السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحرب السريلانكية: جهود الإغاثة في «إقليم التاميل»

الحرب السريلانكية: جهود الإغاثة في «إقليم التاميل»
10 مايو 2009 01:03
عجلت الزيادة الكبيرة في أعداد لاجئي الحرب السريلانكية الدائرة في إقليم التاميل، بمضاعفة جهود الإغاثة المبذولة لتوفير احتياجات ما يزيد على 190 ألف لاجئ تاميلي، رغم أن هذه الحرب قد بلغت مرحلتها النهائية الحاسمة تقريباً. ففي الليل تعمل الجرافات على تنظيف مزيد من مساحات الأراضي الصالحة لبناء مدن الخيام الممتدة، والتي تشيد أثناء ساعات النهار في الأراضي المنبسطة الواقعة شمالي سريلانكا، حيث تحاصر قوات الجيش مقاتلي نمور التاميل في ذلك الشريط الساحلي الضيق. وبفعل تدفق مزيد من لاجئي الحرب، يبدي عمال الإغاثة والناشطون الاجتماعيون وكذلك الساسة التاميليون، قلقهم من تدهور الأوضاع في المخيمات، وكذلك الجداول الزمنية التي حددتها الحكومة لعودة اللاجئين إلى بيوتهم وقراهم. ويقول المنتقدون إن مخيمات اللجوء الطارئة التي أقيمت بسبب الحرب، تحولت إلى معسكرات اعتقال ممتد زمنياً بمباركة ودعم المانحين الأجانب. فقد تم عزل اللاجئين عن أسرهم وذويهم، ثم منعوا من مغادرة المخيمات لأسباب أمنية. وفوق ذلك تلقى أكياس المواد الغذائية على الجموع المحتشدة الجائعة داخل المخيمات من الطائرات، ما يؤدي إلى حالة من التدافع والفوضى وحث سلوكيات العنف بينهم. كما يعرب عمال الغوث عن قلقهم إزاء ضعف الإطار البيئي داخل المخيمات، وتفشي أمراض سوء التغذية بين الأطفال، إضافة إلى ضعف خدمات الرعاية الصحية المقدمة للاجئين. ففي الشهر الماضي أدخل إلى مستشفى عمومي في بلدة "فافونيا" الأكثر ازدحاماً باللاجئين، حوالي 800 مريض في أسبوع واحد، مع العلم أن أعداداً مماثلة من المرضى تكرر إدخالها لتلقي العلاج بالمستشفى مرات عديدة سابقة، حتى أصبح الأمر مألوفاً لذلك المرفق الصحي. فليس هناك طعام كاف، ولا يستطيع الناس النوم بسبب صدمة الحرب النفسية التي تعرضوا لها، على حد قول "فيراسنجهام آنانداسنجاري" المحامي المعارض، والذي يمثل قانونياً مواطني إحدى المناطق الشمالية من البلاد. غير أن مسؤولي الأمم المتحدة والمسؤولين الحكوميين يقولون إن الأوضاع قد بدأت بالتحسن البطيء تدريجياً، بفضل تدفق مزيد من المساعدات الإنسانية الخارجية، والتي يتوقع لها أن تحل محل جهود الغوث المحلي. كما أطلق سراح عدد من المعتقلين السياسيين، إلى جانب تحرير موظفي الأمم المتحدة المحليين الذين كان قد سبق اعتقالهم أثناء المواجهات المسلحة. إلى ذلك لاحظ المسؤولون الحكوميون والدوليون، أن معدلات توزيع المساعدات الغذائية للاجئين قد ارتفعت كثيراً. غير أن عدد اللاجئين وسوء الأوضاع التي يعيشونها، لا يزالان يثيران القلق. ذلك ما أقرّ به "نيل بوني" رئيس بعثة الأمم المتحدة في سريلانكا بقوله: لا يزال هؤلاء اللاجئون يواجهون ظروفاً صعبة وخطيرة. فقلما