الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رحلة إلى الفجيرة

23 مارس 2010 21:11
وجدتني أنطلق بسيارتي ذلك اليوم إلى رحلة لم أخطط لها، إلى الفجيرة والساحل الشرقي، وهي ليست المرة الأولى، وأعجبتني المناظر الطبيعية الخلابة على طول الطريق المؤدي إلى الفجيرة، الجبال تجعلك تشعر بسعة الأفق والرحابة، والطريق المتعرج بينها يجعلك تستمتع بالقيادة، خصوصا في هذا الوقت من العام، حيث الجو المعتدل، ولا يشعر المرء بطول الطريق لتنوع المناظر وتغيرها، والطريق آمن وواسع، ويشجع على المزيد من السرعة، لولا وجود بعض المنعطفات المتعرجة بين الجبال.ِ وثمة سوق أقيم في منتصف الطريق بين الجبال، وتحيط به المناظر الطبيعية الجميلة يطلق عليه سوق الجمعة، غير أنه يعمل طوال أيام الأسبوع، أعجبني السوق لرحابته وسعته، فقد أقيم في الهواء الطلق، وأعجبتني بضائعه التي تتراوح بين السجاد والتحف الفخارية، مرورا بالفواكه والخضراوات، وانتهاء بمحلات بيع الطيور وعصافير الزينة. يشكل السوق حالة غريبة لوقوعه في منطقة نائية بين الجبال، غير أنه يستحق أن يتوقف فيه المسافر للتبضع أو المشاهدة، فالأسعار جيدة ويمكن الحصول على صفقات جيدة. تختلف الفجيرة عن بقية المدن الساحلية في الإمارات، فهي تقع على بحر العرب والمحيط الهندي، هذا من جهة ومن جهة أخرى، فسكانها مازالو على أصالتهم وسجيتهم. كان تحركي من الشارقة بعد الغداء ووصلت الفجيرة عصرا وكان هواؤها منعشا، ولاحظت التطور السريع الذي تشهده المدينة، وعندما زرتها للمرة الأولى لم يكن يوجد بها سوى برج واحد أعتقد أن اسمه برج الفجيرة، أما الآن فقد بدت المباني العالية تظهر وتزيد، وأضاف برج اتصالات ذو القبة الكروية شكلا مميزا إلى شوارع المدينة. توجهت نحو البحر فرأيت صفا من البواخر الكبيرة ربما تنتظر دورها لدخول الخليج، و قبيل حلول الظلام كانت هناك سيارتان تجران شباكا للصيد، كل سيارة تجر من طرف في اتجاهين متضادين بهدف فرد الشباك ونشرها، تمهيدا لإنزالها البحر لإخراج الصيد الوفير، وكانت قناديل البحر قد نفقت ولفظها الماء على الشاطئ، وحاولت إنعاش أحدها وإعادته إلى الماء، لكن كان مضى على وجوده على اليابسة فترة طويلة. عادة نرى الشمس تغوص في البحر وقت الغروب، غير إنها لا تفعل ذلك هنا في الفجيرة، فالشمس تخرج من البحر صباحا في الفجيرة لتغرق مساء في الخليج بأبوظبي. لم أطل المكوث في الفجيرة، فقد كان عشاؤنا في دبي وفي طريق العودة عرجت على عجمان، وإن لم تكن ضمن خطة سيري ودخلت مركزا تجاريا، فرأيت ملصقا لأحد العروض السينمائية، فيلم جديد لستيفن سيجال فلم أستطع مقاومة هوايتي في مشاهدة السينما، خصوصا لفنان مثل سيجال، فقررت مشاهدة الفيلم. سعيد سالم rahal ae@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©