برلين (وكالات) ـ أكدت المستشارة الألمانية انجيلا ميركل، التي شبهها الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز بمؤسس إسرائيل ديفيد بن جوريون، «دعمها لجهود» وزير الخارجية الأميركي جون كيري لإيجاد حل للنزاع بين الإسرائيليين والفلسطينيين. فيما اشترطت لجنة المخصصات في الكونجرس الأميركي في قانون جديد توقف التحريض ضد إسرائيل لاستمرار تدفق المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية.
وفي رسالتها الأسبوعية المتلفزة عبر الإنترنت، قالت ميركل أمس: «نحتاج بأسرع ما يمكن لحل مستقر قائم على أساس دولتين، واحدة يهودية لإسرائيل وفي نفس الوقت وضع دولة بالنسبة للفلسطينيين». ورحبت ميركل باتفاق الإطار الجديد بين الجانبين وقالت إنه «ليس لإسرائيل ولا الفلسطينيين مستقبل مجد من دون مثل هذا الاتفاق». «مذكرة بان ألمانيا» ولأسباب تاريخية التزمت دعم إسرائيل وحقها في الوجود بات احد أسس سياستها الخارجية». وقارن الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز في مقابلة مع صحيفة ألمانية نشرت أمس بين المستشارة الألمانية إنجيلا ميركل ومؤسس دولة إسرائيل ديفيد بن جوريون، معتبرا أن الاثنين تمكنا من الحفاظ على نقاوتهما.
واعتبر بيريز في حديثه مع صحيفة «سودتشي تسايتونغ» الصادرة في ميونيخ في جنوب ألمانيا أن ميركل «جديرة بالثقة وهي غاية في الجدية وهذا أمر ثمين». وتابع بيريز «أن ديفيد بن غوريون كان نابغة يتمتع بميزات استثنائية. واكثر ما أعجبني فيه انه حافظ على نقاوته ولم يكن يوما ساخرا. أن المستشارة تملك القيم نفسها. العمل في السياسة والحفاظ على النقاوة إنجاز رائع».
وانتقد بيريز التهديدات بفرض عقوبات على اسرائيل بسبب مواصلة سياسة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة.وقال «إن الذي يهدد اليوم أو تراوده فكرة فرض عقوبات لا يفعل سوى تأزيم الأمور. إن العقوبات حماقة.
لقد قامت ألمانيا وأوروبا حتى الآن بمساعدتنا ودعمنا. إن العقوبات غير مناسبة، في حين أن الدعم يتيح قيام الثقة». يذكر أن الاتحاد الأوروبي لا يعترف بالمستوطنات المقامة على الأراضي الفلسطينية كمناطق إسرائيلية ويعتزم مستقبلا فرض جمارك منتظمة على المنتجات الواردة منها وعدم منحها التسهيلات المالية المكفولة للبضائع الإسرائيلية. وقالت المستشارة الألمانية أنها ستدعم الجهود التي يقوم بها وزير الخارجية الاميريكي جون كيري من اجل تحقيق السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين خلال زيارتها لإسرائيل اليوم.
من جانب آخر تعتزم ألمانيا تمثيل إسرائيل قنصليا في الدول التي ليس لإسرائيل فيها قنصليات. ومن المنتظر التوقيع على اتفاق بهذا الشأن خلال الزيارة التي ستقوم بها ميركل ومجلس الوزراء الألماني لإسرائيل.
وفي مقابلة مع صحيفة «نويه اوسنابروكر تسايتونج» الألمانية الصادرة يوم أمس (السبت)، قال ياكوف هاداس هاندلسمان السفير الإسرائيلي في برلين، إن الرعايا الإسرائيليين في الدول التي ليس لإسرائيل فيها مقر دبلوماسي ستتاح أمامهم إمكانية اللجوء إلى طلب المساعدة من المقرات الدبلوماسية التابعة لألمانيا في هذه الدول والعكس.
ويخيم على أجواء زيارة ميركل لإسرائيل الخلاف بين تل أبيب والاتحاد الأوروبي بسبب المقاطعة الأوروبية للمنتجات الإسرائيلية المصنعة في الأراضي الفلسطينية.
من جهة أخرى كشفت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي، عن مصادقة لجنة المخصصات في الكونغرس الأميركي على قانون جديد تشترط فيه اللجنة استمرار تدفق المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية بتوقف التحريض ضد إسرائيل في مؤسسات السلطة الفلسطينية المختلفة أو على الأقل تخفيفها بشكل ملموس.
وأضافت القناة الإسرائيلية أن «المساعدات المالية الأميركية السنوية للسلطة الفلسطينية تقدر بمئات الملايين من الدولارات، حيث يشترط القانون الجديد تقديم هذه المساعدات بتلقي تقارير موثوقة تشير إلى وجود انخفاض ملموس في معدل التحريض.
وذكرت القناة الإسرائيلية نقلاً عن مصادر مطلعة في الكونجرس الأميركي أنها تتوقع مرور القانون بغالبية ساحقة خلال تصويت الكونغرس القريب عليه.
من جهته، رحب وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي يوفال شطاينتس على تقديم هذا القانون، قائلاً: إنه قد التقى مع أعضاء في الكونغرس وشكرهم على هذا القانون المعد لإيقاف تحريض مؤسسات السلطة الفلسطينية على إسرائيل، معبراً عن اعتقاده في أن اشتراطا كهذه سيساهم في إيقاف السلطة الفلسطينية تحريضها أو على الأقل التخفيف منه بشكل كبير. وكانت إسرائيل قد رفضت مؤخراً عرضاً من السلطة الفلسطينية بإعادة تشكيل ما كان يعرف بلجنة التحريض والتي توقفت عن الانعقاد في أعقاب انتفاضة الأقصى.
عدد اليوم
