الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مواطن يبتكر أساليب زراعية توفر 80% من المياه

مواطن يبتكر أساليب زراعية توفر 80% من المياه
17 فبراير 2012
استطاع المواطن سلطان الزعابي الذي يحظى بدعم صندوق خليفة لتطوير المشاريع، ويعمل في قسم العلاقات العامة في المركز الوطني للأرصاد الجوية والزلازل أن يحول أرجاء مزرعته التي تمتد على مساحة مقدرة بـ 6 آلاف و954 متراً، إلى أرض خضراء مزروعة بمحاصيل مختلفة من الطماطم، الخيار، البقدونس، الباذنجان والبروكلي، إضافة إلى تخصيصه مساحة لتربية الدواجن البلدية، مستخدما تقنيات صديقة للمياه والبيئة. أبوظبي (الاتحاد) - حققت تجربة زراعة الفراولة بتقنية “الأكوابونيك” في مزرعة سلطان الزعابي بمنطقة الختم نجاحا بتوفيرها 80% من المياه المستخدمة في الزراعة، معتمدا فيها أسلوباً قائماً على أساس تكاملي بين زراعة الخضراوات والأسماك يساعد على توفير منتجات عضوية في السوق. ويؤكد الزعابي، الذي بدأ الزراعة في مزرعته منذ عامين، استخدامه للأسمدة العضوية وابتعاده عن كل ما هو كيماوي، انطلاقا من ضرورة الاعتماد على المواد الطبيعية حماية للصحة من الإصابة بالأمراض المزمنة كالسرطانات. وعن تجربته لزراعة الفراولة باستخدام تقنية “الأكوابونيك” يوضح الزعابي أن تجربته بدأت منذ قرابة الثلاثة أشهر بزراعة 350 شتلة من الفراولة التي تحصل علي احتياجاتها من المياه من حوض الأسماك الذي تعيش فيه 500 سمكة من البلطي والبوري. ويشير إلى أن الفكرة من تربية الأسماك تتمثل في الاستفادة من فضلات الأسماك لتكون بمثابة سماد طبيعي للنباتات ينتقل عبر المياه من حوض السمك إلى القنوات المزروع فيها شتلات الفراولة، بما يحقق استفادة النبات من المخلفات ويساعد على نموها دون إدخال أي مواد كيماوية إلى النبات. ويلفت إلى أن هذه التقنية ساهمت في توفير ما يزيد عن الـ 80% من المياه المستخدمة في الزراعة. المحافظة على المياه ويحرص الزعابي علي انتهاج كل الأساليب التي توفر المياه في الزراعة، بما يحافظ علي المياه للأجيال القادمة، ويقول نحن نعيش في منطقة تحتاج إلى المياه، مما يتطلب ضرورة حماية المياه لتدعو لنا الأجيال القادمة لأننا حافظنا لها على كل مصادر المياه. ويؤكد الزعابي أن خلفيته الدراسية ليس لها علاقة بالزراعة، ما دفعه ليبحث عبر الشبكة العنكبوتية على أكثر الأساليب الزراعية توفيرا للمياه، ومعتمدا على الخدمات الإرشادية التي يقدمها قسم الإرشاد الزراعي في الختم في تطبيق التقنيات الزراعية الحديثة. وعن خططه المستقبلية بشأن زراعة الفراولة بطريقة الأكوابونيك، يقول الزعابي أنه ينوي الفترة المقبلة زراعة 1000 شتلة، عبر زراعتها في قنوات بلاستيكية بشكل عامودي للاستفادة من المساحات بأكبر قدر ممكن، وبما يتيح له أن يبيع منتجاته للسوق المحلي. ويؤكد أن مشروع الأكوابونيك يعتبر تغييراً في مفهوم الزراعة، بحيث تتم عملية الزراعة دون استخدام التربة، وهي تعد من المشاريع الواعدة للزراعة على مستوى العالم، وتسهم في توفير الأمن الغذائي والمائي في نفس الوقت، كما أنها مفيدة في دولة الإمارات نظراً لقلة المياه لديها وملوحة التربة. استغلال الأرض ودعا إلى ضرورة أن يثبت المواطنون للقيادة الرشيدة في الدولة بأن المواطن الإماراتي لديه