اردوجان يحذر القضاة الأتراك من معارضة الإصلاح الدستوري

حذر رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان أمس القضاة في تركيا من معارضة خطط الإصلاح الدستوري. وقال “إن القضاة هم الذين يخالفون مبدأ الفصل بين السلطات من خلال خوضهم في الجدال السياسي”، وأضاف أمام البرلمان “يجب أن يكفوا عن التدخل في عمل السلطتين التنفيذية والتشريعية”. وكان قضاة كبار شاركوا في موجة الانتقادات الموجهة الى الإصلاحات التي قدمها “حزب العدالة والتنمية” الحاكم والتي من شأنها أن تمنح رئيس الجمهورية مزيدا من السيطرة على تعيين قضاة المحكمة الدستورية وأن تزيد صعوبة حظر الأحزاب السياسية وتتيح محاكمة الأفراد العسكريين أمام القضاء المدني لا القضاء العسكري. وقال أحد القضاة “إن التغييرات تنتهك مبدأ الفصل بين السلطات”. وتأمل الحكومة في تقديم مجموعة التعديلات الى البرلمان الأسبوع المقبل، لكنها تفتقر الى أغلبية الثلثين اللازمة لتعديل الدستور ما لم تنل تأييد أحزاب أخرى. وقد هددت بالدعوة الى استفتاء عام لاقرار التعديلات ما لم يقرها البرلمان. وكشف استطلاع للرأي نشرت نتائجه امس عن تأييد غالبية الشعب التركي إجراء حزمة إصلاحات دستورية صاغتها الحكومة ومعارضتهم بوضوح وقوع انقلابات عسكرية وإغلاق الأحزاب. في وقت رأى خبراء قانونيون بارزون أن رئيس أركان الجيش التركي الجنرال إيلكر باسبوج تدخل مجدداً في أعمال السلطة القضائية للتأثير على القضاة وممثلي الادعاء العام في عدد من التحقيقات الجارية ضد أعضاء في الجيش. وقالت صحيفة (توادي زمان) على موقعها الإلكتروني إن استطلاعاً يحمل عنوان “بحث الأجندة السياسية” أجرته مؤسسة “بول مارك” وشمل 5039 شخصاً، اظهر أن 58% ممن شملهم المسح يعتقدون أن تركيا بحاجة إلى دستور مدني في مقابل معارضة 20%. وأضافت “أن المسح اظهر تأييد 41,5% من المشاركين لحزمة الإصلاح الدستوري في حال طرحها لاستفتاء مقابل معارضة 28,2%”. كما أظهر المسح تراجع الثقة بشكل كبير في القوات المسلحة التركية ورفض 70% وقوع انقلاب عسكري ضد الحكومة، ومعارضة 63% رفع قضية لإغلاق حزب العدالة والتنمية. ونقلت (توادي زمان) عن المدعي العام السابق ساسيت كاياسو قوله “إن القانون الجنائي العسكري لا يسمح لأفراد القوات المسلحة بالإدلاء ببيانات عن قضايا سياسية وتصريحات تنطوي على تدخل في أعمال السلطة القضائية، وانه ربما يرفع ممثلو الادعاء العام قضية ضد رئيس الأركان لتدخله في شؤون القضاء”. وذكرت الصحيفة أن باسبوج أعرب مجدداً في مقابلة مع صحيفة (فاتان) الأحد الماضي عن تأييده القوي لقائد الجيش الثالث الجنرال سالدراي برك الذي يواجه اتهامات بالتورط في أعمال إرهابية رغم عدم إسقاط أي من التهم بحق المشتبه به حيث يتواصل التحقيق في القضية.