منتخب الكريكت كاملاً من الأجانب.. والمواطنون ممنوعون

من المعقول أن تضم فرق الأندية بعض اللاعبين الأجانب، لكن هل من المعقول أن يتشكل منتخب وطني بكامله من الأجانب؟ هذا ما حدث بالفعل في لعبة الكركيت، فلم يسبق أن مثل الإمارات تحت لواء اتحاد الكركيت منذ انطلق نشاط اللعبة منتخب وطني ولكن مثلها ولا يزال منتخب من المقيمين بالرغم من وجود عناصر وطنية مجتهدة ومؤهلة تتدرب في ظل ظروف صعبة، في الحدائق ومواقف السيارات وتستأجر الملاعب أحياناً وتنظم البطولات الخليجية، وتذهب للمشاركات الخارجية على نفقتها الخاصة، وتحرز الألقاب، في الوقت الذي عجز فيه المنتخب بصورته الحالية عن إحراز أي لقب للدولة، الأمر الذي يطرح علامات استفهام كبيرة حول أسباب هذا الوضع البالغ الغرابة، ودوافع الإصرار عليه بالرغم من الشكاوى المستمرة وتحذيرات الاتحاد الآسيوي التي لم تلق استجابة، ما يهدد بحرمان الإمارات ممن المشاركة في دورة الألعاب الآسيوية. كشف عن هذه الحقائق المؤتمر الصحفي الذي عقده أعضاء نادي الإمارات للكركيت بحضور شكري البريك رئيس النادي وعبدالرزاق كاظم مدير الفريق وعلوي شكري البريك كابتن المنتخب الوطني “غير الرسمي” وسلطان مراد عضو الفريق وعدد من العناصر الوطنية التي تمارس اللعبة من مختلف الأعمار. وأوضح المشاركون في المؤتمر أن الاتحاد الآسيوي كان قبل سنوات قد نبه اتحاد الكركيت إلى ضرورة الاعتماد على فريق من المواطنين حيث لا يجوز أن تتشكل المنتخبات من عناصر أجنبية الأمر الذي يشكل واقعة غير مسبوقة في أي لعبة ولا يحدث في أي مكان في العالم.. وكان رد الاتحاد بأنه يفتقر إلى قاعدة حقيقية يمكن من خلالها انتقاء عناصر محلية مؤهلة وأنه بحاجة إلى بعض الوقت لعلاج الأمر وأن العناصر التي يتشكل منها المنتخب وإن كانت أجنبية إلا أنها من مواليد الدولة.. وبناء عليه قرر الاتحاد الآسيوي منح اتحاد الإمارات مهلة لمدة عامين يتدرج خلالهما وصولاً إلى منتخب وطني حقيقي على أن يدفع باثنين أو ثلاثة لاعبين مواطنين على الأقل في تشكيل المنتخب خلال المشاركات التي تتخلل هذه الفترة الانتقالية ومن ثم يمكن بعدها الاعتماد على العناصر المحلية. وأوضح الحضور أن الاتحاد نفذ التعليمات الآسيوية شكلاً فقط مع تفريغها من المضمون فاستعان بعدد يتراوح بين اثنين إلى ثلاثة لاعبين في عدد من البطولات والتصفيات القارية دون أن يدفع بأي منهم في مباراة واحدة أو حتى جانب منها وكأنما عملهم يقتصر على توزيع زجاجات المياه على الخط الجانبي للملعب. وأكد الحضور أن التطور الخطير في القضية هو القرار الذي اتخذه الاتحاد الآسيوي مؤخراً ويقضي بعدم السماح للإمارات بالمشاركة في دورة الألعاب الآسيوية المقرر إقامتها بالصين شهر أكتوبر القادم إلا بفريق من المواطنين علماً بأن شهر مارس الجاري هو آخر موعد لتأكيد الاشتراك ولا يزال الاتحاد مصراً على الصمت الأمر الذي يهدد بالحرمان