تتعقد أحياناً أمور الحياة وتصبح أمامنا كالعراقيل التي تناوش النفس وتؤرقها•• فتأتي على الأخضر واليابس ويزداد الضعيف ضعفاً وينثني أمامها عزم القوى• وقد قال تعالى ''وخلق الإنسان ضعيفا'' وهذه هي الحقيقة المثلى التي لابد وأن يؤمن بها الإنسان فلا تغره ملامح شخصيته الزائفة التي ما تلبث أن تتصدع وتنهار أمام هزات الدهر المؤلمة التي تكشر عن أنيابها من حين لآخر•• ولا يصدق قوته وأنه يستطيع هزم كل ما أمامه•• فهذا لن يزول إلا مع المواجهة والصمود اللذين يؤلفهما الإيمان الصادق واليقين بحقيقة القدر• ولو راجع الإنسان نفسه وتعمق في روحه لوجد بداخله روح الصبر والمثابرة ولكان أكثر تعايشاً مع الواقع حلوه ومره•• ففي كل محنة عشناها وتغلبنا على مآسيها باب مفتوح أمامنا لإذكاء الأمل والنهوض بالهمم• ولكي يزداد أحدكم قوة على المواجهة وتصميماً على الصبر فاليقرأ سير العظماء وما مروا به من محن وعلى رأسهم سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم•
محمد زكريا النجار