السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حضارات تتعانق بالموسيقى والكلمة واللوحة

حضارات تتعانق بالموسيقى والكلمة واللوحة
10 ابريل 2008 01:47
مارس الماضي كان بحق عرساً للثقافة والإبداع في مدينة الثقافة وعاصمة الفنون أبوظبي، والتي نهضت بالكتاب والمعرفة والموسيقى· أبوظبي بدت في مشهدها الآسر وهي تحتضن المعرفة، تمجيداً للوعي الحضاري الذي تعيشه الإمارات في ازهى حلتها، وهي تستقبل رؤى العالم في جنباتها لتبرهن ان الأركان البعيدة والجهات الأربع من عالم الإنسانية الواسع بامكانه أن يعيش بسلام، السلام الذي زرع هنا بكل إصرار وشفافية· في شهر مارس الماضي كانت أبوظبي على موعد مع المهرجان الفرانكفوني الذي اعلنت فيه جائزة سنغور ـ ابن خلدون للترجمة وما صاحبها من محاضرات فكرية وحوارية جادة، حيث كان هذا المهرجان هو الأول من نوعه الذي يعقد في دولة ليست عضوا في الفرانكفونية وعلى حد تعبير عبدو ضيوف الرئيس السنغالي السابق ''ان اختيار أبوظبي تأكيد على أهميتها في تزاوج والتقاء حضارات العالم واحتضانها للفعل الإنساني الخلاق''· وفي السادس من مارس انطلق المهرجان الثقافي العربي الهندي في ابوظبي متضمنا امسيات شعرية وقصصية ومعارض تشكيلية بالتعاون بين اتحاد كتّاب وأدباء أبوظبي ومركز كيرلا الاجتماعي الثقافي الهندي، كونه جزءاً من استراتيجية توسيع الإطار الثقافي والاجتماعي ضمن مناخ جغرافي مشترك بين الامارات والهند حيث كان منطلق فهم الآخر وخطابه المعرفي ضرورة يرسخها هذا اللقاء· كذلك في هذا الشهر كان الأدباء في أبوظبي قد احتفوا بالناقد الإماراتي الدكتور علي بن تميم وهو يحاضر عن أهمية مسابقة ''أمير الشعراء'' التي اطلقتها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث والتي غيّرت الواقع الثقافي وثقافة النخبة وكسرت صمت العزلة التي يعيشها المبدع الشاب وأهمية فهم آفاق وواقع هذه الجائزة التي استحوذت جماهيريا على اهتمام الثقافة العربية، حيث أوجدت أبوظبي صيغة تحقق الجمع بين الثقافي والشعري والجماهيري· الرؤى المتعددة وفي هذا الشهر ايضا اقامت سميرة الصراف التشكيلية العراقية معرضها الفني حيث عرضت 45 لوحة باستضافة من هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، كما أقام التشكيلي الإماراتي محمد خليفة المبارك معرضه الفني في صالة الغاف جاليري فعرض 40 عملاً تشكيلياً باختلاف الموضوعات بين البورتريه والأعمال والرؤى المتعددة والموضوعات التاريخية والعامة والانطباعية· كذلك استضافت هيئة ابوظبي للثقافة والتراث فرقة ''اماتو ايوناتا'' الايطالية في ابوظبي وهم 4 من المواهب الموسيقية في ساحة الجاز الايطالية· اما التشكيلي اللبناني نبيل الحلو فقد عرض اعماله في جامعة زايد · وفي مارس أيضا احتفلت ابوظبي بالمولد النبوي فكان مهرجان ليلة المولد رائعا وتجسد في حفل توزيع جوائز البردة بالمسرح الوطني بأبوظبي· وفي اليوم السابع عشر منه اشترك 11 تشكيليا في معرض اقامته صالة ''العرجون'' في اول افتتاح لها في ابوظبي لتنضم الى حركة الثقافة في العاصمة· كذلك قدم التشكيلي والشاعر صلاح حيثاني معرضه في صالة قباب في ابوظبي· ولصالون طه حسين الذي تقيمه الملحقية الثقافية لجمهورية مصر العربية في ابوظبي نشاطه اذ قدم القاصة الاماراتية عائشة الكعبي في قراءة لقصتها ''غرفة القياس'' مع مداخلة نقدية للشاعر ابراهيم المصري· كما استضاف اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات