قال الجيش الباكستاني أمس إن قواته قتلت 143 متشددا خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية في المعارك الدائرة في وادي سوات معقل المتطرفين الواقع إلى الشمال الغربي من العاصمة إسلام اباد. وأصبح الصراع في الوادي الذي يبعد 130 كيلومترا عن اسلام آباد وكان مركزا سابقا للسياحة اختبارا لعزم باكستان على محاربة تمرد طالبان المتنامي الذي اثار قلق الولايات المتحدة. وأصدر رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني أمس الأول أوامر للجيش بتوجيه ضربات إلى «المتشددين والمتطرفين» الذين قال إنهم يحاولون احتجاز البلاد رهينة تحت تهديد السلاح. وقال الميجر جنرال عطار عباس المتحدث باسم الجيش في مؤتمر صحفي في مقر الجيش في روالبندي «قتل ما يقرب من 143 متشددا في وادي سوات». ولم يرد تأكيد للعدد من مصدر مستقل. واضاف «بناء على توجيهات من الحكومة يشن الجيش حاليا عملية شاملة للقضاء على المتشددين». وقال عباس «انهم يختبئون ويحاولون اعاقة خروج المدنيين بأعداد كبيرة من المنطقة». واقر بأن العملية صعبة وامتنع عن إعطاء جدول زمني لتطهير الوادي من المتشددين. وقتل سبعة جنود واصيب 12 آخرون في القتال حسبما افاد الجنرال عباس في مؤتمر صحفي آخر. وقال «وقع سبعة شهداء من قوات الامن واصيب 12 آخرون في وادي سوات خلال الـ24 ساعة الماضية». وقال مسؤولون عسكريون في وقت سابق ان طائرات هليكوبتر ومقاتلين وقوات شاركت جميعا في عمليات في وادي سوات أمس ضد ما يقرب من 4 آلاف الى 5 آلاف من المتشددين. وقال عباس ان ما يصل الى 15 ألفا من قوات الأمن يشاركون في العملية. وينظر الى جهود باكستان ضد المتشددين الذين يتخذون ملاذات بالقرب من الحدود مع أفغانستان على أنها حيوية لهزيمة التمرد في باكستان. وقد واصل الجيش الباكستاني امس لليوم الثالث عشر على التوالي عمليته العسكرية ضد مقاتلي طالبان.. غير ان افادات عدد من الشهود من بين عشرات آلاف السكان الذين نزحوا من مناطق النزاع الى مخيمات اللاجئين لا تنفك تتزايد لاتهام الجيش وطالبان، بالتسبب في مقتل الكثير من المدنيين عبر قصف البلدات بطريقة عشوائية. واستأنف سلاح الجو الباكستاني صباح أمس قصف معاقل طالبان في ماتا وقابال وخوازاخيلا، غداة معارك عنيفة بالاسلحة الرشاشة دارت مساء. وكان رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني قال في خطاب موجه الى الامة بثه التلفزيون ليل الخميس انه «من اجل استعادة شرف بلادنا وكرامتها وحماية الناس، طلبنا من القوات المسلحة القضاء على الارهابيين» في وادي سوات. وينهي هذا الاعلان عمليا اتفاق السلام الذي وقع منتصف فبراير بين الحكومة والمتمردين، ووافق بموجبه المقاتلون الاسلاميون على وقف اطلاق النار مقابل اقامة محاكم شرعية في سوات وفي عشر مناطق اخرى مجاورة. واضاف جيلاني «لقد آن الاوان لكي تقف الامة بكاملها الى جانب الحكومة والقوات المسلحة لمواجهة هؤلاء الذين يريدون ان يجعلوا من البلاد باسرها رهينة». وأكد الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري للرئيس الأميركي باراك اوباما عزم اسلام اباد على هزيمة القاعدة وحلفائها. وتعهد الرئيس الباكستاني باستمرار العمليات العسكرية الى حين «عودة الوضع الى طبيعته» في وادي سوات. وقال زرداري متحدثا الى الصحفيين في مقر الكونجرس في واشنطن بعد لقائه عددا من البرلمانيين النافذين «ستستمر (العملية) حتى عودة الوضع الى طبيعته في وادي سوات».
عدد اليوم
