السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

البابا يؤكد في عمَّان احترامه للمسلمين ويدعو إلى الحوار بين الأديان

البابا يؤكد في عمَّان احترامه للمسلمين ويدعو إلى الحوار بين الأديان
9 مايو 2009 02:57
عبر البابا بنديكت السادس عشر امس في الأردن عن احترامه «العميق للمجتمع الاسلامي» وأكد ان الحوار بين الاديان السماوية الثلاثة «مهم جدا من اجل السلام»، في مستهل زيارته الى الاراضي المقدسة وهي الاولى منذ توليه السدة البابوية. وقال البابا في كلمة ألقاها لدى وصوله مطار الملكة علياء الدولي حيث استقبله العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني وعقيلته الملكة رانيا ان «زيارتي الى الاردن تمنحني فرصة للحديث عن عميق احترامي للمجتمع الاسلامي». واوضح ان «الحرية الدينية هي بالتأكيد حق انساني اساسي، وكلي امل ان تتعزز وتصان الحقوق الثابتة لكل رجل وامرأة ليس في الشرق الاوسط فحسب، بل في جميع انحاء العالم». كما اعتبر ان الحوار بين اليهودية والمسيحية والاسلام «مهم جدا من اجل السلام ومن اجل ان يحيا كلٌ ديانته بشكل جيد». وقال انه برحلته «يسعى الى المساهمة في السلام، ليس كفرد بل باسم الكنيسة الكاثوليكية والكرسي الرسولي». واعتبر ان الكنيسة «بصفتها قوة روحية وليست قوة سياسية، يمكنها الاسهام في تقدم عملية السلام». ولدى زيارته مركز سيدة السلام للاحتياجات الخاصة جنوب عمان قال الحبر الاعظم حيث استقبله مئات الاردنيين من مسيحيين ومسلمين «لم آت حاملا الهدايا والعطايا، بل جئت بنية وامل للصلاة من اجل الهدية الاغلى الكامنة في الوحدة والسلام على الاخص للشرق الاوسط». واضاف نصلي «للسلام للافراد، للأهل والاطفال، وللمجتمعات، والسلام للقدس، للارض المقدسة، وللمنطقة، السلام للعائلة الانسانية، سلام وليد العدالة والتكامل والعطف السلام الذي يخلص من الاذلال وينشر التسامح والرغبة في العيش بانسجام كوحدة واحدة». من جهته، دعا العاهل الاردني البابا الى بدء حوار جديد بين المسيحيين والمسلمين والعمل «معا من اجل تجديد الالتزام بقيم الاحترام المتبادل». وقال الملك عبد الله في كلمة له في المطار خلال استقباله الحبر الاعظم «يجب ان نجدد اليوم التزامنا معا بقيم الاحترام المتبادل. ويجب ان نؤسس هنا والآن حوارا عالميا جديدا، قوامه التفاهم والنوايا الطيبة». وأضاف «قبل تسع سنوات، في سنة يوبيل السلام، وقفت في هذا المكان لأحيي سلفكم قداسة البابا يوحنا بولص الثاني. وأكدنا معا اهمية التعايش والتناغم بين المسلمين والمسيحيين». وتابع «ومنذ ذلك الوقت، كشفت الاحداث التي جرت في العالم ضرورة تلك الدعوة واهميتها»، محذرا من ان «اصوات التحريض، والايديولوجيات الطامحة الى التقسيم اصبحت تهدد بالتسبب بمعاناة اكبر لذا ينبغي ان نتصدى لهذه الاصوات لنحمي مستقبل عالمنا». وقال «اننا نرحب بالتزامكم بإزالة سوء الفهم والانقسامات التي ألحقت الضرر بالعلاقات بين المسيحيين والمسلمين وان زيارتكم التاريخية لمسجد الملك الحسين هذا الاسبوع ولقاءكم علماء الاسلام، يحظيان بترحيب كل الاردنيين». واعرب الملك عبد الله عن أمله بأن «نستطيع معا توسيع الحوار الذي بدأناه، حوارا يقبل بخصوصية هوياتنا الدينية، ولا يخاف من نور الحقيقة، حوارا يعظم قيمنا وروابطنا المشتركة والعميقة». واوضح ان «ثمة أسسا قوية للتناغم بيننا. فهناك على أحد المستويات، انسانيتنا المشتركة التي تجمعنا في عالم مترابط. لكن هناك بيننا أيضا اساسا اكثر عمقا للتفاهم يتمثل في الوصايا التي نصت عليها الكتب المقدسة، الاسلامية والمسيحية واليهودية». وفيما يتعلق بعملية السلام في الشرق الاوسط، اكد العاهل الاردني في كلمته ضرورة «العمل معا على انهاء الصراع الاسرائيلي- الفلسطيني عبر التوصل من خلال المفاوضات الى حل سلمي، يلبي حق الفلسطينيين في الحرية والدولة، وحق الاسرائيليين في الامن». ودعا الملك عبد الله الى العمل من اجل ان «تظل القدس مركز اهتمامنا جميعا وحماية الاماكن المقدسة فيها والحفاظ على هويتها، التي يجب ان تظل حرية العبادة فيها مصونة لجميع المؤمنين». وتابع «دعونا نساعد، هنا وفي كل مكان، في ايجاد مناخ حقيقي للسلام بحيث يمكن لكل عائلة ان تتمتع بنعمة الامن وبحيث لا يكون أي طفل ضحية للعنف والدمار وبحيث تدرك كل المجتمعات جدوى التصالح، وبحيث يتحرر الشعب الفلسطيني من الاحتلال ومعاناته، ويمارس حقه بالعيش بحرية وكرامة». واضاف «اتمنى ان نعمل معا على تعميق العمل من اجل السلام الذي أوصانا به الله سبحانه وتعالى وتكريسه. وبكل هذه الآمال الكبيرة». واكد العاهل الاردني موقف الاردن الداعم لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الاوسط وفقا لحل الدولتين. وقال بيان للديوان الملكي ان الملك عبد الله شدد خلال استقباله البابا في المكاتب الملكية «موقف الاردن الداعم لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وفقا لحل الدولتين وفي اطار سلام اقليمي شامل»، مشددا على «اهمية الرسالة التي يحملها قداسته للمنطقة التي عانت لسنوات طويلة من ويلات الحروب والصراعات».
المصدر: عمان
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©