الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أسماء الشامسي: التغليف يزيد الهدية قيمة ورونقاً

أسماء الشامسي: التغليف يزيد الهدية قيمة ورونقاً
17 فبراير 2011 20:16
للهدية وقع خاص على النفس لا يمكن أن يمر دون أن يترك أثراً جميلاً فيها، فهي سرعان ما تخلق نوعاً من المحبة والألفة في نفس المتلقي، فبغض النظر عن فحوى الهدية وقيمتها، إلا أنها تظل فاقدة بريقها وجاذبيتها، فلا يكتمل المغزى والهدف منها إلا بالرداء الذي يغطيها ويحتضنها لتكتمل روح المفاجأة. تحاول أسماء الشامسي تقديم توليفة فنية رائعة من فن تغليف الهدايا، عبر نماذج فنية مبتكرة، معقودة بالإبداع ومرصعة بالأناقة ومتوشحة بالابتكار والتجديد، رافضة مبدأ التكرار والتقليد وتسير على منظومة فن الإتكيت في عرض الهدية. تشير المصممة أسماء الشامسي قائلة: تبقى الهدية قيمة لها مدلولات مادية ومعنوية، تنطلق من رغبة جامحة فينا بغية التعبير ومشاركة الآخرين أفراحهم وأتراحهم، وتتويج العلاقات الاجتماعية وإكسابها قدراً من التماسك والقوة من خلال تبادل الهدايا التي لا يمكن أن نغفل عن تأثيرها السحري، ومفعولها العظيم، وأثرها الذي يتجلي من خلال الردود الإيجابية التي تنسجها الهدية على المهدي إليه، فحديث الرسول، عليه الصلاة والسلام، يحثنا على اتخاذ مثل هذه الأداة، وسيلة لتوثيق العلاقات بين الأفراد. حيث قال (تهادوا تحابوا) وتواترت الأخبار في فضل الهدية وعظم شأنها. فهي عنوان المحبة وتعزز فينا معاني الصداقة والأخوة، هذه الهدايا المتنوعة والمختلفة في شكلها، والتي يسعى الكثيرون إلى حملها وتقديمها للآخرين بطريقة فنية إبداعية متوجة بالأناقة والفخامة في شكلها ومظهرها، حتى توقع قدراً من الانبهار في قلب المتلقي الذي بدوره سيدرك مدى قيمته ومكانته عند الطرف الآخر مهدي الهدية، وهذا النمط يعد فناً من فنون الإتكيت الذي ينطوي عليه خاصية تقديم وعرض الهدية بأسلوب راق وجذاب، وعملية تغليف الهدية لا تقل قيمة عن الهدية ذاتها وإنما أحياناً تفوقها قيمة وجمالاً، فلا أنصح أبداً، بأن تقدم الهدية كما هي في أكياس المتجر التي تم شراؤها منه، فذلك إنما يعكس عدم الاهتمام وعدم التفرغ ولا مبالاة، وإن كان ولا بد، فيفضل تغيير الأكياس إلى أخرى مزخرفة. وتضيف الشامسي قائلة: ما دفعني إلى فن تغليف الهدايا والتبحر في أعماقه، هو ولعي بالأشغال والفنون اليدوية، فوجدت نفسي متشبثة بها منذ صغري، حيث كانت والدتي كثيراً ما تشاركني البرامج الصيفية الزاخرة بالورش الفنية والأنشطة التي تدور فحواها حول الأعمال اليدوية، مما عزز ذلك مبدأ الرغبة وحب هذا الفن في داخلي والذي أجده يزداد نمواً، يوماً بعد يوم، فكانت هذه الأعمال تستهويني وأقف مشدودة أمامها، وأتأمل عمل الآخرين وهم يمارسون هذا العمل بكل مهارة وإبداع، مما ترك ذلك أثراً واضحاً في رسم طريقي ووجهتي نحو هذا الفن، وعندما كنت أتوجهه إلى بعض محال التغليف كنت أراقب عن كثب طريقتهم في تغليف الهدايا، فقد كان المشهد يبهرني، إلا أنني سرعان ما مللت الطريقة التقليدية في عملية التغليف الخالية من الإبداع والابتكار. ولهذا بحثت عن فكرة تغليف الهدايا بطريقة مبتكرة جذابة وأنيقة وغير تقليدية، وتكون لي بصمة فيها أتميز بها عن غيري، ودخلت في الكثير من التجارب ومحاولات التغليف العديدة التي قمت بها والتي ساهمت شيئاً فشيئاً في رسم ملامح عملي ومنهجي في التغليف، وقبل الشروع في وضع