الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

البرازيل... تبعات الاستعداد لكأس العالم والأولمبياد

23 مارس 2010 21:24
آندرو داوني ساو باولو يوم الأربعاء الماضي، مُنح الآلاف من التلاميذ والعمال فترة بعد الظهيرة عطلةً رسمية، وذلك قصد السماح لهم بالتجمع في مدينة ريو دي جانيرو والاحتجاج على مشروع قانون فيدرالي من المنتظر أن يقلص، في حال تبنيه، العائدات النفطية التي تحصل عليها حالياً هذه الولاية الغنية بالنفط؛ حيث يقول المحتجون إن من شأن تقليص العائدات النفطية التي تذهب إلى خزينة الولاية أن يؤثر سلباً على مخططات احتضان كأس العالم لكرة القدم لعام 2014 والألعاب الأولمبية لعام 2016 في البرازيل. وفي هذا الإطار، قال حاكم ولاية ريو دي جانيرو "سيرجيو كابرال" إن مشروع القانون المقترح، والذي يقضي باقتسام عائدات البرازيل النفطية على نحو أكثر مساواة بين ولايات البلاد الست والعشرين، يمثل "إعداماً" لولايته. ذلك أنه في حال تمرير القانون، من المتوقع أن يكلف ريو دي جانيرو 2.8 مليار على الأقل من الدخل السنوي، وسيكون كارثياً بالنسبة لمستقبل الولاية، حسب حاكم الولاية الذي يقول: "يمكن القول، بالنظر إلى هذا التعديل، إن تنظيم الألعاب الأولمبية وكأس العالم لكرة القدم لم يعد ممكناً لأن الحركة والنشاط في المدن سيتوقفان بسبب افتقار الولاية إلى الموارد". والجدير بالذكر في هذا السياق أن ريو دي جانيرو أصبحت العام الماضي أولَ مدينة أولمبية في أميركا الجنوبية عندما تم اختيارها لاحتضان الألعاب الأولمبية لعام 2016، هذا علماً بأن البرازيل ستحتضن أيضاً بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2014، حيث من المنتظر أن تكون مدينة ريو دي جانيرو مقراً لوسائل الإعلام وتحتضن المباراة النهائية. والجدير بالذكر أيضاً أن جزءاً كبيراً من الموارد الضرورية لإعداد المدينة لاستقبال هذين الحدثين الرياضيين العالميين، يأتي من العائدات النفطية؛ ذلك أن حوالي 90 في المئة من نفط البرازيل يأتي من حقول تقع قبالة سواحل ريو دي جانيرو، وأن جزءا كبيرا من الاحتياطيات التي تم اكتشافها في المياه العميقة في 2007 و2008 -والتي تعد ثاني أكبر احتياطات نفطية في العالم هذا القرن- توجد في المنطقة نفسها. وبمقتضى القوانين الحالية، فإن حوالي نصف الأرباح النفطية تذهب إلى الولايات والبلديات التي تنتج النفط، ويذهب حوالي الثلث إلى الخزائن الفيدرالية، في حين تذهب البقية إلى صندوق مخصص لبرامج الرفاه الاجتماعي. غير أن التشريع الجديد يهدف إلى إرسال كل المال إلى الحكومة المركزية من أجل تقسيمه على نحو متساو، ويشمل ذلك ولايات وبلديات لا علاقة لها بالقطاع النفطي. ويعد التعديل الجديد، الذي مرر بفارق كبير في الغرفة الدنيا للبرلمان وينتظر مناقشته في مجلس "الشيوخ"، واحداً من عدد من القوانين التي يجري تحديثها حالياً من أجل توفير إطار جديد لقطاع النفط، الذي بدأ يشهد نمواً سريعاً في البرازيل. وفي حال تحول مشروع القانون إلى قانون واجب التنفيذ، من المنتظر أن يزيد من عائدات الولايات الأخرى التي لا تحصل على دخل نفطي حالياً. وفي هذه الأثناء، دعا وزيرُ الطاقة البرازيلي مجلسَ الشيوخ إلى تخفيف صيغة مشروع القانون، واصفا إياها بـ"الراديكالية"؛ كما يتوقع العديد من المحللين أن يعترض الرئيس البرازيلي على مشروع القانون، ما سيؤدي على الأرجح إلى مزيد من المفاوضات حول اقتسام الثروة النفطية المتزايدة. "كاريوكاس"، وهو الاسم الذي يشتهر به سكان ريو دي جانيرو، يتفقون مع هذا الموقف، حيث شارك عشرات الآلاف من السكان في المسيرة والتجمع المناهضين للمخطط الأسبوع الماضي. وبعد ذلك، قام مغنو "السامبا" وفرق موسيقى الروك بأداء عروض في مركز المدينة، كما تم تعليق لافتات على تمثال "المسيح المخلص" وملعب "ماراكانا" لكرة القدم، وهو الموقع المقترح لاحتضان المباراة النهائية لكأس العالم لكرة القدم في 2014. ويلقى المحتجون الدعم من مسؤولي الألعاب الأولمبية وكأس العالم، والذين حذروا من أن التعديل يمكن أن يعيق مخططات لبناء المنشآت الرياضية وتحديث البنى التحتية الخاصة بالنقل وتحسين الأمن، ذلك أن ريو دي جانيرو خصصت ميزانية قدرها 14 مليار دولار من أجل إعداد المدينة للألعاب الأولمبية. وفي هذا الإطار، قالت اللجنة الأولمبية البرازيلية في بيان لها "إن تقليص المداخيل النفطية سيجعل ريو دي جانيرو غير قادرة على تنفيذ الأعمال الضرورية للألعاب الأولمبية 2016". ويأتي المقترح الخاص بإعادة توزيع الثروة النفطية في وقت يزداد فيه القلق على خلفية بطء وتيرة استعدادات البرازيل لكأس العالم 2014 . فعلى الرغم من أنها مُنحت شرف تنظيم هذا الحدث الرياضي العالمي في أكتوبر 2007، لم يبدأ العمل بعد في أي من الملاعب. والحال أن الملاعب يجب أن تكون جاهزة عادةً قبل عام على موعد الحدث من أجل احتضان كأس الكونفيدراليات، والذي يمكن اعتباره نوعاً من التدريب أو "البروفة" عشية المونديال. وفي هذا السياق، قال مسؤولون من الهيئة المسؤولة عن كرة القدم في البرازيل في وقت سابق من هذا الشهر إنهم قلقون إزاء غياب الحس الاستعجالي. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©