تطبيقات ذكية بأيدٍ مواطنة

السيد سلامة (أبوظبي) - أنجزت فرق طلابية من كليات التقنية العليا مشاريع بحثية لتطبيقات ذكية باستخدام الهواتف المتحركة، شملت أكثر من 43 تطبيقاً علمياً بمشاركة 250 طالباً وطالبة بالكليات على مستوى الدولة، وركزت هذه المشاريع على تلبية احتياجات الحكومة الذكية من الخدمات المقدمة في مختلف الوزارات والهيئات، والتي تستهدف توفير الوقت والجهد على المراجعين وتقديم منظومة خدمات فائقة الجودة لهم. وأكد الدكتور طيب كمالي مدير مجمع كليات التقنية العليا لـ «الاتحاد» أنّ إنجاز هذه المشاريع التطبيقية يأتي في إطار استراتيجية الكليات المعتمدة على مفهوم «التعلم بالممارسة»، والذي يعتبر إحدى الركائز الأساسية لبيئة التعليم في الكليات، والتي تجمع بين المحتوى العلمي والتطبيقي الذي تتوجه من خلاله خبرات أعضاء هيئات التدريس والطلبة لخدمة المجتمع المحلي ومؤسساته المختلفة. وأشار إلى أنّ كليات التقنية العليا تزخر بكفاءات تدريسية متميزة بإبداعاتها العلمية والتقنية، في مختلف المجالات والتخصصات المطروحة بها مثل المجال الصناعي والهندسي والإلكترونيات الدقيقة وتقنية المعلومات، وغيرها من التخصصات التي تمثل ركيزة أساسية في النهضة التنموية التي تشهدها الدولة، وأولت الكليات عناية كبيرة للبحث العلمي، بتوجيهات من معالي محمد حسن عمران الشامسي رئيس كليات التقنية العليا الذي يحرص على أن تكون الكليات في مصاف مؤسسات التعليم العالي المرموقة في الدولة والمنطقة، وأن يكون خريجوها في صدارة الطلب من قبل سوق العمل في الدولة. قاعدة وطنية وكشف الدكتور حمد عيضابي مشرف تقنية المعلومات في الكليات لـ «الاتحاد» عن أنّ مشاريع التطبيقات الذكية التي أنجزها طلاب وطالبات الكليات تعتبر إضافة نوعية نحو بناء قاعدة وطنية من الكوادر المتخصصة في هذا المجال الحيوي، حيث شجعت الكليات قطاعات كبيرة من الطلبة على الانخراط في هذا المشروع، وقدمت لهم دعماً علمياً، بالإضافة إلى الإرشاد الأكاديمي المتخصص من قبل أعضاء هيئات تدريس بارزين، ونظمت لهم الكليات ورش عمل تطبيقية تناولت آليات البحث العلمي واختيار الموضوعات التي يمكن توجيه البحوث التطبيقية نحوها. كما نظمت الكليات لقاءات موسعة مع مسؤولين في الوزارات والهيئات الحكومية بمشاركة الفرق الطلابية، وقدّم ممثلو الوزارات مقترحات بشأن التطبيقات الذكية المطلوبة لكل وزارة والمرتبطة بإنجاز خدمات للمراجعين، وشارك الطلاب والطالبات في مناقشات علمية ممتدة حول هذه المقترحات، كما تولت لجان علمية مختصة من أعضاء هيئات التدريس والطلبة صياغة هذه المقترحات في صورة مشاريع قابلة للتطبيق، ومن هُنا جاءت أفكار الطلبة التي خرجت للنور في صورة تطبيقات ذكية قدمتها هذه الوزارات والهيئات ضمن مشاريعها نحو التحول إلى الحكومية الإلكترونية. تطبيقات الذكية وأوضح الدكتور عيضابي أنّ برامج إعداد الطلبة لهذه المشاريع شملت إكسابهم المهارات اللازمة لإنجاز تطبيقات في الحاسب الآلي، والبرمجة، وإدارة نظم المعلومات، وتكنولوجيا الشبكات، والنظم المؤسسية التقنية، والمحاكاة، ومن هنا جاءت قوائم مشاريع التطبيقات الذكية شاملة لمنظومة واسعة من التطبيقات من بينها: مشروع «جوازي»، وهو عبارة عن ابتكار لتطبيق ذكي يسمح للمواطنين بتجديد جواز السفر عبر استخدام برنامج بالهاتف النقّال وشاركت في هذا المشروع الطالبات عائشة عبدالله، وإيمان راشد، وفاطمة إبراهيم، وعفراء خادم من كلية العين للطالبات. ومشروع «فزعة»، قدمه فريق طلابي من كلية العين ضمّ أحمد محمد المنصوري، وعمر عبدالله الرميثي، وإبراهيم يوسف الحمادي، ومحمد المريخي، وتقوم فكرة هذا التطبيق الذكي على استخدام الموبايل للاستعانة بالنجدة أو الطوارئ أو من يحدده صاحب الموبايل من أعضاء أسرته أو أصدقائه ليكونوا في نجدته عند حدوث أي طارئ، ويتم تزويد هذا البرنامج بالأماكن التي سيقصدها صاحب الموبايل والإحداثيات المكانية لها، وعند حدوث أي طارئ يستطيع طلب النجدة من خلال تطبيق ذكي عبر هاتفه المتحرك. بصمة عين كما ابتكر فريق طلابي من كلية العين ضمّ إبراهيم الحمادي، ومحمد