فرع أبوظبي الشاعرة السورية لينا الطيبي في أمسية شعرية قرأت فيها مجموعة منتخبة من قصائدها· مهرجان الموسيقى ولأن الموسيقى والفنون الأدائية لابد لها أن تحضر في عرس أبوظبي الثقافي فإن احتضان العاصمة لمهرجان أبوظبي الخامس للموسيقى والفنون كان مثيراً للإعجاب· ففي الثاني والعشرين من مارس الماضي انطلق هذا المهرجان الذي اقامته مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون بالتعاون مع هيئة أبوظبي للثقافة والتراث والذي استمر حتى الثاني من ابريل الجاري في قصر الإمارات بأبوظبي· اوركسترا فيلهارمونيك لندن حضرت فقدمت انجاز العالم في ميدان الموسيقى الكلاسيكية، موزارت وتشايكوفسكي، وجوهانس برامز ولليلتين متتاليتين كانت الموسيقى تعزف في أبوظبي وهي تبث أنغامها العذبة في أجواء عاصمة الإمارات الجميلة· ويأتي دور الإبداع العربي ليقدم خالد سليم وأسماء لمنور في غناء عربي كلاسيكي من اجل نستعيد ماضيا تألق فيه المنجز الفكري العربي ولم يكن الأداء تقليداً بل كان تجديداً للماضي في ثوب جديد من ثقافة الحاضر· وليومين متتاليين ايضا كان مسرح البولشوي الروسي وأوركسترا الموسيقى الكلاسيكية قد انجز ما قدم باتقان هائل وبسحر قل نظيره، حيث حضرت ''بحيرة البجع'' قرب بحر أبوظبي، عند مسرح قصر الإمارات عزفت أنغام تشايكوفسكي وتراقصت أقدام الفتيات الجميلات من مسرح البولشوي الشهير في باليه ''بحيرة البجع''·· فمنذ عام 1875 وبحيرة البجع تعرض في مسارح العالم وتلقى الدهشة، فهي تيار مذهل من الموسيقى والرقص الحالم بأقدام لا تمس الأرض وعشرات الفتيات كالبجع حتى في تحيتهن للجمهور وهن يملأن فضاء المسرح حركة ورقصاً استثنائياً· صوت الأوبرا ولأن صوت الأوبرا يمتلك مداه الواسع وتراقصه الغني بالتجديد فإن حفل الأوبرا الذي قدمه ''انا نيتريبكو'' و''الينا جارانكا'' و''ايروين سشروت'' كان لؤلؤة المهرجان فمن ''زواج فيجارو'' الى ''ماكبث'' الى ''نورما'' والى ''كارمن''·· انتقلت هذه الأصوات الثلاثة لتجسد هذه القصص وشخوصها المعذبين بالحب والصراع كما جاء في الفن· وكان لابد أن يحضر موزارت وتشايكوفسكي وفيفالدي ثانية في حفل عزفت فيه سارة شانج الكورية الأصل، الأميركية المنشأ فأجادت وقدمت أروع ما انتجته البشرية في سيمفونية ''الفصول الأربعة'' حيث صفق لها الجمهور كثيراً، واستعذب نغمتها على الكمان الذي أخرج الربيع والخريف والشتاء والصيف·· بكل تجسيدات النص الإبداعي الذي رسمه فيفالدي منذ 150 عاماً· ولنصير شمة الموسيقى والعازف البارع صولته سنوياً في مهرجان أبوظبي للموسيقى والفنون حيث قدم في هذا المهرجان بدورته الخامسة أعذب الألحان التي خطها بيديه نغمة وخطها المبدعون العرب شعرا من قبله ففي ''بين النحيل'' و''مولانا جلال الدين الرومي'' و''زمان نهاوند'' و''عاشق الروح'' اجتمع شرقنا العربي بأنغامه المتراقصة بين أوتار عود هذا المبدع وفرقته التي كان أجمل ما فيها انها احتوت خريجين من بيت العود العربي في ابوظبي الذي افتتح باشراف هيئة ابوظبي للثقافة والتراث· ولأن ختام الأمور مسكها فكان الموعد مع هبة القواس الأوبرالية اللبنانية لتقدم غناءً أوبرالياً صوفياً عاشقاً موصوفا بالتعدد والتنوع فأجادت في ''اشممت عطري'' و''يا نسيم الروح'' من شعر الحلاج و''أسرى بقلبي'' رائعتها التي كانت من شعر عبدالعزيز محيي الدين خوجة·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©