الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

الأم القاتلة .. فتش عن الخطيئة

الأم القاتلة .. فتش عن الخطيئة
15 فبراير 2015 00:15
السيد حسن (الفجيرة) شعرت بأن شيئاً ما يتغير داخلها، حاولت أن تتناسى الأمر، ربما تكون موجة برد شديدة تؤثر على جسدها الغض. مرت أيام قليلة وعاودتها ذات الآلام، ارتابت في الأمر، معقول أن يكون هذا بدايات الحمل، هكذا أسمع من صديقاتي المتزوجات، وهكذا كانت أمي تنتابها نفس الأعراض، وجع في البطن وقيء مفاجئ. شعرت الفتاة الآسيوية بذعر شديد، وكانت تتساءل، معقول! هل أنا حامل وبدون زواج؟! ثم توقفت لحظة أي زواج؟ انت توزعين الحب المحرم كل ليلة مع عشاقك من ذات الجنسية، واليوم وقعت الفأس في الرأس وأصبحت حاملًا من الحرام. هرعت الفتاة ابنة العشرين ربيعاً إلى صديقتها بائعة الهوى تستشيرها في أمرها المفجع، أخبرتها أن تأتي لها في المساء ليقوما معاً بزيارة الطبيب وعمل التحاليل، وجاءت النتائج في صباح اليوم التالي صادمة، فالفتاة حامل بالفعل، وما العمل في تلك الورطة الرهيبة، هل نقبل طفلاً جاء من سفاح، وإلى أي أب سينسب الطفل، وبماذا نرد على أسئلة الفتيات والسيدات وبأي منطق وعقل؟ أخبريني يا صديقتي ما الحل في ورطتنا، لا حل إلا بموت هذا الطفل، عليك الانتظار والتخفي من البشر حتى تلدين طفلك، ثم بعدها نتخلص منه، صرخت الفتاة الحامل معقول سنقتله؟ انه ابني سأقتل ابني؟!، قالت صديقتها: نعم هو ابنك ولكن من هو أبهه؟، عندما تلدينه باسم من سيكتب، وحتماً سيأخذك ذلك إلى السجن، لا حل لتلك الورطة إلا بقتل الطفل. مرت أشهر الحمل بطيئة وصعبة على الفتاة، كانت تقاسي من أمرين الأول فكرة قتل الطفل في حد ذاتها، والثاني عبء السر وتخفيها عن أعين البشر، وكانت الأيام تمر عليها مرور الجبال الراسيات، ولم يستقر ضميرها على شيء حتى اللحظة الأخيرة من ميلاد طفلها البائس. وحان وقت الولادة.. ورتبت لها صديقتها كل شيء وقد تخفيا عن أعين الناس والمتلصصين من أبناء جنسيتها من الآسيويين، وقدم الطفل إلى الدنيا وهو لا يعلم مصيره المحتوم، خرج مستقبلاً الحياة بكل ما فيها من خديعة ونفاق ورذيلة وهو لا يعلم ما استقرت عليه أمه وصديقتها من أمر سيكون نهايته الموت المدبر عمداً ومع سبق الإصرار والترصد. مر يوم واحد على الولادة، وصوت الطفل يخلع قلب الأم من الرهبة والخوف والحنين في آن واحد، وبات وخز الضمير يدميها، وقد سارت في طريق الوحل لسنوات وما دار بخلدها ذات يوم أنها ستصل إلى هذا الموقف المتأزم. جاءت صديقتها إليها وحملت طفلها، وتوارت به في مكان قصي عن الأعين، وبدأت تنفيذ جريمتها وقلب الأم يتقطع من شدة الحزن.. وطوقت صديقتها يديها حول عنق الرضيع بقسوة فانتزعت أنفاسه المعدودة في الحياة، ولم تتركه الأصابع الأثمة إلا جثة هامدة. ومضت الأم وصديقتها في طريقهما عائدتين وكأن شيئاً لم يقع، ومع ولوج الصباح وصل خبر الطفل إلى إدارة شرطة المنطقة الشرقية بخورفكان التي فتحت تحقيقاً في الجريمة، وألقي القبض على المرأتين واعترفتا بتفاصيل جريمتهما أمام النيابة العامة في مدينة خورفكان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©