الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

خالد القبيسي: الدراجة المائية «فتحت» رأسي وتلفزيون البرازيل وراء شهرتي!

خالد القبيسي: الدراجة المائية «فتحت» رأسي وتلفزيون البرازيل وراء شهرتي!
9 مايو 2009 00:57
حين يعشق الإنسان لا يتوانى عن ركوب المستحيل من أجل تذليل الصعاب لتحقيق سعادته، وقد يكون العشق تجاه بشر أو تجاه ما يحرك الدواخل ويربطها بذكرى ترجع بداياتها الأولى للصبا، كما حدث مع عاشق البحر خالد سالم بطي القبيسي الذي حفر اسمه بقوة على صخر البحر بعد أن طال أمواجه وقهرها. والقبيسي، بطل الإمارات في الاستعراضات البحرية، تفرغ ليداعب البحر وينسج النجاحات بمجهوداته الفردية، ركب أمواجه العاتية وطوعها ليرفع علم الإمارات في كثير من المحافل الدولية، له قصة رائعة مع البحر لا تشبه كل القصص، نبعت من سحر البحر، ونمت وتعاظمت معه حتى حولها من هواية إلى مهنة ومصدر زرق. بدايات يقول القبيسي عن حبه للبحر وبدايته الأولى في الرياضات البحرية: «ولدت في بيئة تحب البحر، وورثت ذلك عن والدي الذي كان يمارس هواية الصيد ويصحبني معه دائماً في رحلاته البحرية رغم صغر سني، فولد عندي حب مبكر للبحر. كنت كلما أقترب من البحر أشعر بسعادة لا توصف، عبق رائحته يعني لي الشيء الكثير، وتربطني به أيام الطفولة والصبا الأول، هكذا بدأت القصة، لم أخف يوماً من أمواجه العاتية، بل كانت دائماً تحد بالنسبة لي، بدأت بمغامرات واندفعت بشجاعة الشباب، وبحكم أن الأصدقاء يشجعون بعضهم على مثل هذه الرياضات القوية والتي تحمل من المغامرة ما قد يلقى به الإنسان حتفه، لكن تبقى المغامرة سمة من سمات الشجاعة والقوة رغم ما تحمله من مخاطر كبيرة، هكذا بدأت أتدرب في سنة 2001 ومارست هذه الرياضة بشكل فعلي نابع من موهبة صقلت بالتمارين الكثيرة في الميدان، وبدأت ألمس ميلي الشديد للاستعراضات البحرية، فقمت بداية بحركات بسيطة ثم عرفت سر الحركات التي اكتشفتها تدريجياً وساعدتني شجاعتي على ركوب مخاطرها، فهي ليست سهلة أبداً نظراً لما يحفها من عوائق، لكنني اليوم لا أهابها أبداً». حول العالم يسترسل القبيسي في حديثه عن رياضته المحببة التي تحولت في ما بعد إلى حرفة، ويقول: «أمارس رياضة الاستعراض المائي، وتفرغت لها تماماً حتى أعطيتها من وقتي وجهدي ما تستحق، ولكون الآلات التي أستعملها ومنها الدراجة المائية تتعرض لكثير من الأعطاب المفاجئة، فإنني رأيت أن أتعلم مهنة ميكانيك الدراجات المائية وأفهم تقنياتها، وبالفعل فقد تمرست وفتحت ورشة لميكانيك الدراجات المائية، كما أنشأت موقعاً إلكترونياً للتعريف بما أقوم به، وأمارس التجارة من خلاله، ولي موزعون في جميع إمارات الدولة، وكذلك في بعض دول الخليج». وكوّن القبيسي من خلال موقعه وشهرته في الألعاب والاستعراضات المائية صداقات في جميع أنحاء العالم، يقول عن ذلك: «كوّنت علاقات مع كثيرين حول العالم، وذلك من خلال المسابقات التي أقوم بها ضمن الاستعراضات المائية كالبرازيل وأميركا وسلوفينيا وإنجلترا وغيرها من الدول». محطات يعد القبيسي أحد أعضاء «نادي أبوظبي