«أنغام من الشرق» أعاد للمقام العراقي تألقه

حمل المقام العراقي أنغامه الشجية إلى أبوظبي لينعم بالدفء والمحبة والأمان، فقد أحيا الفنان الكبير حسين الأعظمي وفرقته على مسرح الظفرة في المجمع الثقافي أول أمس الجمعة الأمسية السادسة من مهرجان «أنغام من الشرق» الذي تنظمه هيئة أبوظبي للثقافة والتراث. والمقام العراقي لون من الغناء القديم تصاحبه الآلات الموسيقية، وهو تراث موسيقي يعتمد على الارتجال في الغناء والعزف على مختلف السلالم الموسيقية التقليدية بطريقة مضبوطة. وتعود تسمية هذا اللون بـ «المقام» إلى أن أصله ديني ومرتبط بحلقات الذكر والأولياء والصالحين، لكن المعروف اليوم أنه يجمع بين الأغاني الدينية والدنيوية، ويقتصر الأداء الديني على الغناء بدون آلات موسيقية كما في المولد والتواشيح. بدأت الفرقة حفلتها بمعزوفة تمهيدية وكأنها تهيئ مطرب المقام العراقي حسين الأعظمي ليصدح بصوته الجهوري معيدا إلى ذاكرة الحضور صورا من المجد القديم الذي برع به رائد هذا اللون المطرب الراحل ناظم الغزالي، لكن الأعظمي يمتاز عن أستاذه بدراسته العليا وتحصيله أرقى الشهادات في العلوم الموسيقية الشرقية والغربية، كما أنه ساعد على انتشار فنه الفريد الرائع في العالم حين غنى المقام العراقي في أكثر من سبعين بلدا، ونال العديد من الأوسمة والجوائز، ومنها جائزة الإبداع الكبرى في العراق، إضافة إلى أن وزارة الثقافة العراقية منحته لقب «سفير المقام العراقي» سنة 2003، وقد نال في السنة ذاتها جائزة الماستر بيس AL Masterpiece العالمية من منظمة اليونسكو عن بحوثه وغنائه، كما تم إدراج اسمه في موسوعة أعلام القرن العشرين في العراق. قدم الأعظمي وفرقته عددا من الأغاني وتنقل بين أكثر من مقام (نهوند، رست، سيكاه...) بعضها باللهجة العراقية وبعضها الآخر بالشعر الفصيح.