من المشاركة ويدفعنا لرفع أصواتنا إلى كافة الجهات المسؤولة في الدولة مطالبين بتمثيل بلدنا علماً بأننا مؤهلون أكثر من الأجانب الذين ربما ينطوي الإصرار على الدفع بهم دون سواهم على مصالح خاصة على حساب أبناء الوطن ومستقبل اللعبة علماً بأنهم لم يكسبوا بطولة واحدة. واستدرك أعضاء جمعية الإمارات للكريكت مؤكدين أنهم مؤهلون لتحقيق نتائج طيبة على خلفية البطولات التي نظموها أو شاركوا فيها حيث سبق لهم في أواخر نوفمبر وأوائل ديسمبر الماضيين تنظيم بطولة مجلس التعاون الأولى بجهد خاص في مناسبة العيد الوطني وزينوا الملعب الذي استأجروه بأعلام الدولة ووصلوا إلى المباراة النهائية من بين منتخبات السعودية والكويت وسلطنة عمان.. كما شارك الفريق على نفقته في العديد من البطولات الدولية الكبيرة منها كأس العالم بباكستان عام 1996 وغيرها من المحافل التي كان للفريق فيها بصمة طيبة والتي تثبت أنه صاحب خبرة ويستطيع على أقل تقدير أن يقدم لبلده أفضل مما يقدمه الأجانب الذين يخسرون ويضحكون في الوقت الذي لو خسر فيه المواطن الذي يغار حقاً على بلده لما استطاع أن ينام الليل. سلطان مراد: الأحلام لا تموت دبي (الاتحاد) - قال سلطان مراد إننا نمارس اللعبة بجهودنا الخاصة وننفق من جيوبنا وشاركنا في العديد من البطولات المحلية في الشارقة ومدينة زايد والعين والزيد وغيرها.. وعلى الرغم من توفر عدد كبير من الملاعب بالدولة إلا أننا نتدرب أحياناً في مواقف السيارات والشوارع ونؤجر الملاعب وكأننا غرباء في بلادنا ولو كان هناك أدنى اهتمام بنا لوصلنا إلى مراحل أفضل بكثير وربما يكون الأهم الآن هو مستقبل هؤلاء الصغار الذين ينظرون إلى القادم، فهل تموت أحلامهم وفي اعتقادي أنها لا تموت؟ عبد الرزاق قاسم: لدينا منتخب متكامل وجهاز فني وإداري دبي (الاتحاد) - أوضح عبد الرزاق قاسم مدير الفريق ومدربه وهو صاحب خبرات طويلة في عالم اللعبة وحاصل على العديد من الجوائز والألقاب على المستوى الدولي أن نادي الإمارات للكريكت الذي تم تأسيسه في نوفمبر 2007 للمواطنين لديه منتخب مؤهل وجاهز يتشكل من 14 لاعباً وجهازاً فنياً ومدرباً ومديراً يشاركون في مختلف المحافل منذ ثلاث سنوات تمثيل الدولة في الدورة الآسيوية بالصين. البريك: اتركوا العجلة تدور بعيداً عن المصالح الشخصية دبي (الاتحاد) - قال شكري البريك رئيس الجمعية وممول الفريق إن المثابرة والتدريب والمشاركات واكتساب الخبرات واستقطاب قاعدة من الممارسين للعبة هو الطريق الصحيح وصولاً إلى القمة وأن كل ما هو مطلوب مجرد إعطاء الفرصة ثم يتركون بعدها العجلة تدور، أما الذي يحدث في الكركيت حالياً فلا معنى له إلا أن هناك فئة تتحكم في اللعبة وتديرها بمصالح خاصة ولا عزاء لمصالح الوطن وأبنائه ومستقبل الرياضة فيه ولابد للوزارة وللهيئة العامة لرعاية الشباب والرياضة أن تتدخل حيث صرخنا كثيراً ولم يستجب مجلس الكريكت.