أحمد سعيد تطبيقاً ذكياً عبارة عن «بصمة عين» يتم تسجيلها عن طريق الهاتف المتحرك، وتكون هذه البصمة مرتبطة ببرنامج يتم من خلاله تخزين بيانات بطاقة الهوية، ويستدعي البرنامج بيانات هذا الشخص الذي التقطت صورة بصمة عينه بمجرد تشغيل البرنامج، كما ابتكر فريق من طالبات كلية دبي ضمّ سارة نقي، وسهيلة جمعة، وشيماء الصفّار، وعائشة المهيري برنامج «تنمية»، وهو برنامج متخصص في تقديم الإرشاد الوظيفي والمهني للمواطنين الباحثين عن عمل من قبل هيئة تنمية، ويحمل هذا البرنامج معلومات إلكترونية، ويقدم تطبيقات ذكية تعزز من قدرة راغبي العمل في التعرف على قطاعات وظيفية ذات طلب كبير في سوق العمل. وقدّم فريق من طالبات كلية الشارقة ضمّ مروة آل علي، وأمل إبراهيم، وجواهر الشامسي، وفاطمة الطنيجي، وحصة السركال مشروعاً لبرنامج ذكي لدعم مبادرة «أبشر» التي تستهدف تشجيع المواطنين على الالتحاق بالعمل في القطاع الخاص، ويساعد هذا التطبيق الذكي الراغبين في العمل في القطاع الخاص على تكوين صورة شاملة حول طبيعة العمل في المؤسسات الخاصة، ويجيب على استفساراتهم المتعلقة باللوائح والنظم التي تكفل حقوق المنتسبين لهذا القطاع. المدرسة للجميع وابتكر فريق من طالبات كليات الشارقة ضمّ فاطمة المرزوقي، ومنال المازمي، وأسماء الشامسي، وخولة آل علي برنامجاً ذكياً بعنوان «المدرسة للجميع»، ويهدف البرنامج إلى تقديم خدمات شاملة لأولياء الأمور حول معايير القيد والقبول في المدارس التي يرغبون في إلحاق أبنائهم بها، مع توفير تطبيقات ذكية توفر الجهد والوقت، وتمكن ولي الأمر من إنجاز عملية التسجيل بصورة دقيقة وفعّالة، وقدّم فريق من طالبات كلية الشارقة أيضاً تطبيقاً عبارة عن برنامج لرعاية ذوي الاحتياجات الخاصة يطلق عليه «رعاية»، ويعمل هذا البرنامج على تجديد قاعدة البيانات الخاصة بهذه الفئة مع بيان الخدمات المقدمة لهم من وزارة الشؤون الاجتماعية وكيفية الحصول على مثل هذه الخدمات والتواصل مع الجهات المعنية، وشاركت في هذا الفريق الطالبات خولة آل علي، ومنال الكعبي، ونورة خلف، ونورة عبيد، وموزة راشد، وعائشة عسكر. كما نجح فريق ضمّ الطالبين حمد ذياب، وعيسى المسماري من كلية دبي، في ابتكار برنامج «بلادي» الذي يتضمن مجموعة تطبيقات ذكية في حزمة واحدة، وذلك بالتعاون مع وزارة الداخلية، ويقدم هذا البرنامج خدمات ذكية للشخص في حال تعرضه لأي مشاكل على الطريق أو فيما يتعلق بالمشاكل المرورية. الحافظة الإلكترونية ابتكرت الطالبات عفراء البلوشي، ودانة مراد، ومريم محمد العامري، وريم محمد، وسارة أحمد برنامج «متابعة البناء» بالتعاون مع برنامج الشيخ زايد للإسكان، و تمّ تزويد هذا البرنامج بتطبيقات ذكية تمكن مستخدمه من متابعة عملية البناء التي تتم في مسكنه ومراحل الإنجاز اليومي، وابتكر فريق مشترك من كلية دبي للطلاب ضمّ مروان الحوسني، وسعيد السويدي، وكلية دبي للطالبات بمشاركة آمنة أحمد، وعزة راشد، وإيمان أحمد، وميرا عبدالله، برنامج «حافظتي الإلكترونية»، وهو أحد التطبيقات الذكية التي تمثل نقلة نوعية في استخدامات الهاتف المتحرك، ويتيح هذا التطبيق الذكي للمستخدم الوصول إلى منظومة واسعة من الخدمات الإلكترونية المتعلقة بالبيع والشراء، ومتابعة حالة الأسهم وإنجاز معاملات تجارية، وغيرها. برنامج استعادة بشأن صلاحية المنتجات وقدّم فريق من طلاب كلية الشارقة ضمّ حمد عبيد الشامسي، ومبارك صالح، وحمد إبراهيم، وعبدالله السويدي، وحميد محمد عبدالله تطبيقاً ذكياً لبرنامج يطلق عليه «استعادة»، وذلك بالتعاون مع وزارة الاقتصاد، ويركز البرنامج على تنمية الوعي لدى المستهلكين بشأن صلاحية المنتجات والسلع الاستهلاكية التي يستخدمها كل منهم، ويمكن البرنامج المستهلك من التعامل بصورة مباشرة وسريعة مع أية إخطارات تتعلّق بانتهاء صلاحية مثل هذه السلع أو وجود مشاكل ترتبط بضعف جودتها، إذ يتم تنبيه الجمهور بصورة عاجلة وعبر توظيف تقنيات ذكية من خلال الهواتف المتحركة تتيح لهم التوقف عن استهلاك مثل هذا المنتج بعد تأكد الجهات المعنية في الوزارة من انتهاء الصلاحية الخاصة به.