الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ثقافة أحفاد جنكيز خان آيلة إلى الانقراض

ثقافة أحفاد جنكيز خان آيلة إلى الانقراض
9 مايو 2009 01:11
صرف بايار القسط الأكبر من سنواته الثماني والأربعين يطوف في سهوب منغوليا الداخلية شمال الصين وهو يقود قطيع خرافه بحثاً عن مراع على غرار ما فعل أسلافه المغول. غير أن نمط العيش هذا تبدل قبل 3 سنوات عندما اضطر بايار إلى الإقامة في منزل صغير من الطوب، وسط سهل تعصف به الريح. يقول بايار «كانت حياتنا جميلة في الماضي. غير أننا بتنا نعيش في زمن مختلف اليوم». وفي مواجهة التدهور البيئي في السهوب، اتخذت السلطات تدابير كان من شأنها تسريع تحويل الرعاة إلى حضر وهي عملية بدأت قبل قرابة العقد. وتريد السلطات الاستغلال المفرط للمراعي في السهول التي تعاني من التصحر والجفاف المتواصل وهي تفرض قيوداً على ذلك تمتد شهوراً عدة في السنة أحياناً. غير أن أحفاد جنكيز خان يعتبرون الأمر تعدياً على ثقافتهم. منذ قرون، يسرح هؤلاء الرعاة خرافهم وأحصنتهم على مد السهول وينامون في الخيم. أما راهنا، فباتت الخيم تؤوي السياح الصينيين. وقد جعل بايار هذا النشاط مورد رزقه. ويؤكد أن الحكومة «تشجع» على هذا العمل. واكتفى بهذا القدر بحضور مسؤولين رسميين لحقوا بصحفيي لوكالة فرانس برس، إلى اعتاب هذا المنزل الصغير المعزول. وبعيداً عن اذان هؤلاء الرسميين، يعتمد أشخاص آخرون من المغول لهجة أكثر قساوة. يقول باتار، وهو راع من منطقة ايردوس يبلغ الثامنة والعشرين «تتسبب هذه السياسة في اندثار نمط حياة البدو. يواجه شعب المغول تحدياً تاريخياً». وينبغي على باتار ان يترك قطيعه في الحظيرة 3 أشهر في العام. غير انه لا يملك الامكانات المادية لإطعامه خلال هذه الفترة الطويلة. ويقول بأسف «يتقلص حيزنا فضلاً عن حقنا في العيش على أرضنا». ويندد البعض بما يحدث مشددين على انهم لم يحصلوا على تعويضات مناسبة، لا بل على أي شيء البتة. لكن المغول يعتبرون ان الأسوأ من ذلك هو أن عدداً كبيراً من هذه الأراضي «المحمية» ستقع في النهاية بين أيدي شركات المناجم أو الطاقة الصينية. وفي منغوليا الداخلية، الاتهامات الموجهة إلى بكين مماثلة كثيراً لتلك التي تسمع في التيبت أو في منطقة شينجيانغ شمال- غرب البلاد حيث تقطن أقليات مسلمة. هناك أيضاً استهجان وأسف للسعي إلى إضفاء الطابع الصيني على الثقافة فضلاً عن تدهور بيئي. وشكلت الثورة الثقافية (1966-1976) حقبة مشؤومة بالنسبة إلى هذه المنطقة التي كانت فيما مضى جزءاً من الامبراطورية المغولية الكبرى. إذ تمت إبادة عشرات الآلاف من المغول بعدما اشتبهت السلطات في سعيهم الانضمام الى منغوليا المجاورة. ويقول المغول إن اسم جنكيز خان ظل خلال عقود، محرماً وان بشكل غير رسمي. واليوم لم يعد شبان كثر يهتمون بثقافتهم، ذلك انهم مشغولون بالاندماج في المجتمع الصيني للاستمرار على ما يشير لو جيامين صاحب كتاب «طوطم الذئب» الذي حقق مبيعات كبيرة. ويقول لو جيامين إن «هذه الثقافة هي ببساطة على درب الاندثار».
المصدر: بايونكوانغو
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©