغيرة وفي هذا معنى الكدر والمصيبة· وأيضاً ''فهلوة'' التي تعني بالقبطية خداع ـ غش، والفهلوة في اللهجة الدارجة المصرية تفيد الحذق حتى في الباطل وينسب إليها فهلوي ''حاذق ـ مخادع ـ شاطر'' أما في العربية فهناك في اللسان مادة ''فهل'' يقال: ''انت في الضلال ابن فهلل وهو الضلال بن فهلل· لا ينصرف من أسماء الباطل وكذلك ''نبوت'' التي هي بالقبطية بمعنى قضيب او عصا، وبالعربية تبدو صلة النبوت أي قضيب من الشجر، بالعربية ''نبت'' ومنها في العربية الينبوت: شجرة عظام، تتخذ من أغصانها العصي· والقبطية ''وحوح'' أي تأوه وان ففي لسان العرب الوحوحة: صوت من بحح· وحوح الرجل: تردد نفسه في حلقه· ويتعرض المؤلف لجملة من أسماء الأعلام المستخدمة إلى اليوم ويشار دوماً إلى أصولها القبطية مع إغفال عروبتها· ومن ذلك اسم ''ساويرس'' التي تعني في القبطية الرجل العظيم وهو يقسمها عند إرجاعها للأصول العربية إلى ثلاثة مقاطع اخرها ''س'' العلمية التي استعارتها القبطية من اللغة اليونانية وهي مزيدة، أما ''سا'' بمعنى رجل أو إنسان تقال ''ذا'' في العربية وقد تقلب ''شيناً'' في لهجات عربية مثل الأكادية ''شا بمعنى الذي ـ ذو''· أما ''ور'' وهي بالقبطية عظيم فإننا نجدها في مادة ''ورى'' العربية حيث نقرأ في المعاجم العربية الورى: السمين من كل شيء· وفي مادة ''ورأ'' الوراء الضخم الغليظ الألواح· وتعرض بالتحليل أيضاً لأسماء مثل سطوحي وبرعي وبيسا وسوسن وجمجوم وشرابي مبيناً أصولها العربية الواضحة· يستعرض إشكاليات الفكر واللغة ويلامس الكثير من المسكوت عنه سياط الكهنوت·· أزمة العقل وجدل الأسئلة محمد خضر أسئلة العقل والفلسفة والتاريخ والجغرافيا، أسئلة الفكر واللغة والإنسان والكتابة ومأساتها وحوارها الطويل، كل هذا طرحه الكاتب السعودي مجاهد عبدالمتعال في كتابه الجديد الصادر عن دار طوى والجمل ''سياط الكهنوت''·· يستعرض الكاتب إشكاليات الفكر واللغة، ويضع يديه على الكثير من المسكوت عنه في مراحل عديدة· أسئلة حول الدين جاء كتاب سياط الكهنوت في أربعة أقسام كان القسم الأول تحت عنوان اللغة، وتضمن: مأساة الكتابة ـ وجودية الكاتب ـ الكتابة شريعة والكتابة تشرد، ومن خلال هذا القسم في الكتاب تناول مجاهد عبدالمتعال إشكاليات الكتابة، حيث يصفها في الفصل الأول بالمأساة، كون الظروف التي تشكلت مع الكثير من الكتاب في مرحلة ما كان يصاحبها الكثير من الجدل والرفض، ويحدد مجاهد فلسفة الكتابة ما بين كتابة شريعة أو مشروعة، وكتابة التشرد في ظل وجود ذلك الجدل، القسم الثاني من الكتاب جاء تحت عنوان: ''اللغة المعقولة'' واشتمل على البحوث: اللغة بين الوثنية والحداثة، اللغة بين تأميم الحزب والدلالة الحرة، الحداثة بوصفها الطارئ الاجتماعي واللغوي والفلسفي، تداعيات ظهورها، والمساحة الكبيرة التي خلقت جدلاً وحواراً مع ظهورها في مجتمع لا يؤمن بالمتغير بوصفه طارئاً، بعدها يأتي قسم في الكتابة تحت عنوان: ''الديانة المعقولة''، ليكون هذا القسم متواصلاً مع فكرة اللغة المعقولة السابقة· هذا القسم تضمن (الديانة كميثولوجيا والديانة كأيديولوجيا) وربما كان سؤال مجاهد عبدالمتعال حول الدين كفكرة منبثقة من وجودها المنطقي وجوهرها، إذ هو يبحث في أطروحاته عن المتغير مقابل الدين الذي التبست به افكار دخيلة قد تشكل في خطابها تشويهاً لفكرة الدين· السياسة والكهنوت التاريخي في القسم الرابع وتحت عنوان ''السياسة المعقولة''، وهو القسم الذي تناول السياسة والكهنوت التاريخي، والسياسة علم لا حتمية دين، وقد يتساءل القارئ حول مفهوم كلمة ''المعقولة'' التي جاءت في عناوين كل قسم، يقول مجاهد عبدالمتعال: ''لأن العقل في مفهومنا العربي من المتضادات فيعني الربط والتقييد تارة، كقولنا: أعقل من العقال وهو القيد، وتارة تعني انطلاق التفكير، وهو المفهوم النادر، ولهذا فأنا أعني بالمعقولة: المقيدة والمربوطة بسلاسل صدئة من كير الكهنوت''· وأن ''ما طرحته من تناقضات وهوامش كان الهدف الوحيد منها نزع القناع عن هذين الوجهين اللذين استلبا الثقافة حراكها الطبيعي ليتحول حراكاً موجهاً، ولهذا فلم ألتزم بمنهج طقوسي في الكتابة، بقدر ما حاولت تكسير المساطر القديمة، لعرابي ثقافتنا البائسة، فإن كان هناك بؤس في الطرح أو خلل فهو سليل هذا البؤس الذي نحاول الخروج منه، ولو بإحياء الكلمات المعقولة''· البصيرة المختبئة لا يمكن إغفال كلمة الناشر على غلاف الكتاب الخلفي، إذ يقول واصفاً أطروحة سياط الكهنوت: ''لا يمكن التعريف بهذا الكتاب بأبسط صورة ممكنة لكي يكون مقنعاً أو قريباً من الفهم، فهو رغم محاولات القراءة الأولى ورغم ما سيثيره في عقل القارئ من أسئلة كبرى حول العقل والفلسفة والتاريخ والجغرافيا، حول الإنسان وعلاقاته والتفكير واللغة والوجود، وحول كل ما هو بشريّ وسماوي إلهي (النصّ وإشاراته) بالوقوف الطويل على الكتابة ومصبّاتها، على الكائن وبصيرته المُخبأة في جيب قميصه، دون أن يجرؤ على لمسها أو الاطمئنان عليها، أو حتى التفكير بوجودها· الكتاب يطرح الكثير من المسكوت عنه، ويخوض في الشائك والمخيف، وهي محاولة جادة لنزع رداء العتمة بضوء جديد وواع في مرحلة تشهد تحولات فكرية وحراكاً ثقافياً مختلفاً عن السائد والمكرر· يأتي ليمثل علامة مهمة في طرح المفهوم ومأزق الحداثة وسؤالها·· الحداثة قرينة اللغة والفكر الحر·· وهذا ما يجعلنا نتوقع أن يجد الكتاب أصداء وردود أفعال ينتظر أن يفيد منها الحراك الثقافي الفكري·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©