الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«بنجامين تا?اكول».. كيف تُخفى الأرواح في الوسائد؟!

«بنجامين تا?اكول».. كيف تُخفى الأرواح في الوسائد؟!
24 ابريل 2016 00:31
نوف الموسى (دبي) لا تتساوى رؤية الأعمال الفنية، بفعل تجربة العمل الفني، وهذا تحديداً ما يميز عمل الفنان الإيراني بنجامين تا?اكول، الذي سبق له أن عرض عمله «من دون عنوان»، عبر «خاك غاليري» بمدينة دبي، والمثير لفضول المتلقي، ليس الهيئة الجمالية أو الحس الإنساني والوجودي المكثف في الفلسفة البصرية للفنان، وإنما قدرته على تجريد الاتصال بين اللوحة والمشاهد، وهنا يكمن معنى التجربة أعلاه، في تأصيل الإنتاج الفني، كطاقة كونية تشارك البشرية في نموها الروحي، وإدراك مداها غير المرئي الذي أسهم، بطبيعة الحال، في طرح سؤال كيف تُخفى الأرواح في الوسائد؟! من خلال عمل الفنان بنجامين، والاستشفاف الأهم لإجابة السؤال، نتبين ما تثريه تفصيلة (الوسادة بخطوطها العرضية) و(الأقدام البشرية ذات الإيحاءات الحسية للشعور الفطري والمكتسب لدى الإنسان»، و«استخدام الفنان للونين الأبيض والأزرق». عبر تجربة القراءة الآنية، يستطيع قارئ «الاتحاد»، رؤية العمل من خلال الفوتوغرافيا المرتبطة بالمقالة، واستنتاج الأبعاد الأهم في اللوحة، من خلال ثلاثة محاور رئيسة، أولها: محاولة اكتشاف الحركة غير المرئية في العمل، ثانيها: وضع تقديرات للإمكانات الإبداعية الناتجة من الحركة في النص البصري، ثالثها: الوصول إلى استنطاق الحركة في العمل الإبداعي عبر مونولوج داخلي. حصد أفضل النتائج لهذه الأطروحة، يحتاج إلى تعدد وجهات النظر، القائمة على انسجام وقبول واعٍ من قبل المتلقي، لأهمية تعددية المفهوم الجمالي لآليات التواصل مع العمل الفني، حيث تتداخل الأمزجة المعرفية من جهة، والخلفية الثقافية، والذائقة العامة، فمثلاً، يقدم الفنان بنجامين هنا، شكل الوسادة كمفردة مستخدمة في الانطباع المباشر، ولكنها تحتمل أوجهاً عدة لـ (التخيل)، خاصة مع فعل الروح في الخطوط العرضية لنموذج (الوسادة) التي قد تعكس تغطية جبرية للرأس أو رغبة في الخروج والانفلات من الموت أو الولادة، وما يوحي بذلك الانسيابية الحسية المذهلة لشكل القدمين في أسفل العمل، إذ يجدها المشاهد في حالة انكماش، قد تصف الخوف، الخجل، الاستيحاء، عدم المعرفة، التوتر، إحساس البرودة، أو رؤية الأشياء لأول مرة. التسليم لإحدى الحالات الحسية، يقدم حكايات مختلفة للعمل، وعدم وجود عنوان محدد، يُدعم فكرة اكتشاف المتلقي لنفسه، اعتماداً على إسقاطه الاجتماعي والنفسي والثقافي والسياسي والاقتصادي، لذلك هناك من سيختار تفسير «الخوف»، وآخر سيميل لتعبير «إحساس البرودة» لحركة القدمين التي تعتبر في الطب البديل، مصدراً من مصادر الحياة والتشافي في التكوين البيولوجي للإنسان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©