الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لجنة التحكيم تمنح المتنافسين درجات متقاربة.. والحوار والتسامح محور أبيات الحلقة الأخيرة

لجنة التحكيم تمنح المتنافسين درجات متقاربة.. والحوار والتسامح محور أبيات الحلقة الأخيرة
17 فبراير 2011 20:15
بثت فضائية أبوظبي الأولى مساء أول أمس الأربعاء، الحلقة التاسعة وقبل النهائية من برنامج “أمير الشعراء” الذي تنتجه وتدعمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، وقد كانت تلك الحلقة حاسمة لشعراء الحلقة الماضية للحصول على لقب إمارة الشعر، وفاتحة الباب من جديد أمام منافسة أخرى أكثر سخونة سيسدل الستار عليها في الأسبوع المقبل. بينما انضم هشام الجخ إلى قائمة الواصلين للمرحلة النهائية بتصويت الجمهور الذي منحه 68%، فقد خرج من المنافسة الشعرية قاسم الشمري من العراق الذي حصل على 50%، ومحمد علي الخضور من سوريا الذي حصل على 41%، وعلا برقاوي من فلسطين التي حصلت على 34%، وهكذا تم رسم مسار جديد، بات أكثر حماسة وحرارة بين المتنافسين الستة الذين قدّموا ملكاتهم الشعرية في مسرح شاطئ الراحة بأبوظبي، إذ يريد كل واحد منهم الفوز بالإمارة، وبلقب الأمير، وبخاتمه وببردته، وقد جمعت تلك الرحلة المنافسة الأخيرة بين هشام الجخ من مصر، وعبدالعزيز الزراعي من اليمن، ومحمد تركي حجازي من الأردن، ومنتظر الموسوي من عمان، ونجاح العرسان من العراق، ومحمد العزام من الأردن أيضاً. ثنائية العقل والعاطفة كانت قد طلبت لجنة التحكيم من جميع المتسابقين المتأهلين للحلقة التاسعة كتابة قصيدة عمودية موضوعها ثنائية العقل والعاطفة، على ألا تنقص القصيدة عن 8 أبيات، ولا تزيد عن 10، فتقدم المتنافسون الستة بقصائد اجترحوا فيها تلك الثنائية بأصواتهم الشعرية المتميزة والحاضرة. هشام.. جنوح نحو الحكمة كان أول من قرأ قصيدته في الحلقة الشاعر المصري هشام الجخ التي أتت تحت عنوان “الوجهان” قائلاً في مطلعها: بالهدي نُرحم نعمة الرحمن وعد من الوهاب في القرآن وتفيض أعيننا لذكر جلاله ونرى وجود الله في القرآن فقال د. صلاح فضل في كلمات القصيدة “إن شعلة الثورة هدأت في هذه القصيدة كما ينبغي لها، فعدتَ ـ والكلام كان موجهاً إلى هشام ـ إلى الفكر العاقل، وأنتَ أصبت في أمرين هامين، حيث جعلت العقل والقلب وجهين لعملة واحدة، وهذا هو الحق في القضية، كما استعنت بالنظرة الدينية الجميلة الحميمة لتأكيد وجهة نظرك، وأنت تعرف أن جذوة الشعر والتصوير وقوة اللغة المبتكرة الجميلة ينافسك فيها الآخرون بشدة، لكنك نهلت من معين صادق جميل”. وبدوره أشار د. علي بن تميم في نقده للقصيدة بالقول “كان الشاعر أحمد شوقي يقول “دقات قلب المرء قائلة له/ إن الحياة دقائق وثواني”، وأنت قلت في قصيدتك إن الحياة مثل عملة فضية، كيف لا وقد تحدثت عن عظمة الخالق، وجنحت نحو الحكمة والموعظة الحسنة في أفق ممتلئ بالإيمان، ولا أقول أنه غير ممتلئ بالشعر”. الزراعي.. خلقُ أفقٍ حميم “نار الحكمة وماء الفن” هو عنوان القصيدة التي ألقاها الشاعر عبدالعزيز الزراعي، والتي قال في أول بيتين منها: من القصيدة إني قاطف سـببا به أصـــالح فيّ الماء واللهبا وفي يدي سؤال منه قد شربت كل العصور ومن معناه ما شربا وفي رؤية د. صلاح فضل للشاعر في نقده للقصيدة قال “لقد كتبت بحماس عن ثنائية رومانسية شهيرة تقوم بين العقل والقلب، فجعلت العقل ناراً للحكمة، والعاطفة ماءً للفن، وهذا تأويل شعري لطيف، وقد جاءت “الجمجمة” في القصيدة كناية عن العقل وهذا غريب قليلاً، ومزجتهما باللغة المصبوبة في القصيدة، ليتصارعا في الذات ويكتمل بهما الخلق مثل الأم والأب، وهذا جميل، كما قلت: “كأن قلبي يتلوني على لغتي همساً/ وعقلي يتلوني لها صخبا”، فهل القلب الذي يهمس؟ والعقل هو الذي يجهر بالصخب؟، عموما للشعراء عوالمهم الخاصة، وحساسيتهم المائزة، وأنت شاعر متميز”. وختم الآراء النقدية في قصيدة الزراعي د. عبدالملك مرتاض الذي قال “لقد عالجت صميم الموضوع الذي طلبته منك لجنة التحكيم، واخترت بحراً يزهر بالشعرية التقريرية، حتى أبو تمام في بائيته العظيمة كان مباشراً، مع أن الناس كانوا يقولون له: “لم تقول ما لا يُفهم؟”، أما بالنسبة للبحر؛ فأنصحك باختيار بحر آخر أجمل يساعدك على التعبير عن عميق مشاعرك، لكن النص بمجمله جميل”. العزام.. وحكاية تراثية “تفاح حواء” كان عنوان القصيدة التي قرأها محمد العزام، وقد جاء في بيتيها الأوليين: تفاحة بيديه وهي تغــازله تفاحها حقـل تفيض جداولـه في جنة الفردوس تمشي جنة أخرى، وفجراً تسـتفيق بلابله د. صلاح فضل قال من جانبه للشاعر “لقد عدت إلى الخطيئة الأولى لتصور تفاحة آدم بشعر مشبع بعبق التراث الذي نكاد نشتمه في جملة ما توحي به من الكلمات الجميلة، وعندما قلت: “يعلم أنه المأكول إن هو آكله” فإنما ذكرتنا بما قاله الخليفة الثالث عثمان بن عفان “إن كنت مأكولاً فكن خير آكل/ وإلا فأدركني ولمّا أمزقِ”، وقد جعلت العاطفة خدراً بطعم الحب، وهي خدر وقدر للإنسان مختتماً نقده للقصيدة بالقول شعرك جميل فاستمر في تنميته وتجويده”. حجازي.. مجازات ساحرة ومن ثم قدم محمد تركي حجازي نصاً مليئاً باللغة الانزياحية كما قال عنه أعضاء لجنة التحكيم تحت عنوان “فرح لنبتة الحزن” الذي قال في بدايته: قفزت سنين الضوء في مـرآته مــذ هز دفــق الماء بذرة ذاته يصغي وكف الغيب تمسك قبلة سـقطت، من الأحلام فوق سـباته رأى د. علي بن تميم في نقده للقصيدة “أن القصيدة هي طفلة البوح كما تصفها، وتنمو في ضلوعك، وإنها مليئة بالمجازات الساحرة التي أعتقد أنها مكمن للشعر”، مضيفاً على الرغم من أن لغة القصيدة حديثة إلا أنك تستدعي التراث، وتحديداً في البيت: “بالعقل قد يشقى وكل فضيلة/ في الأرض تهبط من رؤى ملكاته”، غير أني لاحظت أن ثنائية الحزن النبيل والفرح الجميل هي التي تتجلى في القصيدة، أكثر من تجلي ثنائية العقل والعاطفة، وكأنك تريد أن تضطرنا إلى الوقوع في التأويل، ولوي عنق النص حتى نصل إلى العقل والعاطفة”. العرسان.. أفق شاسع للأسئلة “لا تعش عاقلاً” كان عنوان قصيدة نجاح العرسان، التي أخذنا من مطلعها بيتين هما: أضأت عقلي بطيش القلب فاكتملا وقلت للقلب اعقـل واحذ العقلا عقلي وقلبي بسطت العمـر بينهما وسيب رأسي أطاع الثلج واشتعلا عبر د. علي بن تميم عن رأيه بالقصيدة بالقول “أعتقد أنك لم تقدم رؤيا عميقة لموقف واضح من العقل والعاطفة، الأمر الذي أضعف النص، وأطفأ التوهج الشعري، وخصوصاً عندما تحول النص إلى نوع من الوعظ والحكم والنصائح الباردة، لكنني أثني على البيت الأخير الذي قلت فيه: “ فلا تعش عاقلاً من غير أسئلة/ ولا تطع كل سئل القلب إن سألا” لأنك بهذا البيت تفتح أفقاً شاسعاً أمام ثقافة الأسئلة، من دون أن تضع تلك المحاذير التي تمليها علينا العاطفة، وإن اللايقين بهذا المعنى محمود”. الموسوي.. وحدة البيت لا تتنامى وبدوره ألقى منتظر الموسوي قصيدة عنوانها “بين سحاب العقل وسماء العاطفة” قال في مطلعها: كان خلف السماء ينثر شعرا يختلي بالسحاب يمطر فكرا كلما مــر بالحيــاة بهياً ملأ العـمر أمنيات وزهرا بدوره قال د. عبدالملك مرتاض “تقول “بين سحاب العقل وسماء العاطفة”، ألا ترى بأن العكس هو الصحيح أو الأمثل؟ فالعقل هو سمو وعلو، في حين أن العاطفة ضباب وسحاب، وهي انعدام رؤية منطقية وصحيحة، وأنت بحكمك شاعراً تتعصب للعاطفة، على الرغم من علمك بأن تطور الكون لا يمكن أن يكون إلا بإعمال العقل، والاحتكام إليه، لكن نصك من الوجهة الشعرية الخالصة جميل، حيث عودتنا على ذلك منذ بداية هذا الموسم”. ارتجال حي في فقرة الارتجال قدم المتنافسون الستة أفضل ما لديهم، على الرغم من صعوبة المسألة، فعلى وزن وقافية بيت أبي الطيب المتنبي: إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تظنن أن الليث يبتسم - ارتجل نجاح العرسان بقوله: لليث ناب ولست اليوم أكذبه وليس لي غير شعري فهور يضطرم - في حين قال هشام الجخ: وأسطع في دروب الليل ليثاً وكل دروب في الهوى قمم - أما عبد العزيز الزراعي فقد ألقى: هذا فؤادي ممزوج بقافية كطهر حزني لم يظفر به قلم - ومن ثم ألقى الشاعر محمد العزام: تغرب العمر في صحراء غيبتهم لا قطر يروي حنيناً حاكه الحلم - فيما قال محمد تركي حجازي: ما كل شمس على أجفان غانية شمس ولا بسمة في القلب تبتسم - وختم منتظر الموسوي السباق بين الشعراء بقول أبياته قلب يطل على الغيمات مبتهلاً كأنه شاعر يزهو به القلم هنا أبوظبي فيها الشعر ملحمة وباسمها يزدهي في ظلها الحلم مجاراة الصحيح والعجمي فقرة المجاراة في تلك الأمسية ضمت الشاعر السعودي جاسم الصْحيِّح ذو الصوت الشعري المتميز والمتفرد، وهو الذي شارك في مسابقة “أمير الشعراء” بموسمها الأول، وكذلك الشاعر ناصر العجمي حامل بيرق “شاعر المليون” في النسخة الرابعة، فجادا بشعر فاض ألقاً في المعنى، وجمالاً في الصورة، ومما قاله الشاعر جاسم الصحيح في قصيدة المجاراة الغزلية: أميل نحوك أغدو قـاب أنفاسـي كما يميل نؤاسي على الـكاسي وأحتفي بالصباحات التي جلست على محياكي كانت خير جلاسي أميل نحوك أجلـو كـل جارحة عرساً كأنك حولي كون أعراسي ما عاد يملأ رأســي خمر دالية صبي جمالك حتى يمتــلي راسي فرد الشاعر ناصر العجمي: يا راهب المفردة ذكرتلك ناسـي واحييت بالبوح قداسك وقداسي كنيسة الحب للعشاق مفتوحــة وانت على بوابها تدق لاجراسي وأنـا ليا جيتـها ما دوّر التـوبة لا بالله أجدد اللي كان دراسـي رســمت بالدمع وجه في مخيلتي أبعد من سهيل واقرب من انفاسي نتائج التصويت في ختام الحلقة أعلن الفنان باسم ياخور ـ وهو الذي أضاف بصمته الخاصة في هذا الموسم ـ عن نتائج التصويت للمتسابقين عبر الإنترنت، فجاءت النتائج كالآتي: نجاح العرسان 6%، منتظر الموسوي 23%، عبدالعزيز الزراعي 3%، محمد تركي حجازي 5%، محمد العزام 4%، هشام الجخ 59%. أما نتائج تصويت جمهور المسرح فكانت: نجاح العرسان 4%، منتظر الموسوي 12%، عبدالعزيز الزراعي 5%، محمد تركي حجازي 4%، محمد العزام 8%، هشام الجخ 67%. فيما منحت لجنة التحكيم المتسابقين درجات متقاربة، فكان نصيب نجاح العرسان ومحمد العزام 24%، ونصيب كل من منتظر الموسوي وعبدالعزيز الزراعي 25%، وحصل محمد تركي حجازي 23%، وجاء أخيراً هشام الجخ بـ 22%. وفي الحلقة القادمة والنهائية ستمنح اللجنة للمتسابقين الستة بقية النسبة المخصصة لها، وهي 30%، وقد بدأ الجمهور تصويته ـ وهو الذي يملك 40% ـ بمجرد انتهاء الأمسية مباشرة، وسيبقى التصويت مفتوحاً حتى موعد الحلقة الختامية. وقبل اختتام الحلقة طلب د. علي بن تميم من الشعراء كتابة قصيدة يتراوح عدد أبياتها بين 9 و12 بيتاً موضوعها الحوار والتسامح والتواصل ونبذ التعصب وأهمية الوسطية.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©