للرياضات البحرية»، ويتحدث عن إنجازاته ومحطاته المتميزة في الاستعراضات المائية، فيقول: «حصلت على المركز الأول في بطولة الإمارات بهذه الرياضة، كما حصلت على لقب بطل الإمارات لسنة 2008 و2009، وشاركت في كأس الشيخ ماجد بن محمد المكتوم، وحصلت على المركز الأول كمحترف، وحكّمت في بطولة قطر للرياضات المائية والاستعراضات البحرية، وجاء ذلك نتيجة الخبرة التي اكتسبتها بشكل فردي، حيث دخلت في عدة مسابقات، كانت منها مسابقة في البرازيل عام 2006 ودارت في جولتين وحصلت على المركز الثالث، وفي الجولة الثانية حصلت على المركز الثاني». صعوبات وإنجازات يصادف كل مشوار صعوبات ما، لكن تحديها ومواجهتها هما ما يميز فرداً عن آخر، وبذا لم يخل مشوار القبيسي من تحديات تصدى لها، يقول: «استغرقت إحدى الرحلات للبرازيل -كنت ذاهباً للمشاركة في إحدى المسابقات- نحو 30 ساعة مقسمة على أربع طائرات أو مطارات، وبعد هذا الجهد والإعياء والتعب وصلنا إلى ساو باولو، وكانت المسابقة مقررة بعد 24 ساعة من وصولنا، وكان لزاماً علي تجهيز دراجتي المائية، فعملت على تركيب ماكينة الدراجة -التي شحنتها معي للبرازيل- في الهيكل الذي منحني إياه أحد الأصدقاء هناك، واشتغلت عليها يوماً كاملاً، وعندما دخلت المسابقة كنت منهك القوى، وخلال هذه البطولة حصلت على المركز الثالث في فئة المبتدئين، وكان نادراً ما يشارك أحد في البرازيل من الإمارات، وسجلت هذه المسابقة حضوراً جماهيرياً كبيراً، وكان الحدث برمته فرحة كبيرة بالنسبة لي، حيث لعبت بشكل فردي، وبعد ما انتهت المسابقة حتى استضافتني أكثر من قناة برازيلية، وحققت شهرة واسعة ونوهوا بالمشاركة الإماراتية. فجلست شهرين هناك لأتعلم أصول ميكانيك الدراجات المائية، وللتدريب من جهة ثانية على الجولة الثانية، فشاركت وحصلت على المركز الثاني». يضيف القبيسي: «من الصعوبات الأخرى التي اعترضتني كذلك، أنني كنت مستعداً بشكل كبير في 2007 للدخول في إحدى البطولات، حيث قمت بتدريبات قاسية وكنت واثقاً من الفوز، وخلال أدائي بعض الحركات التي أديتها بشكل خاطئ وكنت في حركة شقلبة في الهواء نزلت الدراجة على رأسي وأصبت بفتح كبير على جمجمتي منعني الأطباء على إثرها من ممارسة اللعب مدة شهرين، ولشغفي بالمهنة وبهذه الرياضة نزلت في اليوم التالي لورشة العمل لإصلاح الدراجات المائية ومتابعة أعمالي، «ورب ضارة نافعة»، ففي ذلك اليوم وجدت صورتي الاستعراضية التي أصبت من خلالها منشورة في كثير من المواقع والمجلات وهي الآن شعار موقعي الإلكتروني. كما حصل أن واجهت في إحدى البطولات سنة 2008 عطلاً في ماكينة الدراجة وكان يفصلني عن البطولة يوم واحد، كنت أسهر الليل وأشتغل بشكل متواصل ونمت لساعتين فقط، لكنني شاركت في البطولة (كأس الشيخ ماجد بن محمد بن راشد) وحصلت على المركز الثاني». وتمتد طموحات خالد القبيسي نحو المستقبل، حيث يقوم بكثير من التدريبات للمشاركة في بطولة العالم هذه السنة 2009 التي ستقام بالولايات المتحدة الأميركية، ويأمل ويطمح إلى الفوز.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©