السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ربيع لبنان يشهد على معشوقة الإله «قدموس» ويخذل «بائعة الورد»!

ربيع لبنان يشهد على معشوقة الإله «قدموس» ويخذل «بائعة الورد»!
9 مايو 2009 01:05
ربيع لبنان الأخضر يلامس «السحر» في مناظر خلابة قل نظيرها في العالم، وتحوّل هذا الوطن الصغير بمساحته الجغرافية، إلى لوحة طبيعية فيها عبق الرياحين وأريج الأزهار الذي يفوح في الجبال والسهول ويملأ الأرض سحراً وجمالاً. الرحلة إلى البراري في لبنان في موسم الربيع لها طابع خاص، والسائح الباحث عن جمال الطبيعة، لا يمكنه إلاّ أن يقف مشدوها، أمام لوحات رسمت دون رسام، تلونت بكل ألوان الزهور التي تتباهى بروعتها وهي تنغرس في الأرض، وتتمايل بغنج ودلال فوق شتلاتها التي تتعمشق على الصخور وتتغاوى في السهول والروابي وتلامس البيوت العتيقة، وتتطفل على الحدائق والقصور، وتملأ الحقول والجبال بأروع الصور. الأصفر، الأحمر، البنفسجي، الأبيض، الزهري، البني (...) زهور باسقة ومتناسقة تنتشر عشوائياً في كل مكان على مساحة الوطن، وتجذب بألوانها ورونقها كل عاشق للجمال، وتشكل ملهاة لكواكب الأطفال الذي يتلذذون بقطافها وجمعها، لتصبح في المساء «مزهرية» تزين مائدة أو صالون وحتى غرف نومهم. لا يمكن لأي إنسان أن يتجاهل ما تراه مقلتاه من روائع جمالية مسكوبة على الطبيعة بقدرة الله عز وجل، حتى هواة التصوير يتسابقون لقطف لقطات لورود نادرة تربكهم في كيفية تصويرها، يداعبونها برفق وكأنهم يهمسون لها بدلال لتبقى شامخة تزين الطبيعة، يألمون لقطافها وأسرها في زوايا البيوت الضيقة، ويحبذون أن تبقى شَاهِدة ومُشَاهدة. زهور لبنان البرية لها حكايات طويلة مع الزمن، لها آلهتها القدامى، في العصور الغابرة، ويحكى أن «قدموس» كان يختار الورد الجوري لإهدائه إلى معشوقته إلهة الحب عشتروت، وتظهر في نقوش آثار فينيقية وكنعانية ورومانية ما زالت شاهدة على حضاراتهم في متاحف لبنان. وإذا كان النحل يفرح بجني رحيق الأزهار، فإن هواة طب الأعشاب في لبنان يسابقون النحلات لاختيار أنواع من الأشتال والأزهار لاستخدامها في علاج مرضاهم، ويقاسمون الأطفال فرحهم في جمع ما تطاله أيديهم، وتبقى الورود البرية مصدر فرح للجميع، للترويح عن النفوس، والتفتيش عن الجمال. وحدها بائعة الورد تقف على الرصيف تنادي «يا ورد من يشتريك؟» ولا تسمع لصوتها صدى، ولا تجد من يجيب لأن العيون كلها تبقى مشدودة إلى الطبيعة، حيث الأزهار على امتداد النظر، ترفل بكل لون جميل. وتتمتع بأحلى الصور.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©