القدرة أن يعمل في كل المجالات، وأن يحقق النجاح كلا في مجال عمله، مشيراً إلى أن انتهاجه الزراعة واستغلال الأرض التي بين يديه في الزراعة لم يأت بمحض الصدفة، وإنما في إطار الاهتمام الكبير الذي توليه القيادة العليا وعلى رأسها صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، بتحقيق الأمن الغذائي، واقتناعا منه بمقولة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه«أعطوني زراعة أضمن لكم حضارة». وينصح الزعابي أقرانه من المزارعين بزراعة الخضروات كالخيار والبقدونس والباذنجان والطماطم في أكياس الرمل في البيوت المحمية، بما يحافظ على مياه الري داخل الكيس وتحقيق أعلى استفادة من مياه الري التي تتم بانتهاج أسلوب الري بالتنقيط، مضيفا أن الزراعة بالكيس تحول دون انتقال العدوى بين المزروعات. ويشير الزعابي إلى أن هذا الأسلوب يقلل عدد مرات الري لتكون يوماً بعد يوم وليس كل يوم، بما يقلل هدر المياه ويوفر 80% من المياه المستخدمة في الزراعة. ويفيد الزعابي أنه يستخدم مياه حوض الأسماك لري الخضروات المتمثلة بـ 7 آلاف شتلة من الخيار إلي جانب عدد من شتلات الطماطم والباذنجان والبقدونس والبروكلي بما يحقق الاستفادة من الأسمدة العضوية الناتجة من مخلفات الأسماك وفي نفس الوقت لا يستخدم الأسمدة الكيماوية، ويقتصر ما يضيفه على المساعدات الثنائية. إنتاج الدواجن وتضم مزرعة الزعابي قسماً مصغراً لإنتاج الدواجن، محاولا من خلاله أن تكون مزرعته مزرعة متكاملة قائمة على زراعة الخضراوات والفواكه إلى جانب تربية الثروة الحيوانية. ويقول الزعابي “لقد بدأت بتربية 80 دجاجة من النوع البلدي، في محاولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي وإطعام عائلتي من كل ما هو طبيعي وخال من المواد الكيماوية”. ونجاح تجربته في تربية الدجاج البلدي، دفعته لتخصيص مساحة من مزرعته لتربية الدواجن البلدية ليستفيد من لحوم الدجاج وبيضه، حيث يتجه الفترة المقبلة إلى مضاعفة الدجاج إلى ألفي دجاجة، عبر امتلاكه لماكينة تفريخ ومكان لتربية الصيصان، حيث يمتلك حاليا ما يزيد عن الـ 500 صوص. المنتج المحلي ويناشد الزعابي كل من يملك مزرعة في الدولة أن يستغلها في الزراعة لما فيه من خير ومصلحة ستنعكس على مالكها من جهة باعتبارها رافداً مهماً من روافد التنمية للإمارة، وتأمين منتج طازج للسوق المحلي من جهة ثانية، داعيا المزارعين إلى انتهاج أساليب زراعية يحافظون من خلالها على المياه. ويؤكد الزعابي أهمية وجود خطة زراعية في الدولة بحيث تركز على المنتجات التي تمتلك فيها الدولة ميزة تنافسية، ومساعدة المزارعين على إنتاج محاصيل منافسة تجارياً وحسب حاجة السوق المحلي، وتنويع إنتاج المزارعين من الخضروات، بحيث تخصص كل منطقة لزراعة منتجات معينة لرفد السوق المحلي باحتياجاته بما يحقق الربح للمزارعين. وتوجه الزعابي الذي يعتمد على قسم الميكنة الخاص به لإجراء جميع عمليات الصيانة للمعدات الزراعية التي تخدم المزرعة وصيانة شبكات الري ومضخات المياه، بالشكر لزوجته التي ساندته ماليا ومعنويا لينجح في مزرعته، ولصندوق خليفة لتطوير المشاريع، حيث دعموه بمبلغ 160 ألف درهم لاستكمال بنائه الأقواس للبيوت المحمية. تجربة مواطن
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©