هروب الشباب من اتخاذ القرار «الصعب»!

إن قرار الزواج هو أصعب شيء على الشباب في هذا الزمن حيث إنهم يستمتعون بحياة مستقلة خالية من المشاكل الزوجية والارتباطات العديدة التي تتطلبها الحياة الزوجية و قيام الأسرة. ويرفضون الدخول في القفص الذهبي رغم ضغوطات الأهل والأسرة عليهم، ويسعون جاهدين للخروج من هذا المأزق بشتى الطرق كأن يتخذوا من استكمال دراستهم العليا والسفر خارج البلاد ذريعة أو يدعوا أنهم مشغولون كلياً بحياتهم وليس لديهم المزيد من الوقت للتفرغ للزوجة والأبناء خاصة انهم في مرحلة بناء النفس من الصفر وهكذا يتحجج الكثير من الشباب هروباً من فكرة الزواج التي تعتبر حقاً مخيفة لهم في كل الأوقات. فالرجل في الوقت الحالي بحاجة ماسة للترويض مثله مثل الحصان حتى يقبل على موضوع الزواج بشكل جدي. والسبب يرجع إلى رغبتهم في الحفاظ على حياة مستقلة خالية من المسؤولية بجانب أن المادة تلعب دورا كبيرا في رفض الشباب لفكرة الزواج، ومعهم حق في ذلك، فالشخص غير القادر مادياً على فتح بيت لا يمكن أن يتخذ قرار الزواج بمنتهى السهولة، فالزواج بنظري مسؤولية كبيرة ويترتب عليها الكثير من الأمور التي لابد أن يعيها أي فرد يرغب في الارتباط الجدي والا لكانت المشاكل والديون هي نهاية هذا الزواج الذي لم يقم على دراسة جدية ولم يراع الجوانب المادية التي تمكن المرء من بناء عش الزوجية السعيد. غير أن هذه ليست الأسباب الوحيدة لهروب الشباب من الزواج وانما هناك أسباب اخرى لدى بعضهم وبخاصة لدى ما يمكن أن نطلق عليه «الشاب اللعوب» فهذا النوع من الشباب يصادق أكثر من فتاة في اليوم ويستمر في لهوه ببناء علاقات حميمة مع الجنس اللطيف ولا يستطيع مطلقا أن يحب فتاة واحدة مهما امتلكت من ميزات فريدة وأخلاق رفيعة أو رغم جمالها الخارق فهو يخشى أن يأسر نفسه وقلبه ويتنازل عنهما لامرأة واحدة في هذه الحياة لذلك يستمر في تشكيل هذه العلاقات العاطفية دون أي تفكير بالارتباط بأي منها.هذا النوع من الشباب يحتاج إلى ترويض وتهذيب وإصلاح قبل أن يدخل القفص الذهبي. علياء قاسم