تحت رعاية سمو الشيخ سلطان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس نادي تراث الإمارات تنطلق ظهر اليوم الملحمة البحرية التراثية الكبرى من جزيرة الضبعية إلى ضفاف الخليج قبالة سواحل العاصمة أبوظبي بمشاركة نحو 1600 بحار ونوخذة يتسابقون للظفر بناموس سباق كأس صاحب السمو رئيس الدولة للمحامل الشراعية فئة 60 قدماً. ويشارك في السباق الكبير نحو 100 قارب من كافة إمارات الدولة، واجتازت جميع المحامل المشاركة إجراءات الفحص الفني كاملة من دون تسجيل أي مخالفات لشروط ومواصفات السباق وهو ما يعكس درجة التجاوب من النواخذة مع اللجنة المنظمة واللوائح التي حرصت على تأمين سلامة جميع المشاركين وإظهار السباق بالصورة اللائقة مع الحفاظ على هوية المحامل التراثية وصبغتها وأشكالها وذلك بتحقيق رسالة وأهداف النادي بالحفاظ على مهنة الآباء والأجداد والفعاليات التراثية المصاحبة لمثل هذا النوع من السباقات، وعكست مناخات أمس والتحضيرات النهائية أجواء من التعاون بين المشاركين وكافة اللجان الفرعية وخاصة لجنة مخيم الضبعية البحري ولجنة التفتيـــش والتحكيـــــم واللجــنـــــــة الفنية، مما يؤكد حرص الجميع على إحياء ملحمة بحرية تليق باسم صاحب السمو رئيس الدولة "حفظه الله" وجهوده واهتمامه في دعم التراث بما يعكس الاهتمام بعام الهوية الوطنية والمشاركة الحقيقية في ترسيخ ثوابت وقيم وأصالة الهوية الوطنية. ويستمد السباق أهميته من طول المسافة التي قد تتجاوز 25 ميلاً بحرياً، وهذا ما يتيح للمشاركين فرصة ثمينة لدخول مجال الملاحة البحرية والتعرف إلى المغاصات البحرية والمرور بمجموعة من الجزر منها: الحيل أبو الأبيض والقناطير وبوهيل وغيرها إلى جانب ممارسة طريقة "الخايور" للتمرس في عملية تغيير اتجاهات المحامل بحسب اتجاه الرياح التي يتوقع أن تكون مثالية اليوم، حيث يسعى الجميع إلى المحافظة على التراث البحري ونيل الناموس بعد عناء رحلة بحرية وتدريبات وتحضيرات وتجهيز أشرعة للفوز باللقب الغالي الذي سيكون بمثابة شرف ووسام على صدور الفائزين في سباق عمالقة الشراع الذي يقام تحت شعار "سباق القمة من أجل التراث البحري". ومن المقرر أن يقوم سمو رئيس النادي بتكريم وتتويج الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى في السباق، حيث أعدت إدارة النادي للفائزين جوائز مالية كبيرة تشجيعاً لهم وتقديراً لمجهوداتهم في إحياء التراث البحري الأصيل. وتم اختيار منطقة الضبعية للتجمع وتحديد نقطة الانطلاق صوب مياه أبوظبي كتقليد سنوي يحتفل من خلاله البحارة والنواخذة بحياة البحر وفصولها وطقوسها ومفرداتها تواصلاً مع عهود الأيام السالفة وأيضاً كون الضبعية المكان المناسب لاتجاه الريح. وللمحافظة على البيئة البحرية من أخطار التلوث وفرت إدارة النادي قوارب خاصة لرئيس وأعضاء اللجنة البيئية لمتابعة مدى التزام البحارة بعدم رمي النفايات أو المخلفات أو الأكياس البلاستيكية الضارة بالبيئة والكائنات البحرية النادرة وخاصة السلاحف البحرية. وسيعرض المخالف نفسه لغرامة مالية. ومن إجراءات السلامة العامة التي اتخذتها إدارة النادي تأمين مستشفى متنقل في عرض البحر مجهز بطاقم طبي كامل وطائرة إسعاف في الجو للحالات الطارئة، بالإضافة إلى عدد من قوارب الإنقاذ وسيارات إسعاف في محيط القرية التراثية ومنطقة خط النهاية. ويتوازى مع برنامج السباق إقامة مهرجان القرية التراثية بكاسر الأمواج ويتضمن عروضاً للفرق الشعبية من الحربية والعيالة بالإضافة إلى عروض المحامل التراثية، كما سيتم تفعيل كامل مرافق القرية واستقبال الوفود السياحية والضيوف وأعضاء السلك الدبلوماسي العربي والأجنبي العاملين في الدولة والجمهور.
عدد اليوم
