الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مدينتنا الجميلة وغابات الإسمنت

10 مايو 2009 00:48
مدينة أبوظبي صبية ممشوقة القوام أعطاها الله من جمال الطبيعة الفطرية الكثير، يحضنها البحر من كل الاتجاهات يداعب شواطئها بلونه الأزرق المتفاوت الدرجات فوق رمال بيضاء نقية، ليجعل من هذه الشواطئ لوحات زيتيه يعجز أي فنان عن رسمها. ومن نعم الله عليها أيضا أن امتدت إليها يد العطاء والرعاية والحنان من القيادة الرشيدة بدءا من الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان -رحمه الله- الذي واصل الليل بالنهار وأضاف الجهد على الجهد واجتاز الكثير من الصعوبات والتحديات حتى تمكن من إسدال اللون الاخضر فوق رمالها الجافة حتى أصبحت حديقة غناء تعمر فيها الأشجار وتغرد بها الطيور. وقد واصل ذلك صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة – حفظه الله - . وقد لمسنا التطوير والتحديث لكورنيش ابوظبي والتوسع في الحدائق العامة داخل العاصمة ،وهي جهود مشكورة .وقد تزامن مع ذلك نهضة عمرانية مشهودة ولكن ما نخشاه على مدينتنا الجميلة هو تراجع الخضرة لحساب غابات الإسمنت الصماء. قيل ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان وأنا أقول ليس بالإسمنت وحده يحيا الإنسان. إن مقياس أهمية أي مكان أو مدينة إنما يحسب بما يحتويه من مرافق اجتماعية حيوية تضفي على حياة الناس شيئا من المتعة والبهجة والترفيه والقيمة المعنوية، لتجعل للحياة فيها معنى جميلا، وتفتح الأبواب واسعة أمام صناعة السياحة. من المرافق الحيوية التي فقدت خلال السنوات القليلة الماضية، النادي السياحي الذي ألغي وأقفل من سنوات دون بديل. نقدر أهمية البناء والنهضة العمرانية وحاجة العاصمة لمزيد من المباني لتلبية الطلب على السكن، ولكن نخشى إهدار الإنجاز الكبير. فهل ضاقت الصحراء عن العمران حتى نعود ونلغي إنجازات الآباء؟ إننا لا نريد أن تتحول العاصمة الجميلة الى مدينة للعمل والكتل الإسمنتية فقط. لذا نطالب بمزيد من الحدائق المفتوحة لتسود المساحات الخضراء مدينتنا الجميلة. سلمان يوسف بوعرب - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©