الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رئيس اتحاد المصورين العرب: معاق أوصلني للعالمية!

رئيس اتحاد المصورين العرب: معاق أوصلني للعالمية!
9 مايو 2009 01:07
ليست عينيه كباقي العيون، يسرح بهما في جميع الاتجاهات يبحث عن ضالته التي لم يجدها بعد، اقتنص تفاصيل الحرب المريرة، وتفاصيل الخطبات والأزمات والنكسات، لن تتخلى عنها الذاكرة ولا تمحوها السنون، لكن فضل هو تأريخ جراحها على الورق، حاز على جوائز عالمية، وتواضعاً يقول إنه لم يجد ضالته بعد، لا زال يبحث في كل الاتجاهات عن فرصته ليقدمها للعالم، هو المصور العالمي أديب شعبان العاني رئيس اتحاد المصورين العرب، والذي مارس التصوير لمدة تجاوزت 36 سنة. يقول عن مسيرته الفنية التصويرية وعن دور اتحاد المصورين العرب على المستوى العربي وما دوره على الخصوص في دولة الإمارات: «بدأت حياتي بلاعب كرة قدم على مستوى منتخبات مدينة بغداد، وكان ذلك سنة 1972 في العراق، تحت لواء مركز الفاروق، كنت أمارس كرة القدم وأتطلع للزوايا الجيدة للتصوير في الملعب، هذا الفضاء الذي يفسح المجال للإبداع الضوئي «التصوير الفوتوغرافي»، مما جعلني أبحث عن دورات لصقل مهاراتي، وكانت أول دورة ألامس فيها الكاميرا عن قرب وكان ذلك على يد المحاضر علي السلطاني في مجال التصوير، والذي كان له الفضل في تطوير مواهبي الفوتوغرافية، وبعدها وجدت أن سقف الزمن غير كاف لطرح موهبتي، ورأيت تطوير مواهبي والتوسع فيها، فاشتريت كثيراً من الكتب عن الإضاءة وألوان الكاميرا، والتصوير والإضاءة والتحميض والتكبير والطبع وهي كتب للدكتور عبدالفتاح رياض، وفي سنة 1986 أتيحت لي فرصة دخول دورة للتصوير في ألمانيا، وفي سنة 1999 تأسس اتحاد المصورين العرب إلى جانب ذلك كنت رئيساً للجمعية العراقية للتصوير، وعندما تأسس اتحاد المصورين العرب بمباركة جامعة الدول العربية، وكنت قد شاركت في الكثير من المعارض محلية وإقليمية وعالمية، توجت مجهوداتي بحصولي على أفضل 10 مصورين بالعالم، وذلك من خلال مسابقة «أنتربريس فوتو» للصور الصحفية، بعد ذلك باشرت بتصوير التدريس الصحفي في كلية الإعلام جامعة بغداد، ابتداءً من سنة 1995.. وكنت أصر على تعليم الطلبة وتدريبهم على كيفية التقاط الصورة الصحفية عن غيرها من الصور. توثيق للحياة أبحث دائماً عن الصورة التي لا تحتاج إلى تعليق، كما أبحث عن كل ما هو جديد، وغير تقليدي، والمصور يرى ما لا يراه الآخرون، فهو في نظري له قدرة على اقتناص اللحظة التي لن تتكرر، وإن فاتت هذه اللحظة انتهى كل شيء بالنسبة للمصور، والمصور يوثق للحياة. وأرى أن المصور يجب أن يتحلى بثلاث صفات ليكون ناجحاً، منها ثقافة الكاميرا والإجادة في استخدامها، ثم ثقافة الصور بحسب زاوية التقاطها والتعامل معها بالوسائل التكنولوجية المتاحة، وهنا أقف عند نقطة مهمة بحيث وجدت الكثير من المصورين العرب يفرطون في استخدامات برامج الفوتوشوب لأن أغلب المسابقات تسمح بإدخال تقنيات الفوتوشوب على الصور، أو يسمح بتعديلها وبعض المسابقات تسمح بذلك بنسبة من المفروض أن لا تتجاوز 15 % في حين أجد بعض الصور طغى عليها التعديل بنسبة 50 % إلى 60 % وذلك سيحول الصورة إلى لوحة تشكيلية، فماذا أبقى المصور لفنه. والحالة الثالثة تتطلب ذكاء المصور ويكمن هنا في طريقة اختيار موضوع الزاوية مع مراعاة الظل والضوء، وان اجتمعت كل هذه المواصفات سيكون ناجحاً حتماً. مشاهد حارقة عن مجال صوره والبؤر الساخنة التي أرخها بالصورة شعبان العني يقول: «لم يكن من السهل أن اقتنص جنود العراق يسقطون واحداً وراء الثاني، كان قلبي يعتصر دماً، كانت يداي ترتجفان وكادتا تخوناني وأنا أحاول تثبيتهما على زناد الكاميرا، والتقطت صورة مغمسة بدم الجنود، بحيث التقطت هذه الصورة في ظروف الحرب القاسية على العراق. كان المشهد مريعاً، ولكنها لحظة يجب اقتناصها من الناحية المهنية بعيداً عن العاطفة، والتقطت صوراً عديدة لهذا المشهد، وهذه الصورة حازت على إعجاب الناس ونشرت في كثير من وسائل الإعلام العربية والعالمية. جسر المستحيل والصورة الثانية عبارة عن صور مسلسلة أطلقت عليها «العبور فوق جسر المستحيل»، وهي صور لرياضي معاق كان يتهيأ للقفز العالي، وكانت لقطات مسلسلة لهذا الحادث ابتداءً من نظره للعارضة ثم محاولة القفز، وفي منتصف الطريق ثم فوق العارضة، واللقطة الرابعة عندما نزل على الأرضية الأسفنجية وأخيرة عندما رفع يديه منتشياً بالفوز، وهذه الصورة حققت لي نجاحاً وشهرة في العالم حيث صنفتني من أفضل عشرة مصورين في العالم. نقطة في بحر كلما تراكمت المعرفة كلما ازداد مالكها سمواً ورقياً، ولا ينسحب ذلك على الجميع طبعاً لكن المصور العاني ينحني تواضعاً ويجيب عن سؤال هل وجد ضالته في مجاله، واقتنص صورة عمره؟ وقال: «من منطلق قناعتي، وما راكمت من تجارب على أرض الميدان ومن خلال ما قرأت تعجبني وتدعوني للتواضع ومعرفة قدر نفسي مقولة، عبدالفتاح رياض مؤلف كتب التصوير: «مهما تصل من مستوى في فن التصوير الفوتوغرافي ستبقى نقطة في ماء بحر» لهذا أقول إنني لحد الآن لم أجد ضالتي في مجال الصورة وإن وجدتها سأهديها لـ «جريدة الاتحاد.»
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©