ترى مدنيين قادمين من منطقة النزاعات المسلحة، بكل هذا القدر المهول من الإصابات البدنية! على صعيد آخر يلاحظ حظر السلطات السريلانكية دخول الصحفيين المستقلين، لأسباب أمنية فيما يبدو. كما حظرت السلطات دخول الصحفيين إلى المناطق التي تأوي مصابي الحرب في عدة مواقع من إقليم التاميل. ونتيجة لاستجابة السلطات لتصاعد ضغوط ونداءات المجتمع الدولي، سمحت سريلانكا بدخول مزيد من المساعدات الغوثية الإنسانية إلى مخيمات اللاجئين، لكنها أبقت على مواقع الحرب مغلقة في وجه عمال الإغاثة والصحفيين تحت كل الأحوال. فليس مسموحاً بدخول تلك المواقع إلا لعمال لجنة الصليب الأحمر الدولي. والمعروف عن السلطات السريلانكية رفضها لعدة نداءات دولية بوقف الحرب الدائرة ضد مقاتلي التاميل، بما فيها النداء الذي وجهه يوم الثلاثاء الماضي بان كي مون، أمين عام الأمم، المتحدة إلى الرئيس السريلانكي ماهيندا راجباكسا. ومما يزيد جهود الإغاثة تعقيداً عدم معرفة عمال الغوث بالجداول الزمنية الخاصة بوصول مزيد من اللاجئين إلى المخيمات. فمن ناحيته يؤكد الجيش اقترابه من سحق مقاتلي جبهة "نمور التاميل" الذين يمنعون المدنيين من مغادرة معقلهم المتضائل باستمرار، إضافة إلى ممارسة التجنيد الإجباري للمدنيين في صفوفهم، كما تقول التقارير الإخبارية المبثوثة عن الإقليم. ومن جانبها تقدر الأمم المتحدة عدد المحاصرين في منطقة الحرب بما يتراوح بين 50 و100 ألف. أما الذين تمكنوا من الفرار والنجاة، فتبدو عليهم مظاهر الإعياء والجوع والصدمات النفسية، بسبب مضي شهور متصلة من تعرضهم للقصف المدفعي والجوي العنيف، مع استمرار بقائهم على ما لا يسد الرمق. وهذا ما يؤكده عمال الإغاثة بقولهم إن أعراض سوء التغذية تبدو أكثر حدة في القادمين حديثاً من مناطق الحرب، مقارنة بأولئك الذين قدموا مبكراً إثر عمليات إخلاء المنطقة التي جرت هناك. ولعل نقص مياه الشرب الصالحة، يمثل الهاجس الأكبر لعمليات الغوث هذه. فمن رأي "ميلاني بروكس"، الناطقة باسم منظمة "كير" العالمية، التي زارت مخيمات اللاجئين يوم الخميس الماضي، أن مشكلة المياه هي الهم الرئيسي، خاصة مع اقتراب موسم الجفاف، مع العلم أن سريلانكا ظلت تعاني نقصاً في المياه حتى تحت أحسن الظروف والأحوال. إلى ذلك تتهم جبهة "نمور التاميل" الحكومة بتعمد منع وصول الأغذية والأدوية إلى مناطق الحرب، بدليل أن شحنة واحدة فحسب من المساعدات الإنسانية المقدمة من قبل لجنة الصليب الأحمر الدولي، وصلت إلى الإقليم في الشهر الماضي، مع أن وزنها لا يزيد على 30 طناً فحسب. وسواء في مناطق النزاع المسلح أم في المخيمات التي يقيم فيها اللاجئون، فلابد من زيادة حجم المساعدات الغوثية، في سبيل تخفيف المعاناة عن المواطنين. ذلك هو رأي "إرين جيتس"، وهي عاملة إغاثة تعمل في بلدة "فافونيا" عن منظمة "وورلد فيجن". سايمون مونتليك - سريلانكا ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©