فكرة التغليف لا بد أن أكون على علم بطبيعة الحدث الذي على ضوئه يتم تحديد نمط التغليف، فكل مناسبة لها لونها وشكلها، وبعض الإكسسورات التي يمكن أن تنطق بها، بالإضافة إلى معرفة المرحلة العمرية لمتلقي الهدية وجنسه، حتى تتلاءم مع طبيعة المرحلة العمرية، وما تميل له وتحبذه هذه الشخصية، فتغليف هدايا الأطفال تختلف عن هدايا فئة المراهقين مثلاً والكبار، وهذه ينطبق أيضاً على الجنسين، فكل مرحلة لها ألوانها وكل مناسبة لها إكسسواراتها وتصميمها، فعندما يطلب مني تغليف هدايا للأطفال، عادة ما اعتمد فيها على الألوان القوية والمبهجة والفرحة، ويميل التغليف إلى محاكاة شخصية الأطفال في شكله، بينما يأخذ تغليف هدايا الرجال طابعاً كلاسيكياً بدرجات ألوان غنية كالذهبي والأسود والبني. ومن الممتع أيضاً في تغليف الهدايا المزج بين الألوان واختيار موضوع (Theme) للتصميم، فتكون كل قطعة من الهدايا بتصميم مختلف، ولكنها تتبع الموضوع نفسه أو تسير على وتيرة المجموعة نفسها. وهذا ينطبق أيضاً على التوزيعات، وهي العلب الصغيرة التي تضم بعض قطع الشوكولاته أو هدية صغيرة، والتي يتم تنفيذها بصورة متكررة لقطعة واحدة، فلا بد من أن تتوافق مع روح المناسبة، من حيث الألوان وأيضاً الشكل، فتكون قطعة مكملة لديكور المناسبة أو الحدث. فالتغليف فن واسع ويمكن أن يبدع فيه المرء. وتضيف الشامسي: من حيث الخامات، فاستخدام كل ما هو جديد وغريب بما يخدم أفكار التغليف، بدءاً من ورق تغليف الهدايا المزخرف والتيشو (المحارم) وأوراق الصحف، وحتى مختلف الأقمشة كالمخمل والتول والأورجنزا. كما أن إكسسوارات التزيين أيضاً كثيرة ومتنوعة، منها شرائط الساتان والمخمل والورود الصناعية والطبيعية. كما أن هناك أيضاً الإكسسوارات الأساسية مثل الأقفاص والسلال والصناديق الخشبية والعلب الجلدية وغيرها من الأشياء التي يمكن وضع الهدية فيهــا، حتى تقدم بشكل فخم وأنيق. ويكمن الإبداع هنا في استخدام خامات جديدة وغريبة والابتعاد عن التقليد والتكرار. وتؤكد الشامسي قائلة: المرء لا بد أن يكون دائم التجديد والابتكار من خلال الاطلاع والبحث عن كل ما هو جديد في محط اهتمامه، فأنا أثري خيالي عبر الاطلاع على الكتب والمجلات المتخصصة في فن المشغولات اليدوية، والمواقع الإلكترونية الثرية بالمعلومات والصور، إلي جانب حضور المعارض والورش الفنية، التي تحقق المتعة والفائدة، كما أني أحب أن أكون مبدعة في هذا المجال لما يتركه من أثر جميل على نفسية مستلم الهدية، فكم سعدت بسماع أن بعضهم لم يرد فتح الهدية لجمال التغليف، وآخر حافظ على التغليف كما هو حتى بعد فتحه للهدايا. تقديم الدورات تقول أسماء الشامسي: قدمت بعض الدورات التطوعية في فن تغليف الهدايا، وكانت إحدى هذه الدورات دورة إلكترونية، حيث طرحت بعض الأساليب المختلفة لتغليف الهدايا كتغليف الهدايا الأسطوانية، وغيرها الكثير، ونمط تغليف هدايا الرجال، وهدايا الأطفال وأيضاً كيفية تقديم المال كهدية. كما تم التطرق لبعض فنون الإيتيكيت في تقديم الهدايا. ويمكن الاطلاع على بعض نماذج هذه الأعمال على موقعي الخاصwww.GlamourDesign.ae. كما أسعى إلى طرح كتاب حول فن تغليف الهدايا للمهتمين بهذا الفن، بحيث يتضمن صوراً حول نماذج من أعمالي في التغليف، فيمكن أن يثري مخزونهم الفكري، وينطلقوا في رحاب واسعة من الإبداع في هذا الفن الراقي.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©