«شكراً بابا» تروّج لعلاقة سويّة بين البيئة والطفل

احتضنت خشبة مسرح قصر الثقافة في الشارقة مساء أمس الأول مسرحية “شكرا بابا” الموجهة للأطفال وذلك ضمن برنامج “اضاءات ثقافية” الذي تنظمه هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة بالتعاون مع جمعية الشارقة للفنون الشعبية والمسرح، من أجل الترويج للحملة البيئية الرابعة لمرتادي المناطق البرية. شهد المسرحية هنا سيف السويدي مدير عام هيئة البيئة والمحميات الطبيعية في الشارقة، وسعيد مصبح الكعبي مدير منطقة الذيد التعليمية، بالإضافة إلى حشد كبير من الأطفال الذين تفاعلوا مع أجواء وتنويعات وتفاصيل العرض المسرحي. بدأ البرنامج بكلمة هنا سيف السويدي قالت فيها “نلتقي في هذا الصرح الثقافي والمعلم الحضاري لتأكيد التزامنا المسؤول للاستفادة من كافة الوسائل المتاحة لإيصال رسالتنا البيئية تحقيقاً لهدفنا الاستراتيجي في تجسيد الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة راعي مسيرتنا في الحفاظ على نظم البيئة البرية”. وأشارت السويدي إلى أن عرض مسرحية الأطفال “شكرا بابا” يأتي ضمن برنامج إضاءات ثقافية في البيئة البرية كأحد المفاصل المهمة في خطة حملة التوعية البيئية الرابعة لمرتادي المناطق البرية في الشارقة، وأضافت “ إن اختيارنا لهذه المسرحية بالذات أتى من خلال تركيزها على جوانب العلاقة البشرية مع نظم البيئات الطبيعية، وملامستها لقضايا الحفاظ على التنوع الحيوي، والتنبيه بمخاطر العلاقة غير الرشيدة مع الموارد البيئية، وأثر ذلك على حياة الإنسان، وكذلك لاحتواء المسرحية على رسائل و إرشادات مهمة لتنمية الوعي البيئي لدى الطفل”. تم بعدها عرض المسرحية التي حازت جوائز وإشادات نقدية خلال مشاركاتها المحلية والعربية العديدة، وهي من تأليف وإخراج مرعي الحليان، وتمثيل كل من عبدالله بوعابد وفاطمة البلوشي، ونواف المطروشي، وذيب داوود، ومروة خميس، ومحمد المصلحي ومن إنتاج فرقة المسرح الحديث التابعة لجمعية الشارقة للفنون الشعبية، وتمحورت فصول المسرحية حول قصة أب يحاول إقناع أبنائه بضرورة التصالح مع البيئة معتمدا على حيلة افتراضية، تقحم أبنائه لأداء ادوار لحيوانات ومفردات في البيئة كانوا قد تعرضوا لها بالإيذاء.. يعيش الأبناء وهم يؤدون ادوار الخروف والكلب والحمار والعصفور والشجرة تحت ضغوط قوية من الأب، الذي يقوم بتقليدهم في إيذاء مفردات الطبيعة من حياة وجماد، يتقمص الأبناء الأدوار ويعيشون معاناة وعذابات البيئة المستلبة والمتضررة، وحينما يقررون الفرار والخلاص من هذا الجحيم، يجدون أنفسهم وقد سقطوا في دوامة الوهم، وهم المسرح، ووهم التشخيص، إلى أن يهتدون إلى كلمة الاعتذار،، فيعتذرون عن أخطائهم تجاه البيئة ويعدون والدهم بعدم العودة الى أفعال سلبية تضر بالبيئة الفطرية والحياة الطبيعية التي تأثرت كثيرا بتدخلات الإنسان وبجشعه، وهوسه التخريبي الذي لا ينتهي. يذكر أن مسرحية شكرا بابا عرضت للمرة الاولى في اطار مهرجان الامارات لمسرح الطفل في شهر مايو 2010 وحصلت على الجائزة الكبرى كأفضل عمل مسرحي متكامل، كما حصلت على جائزة الاخراج وجائزة لجنة التحكيم التقديرية للفنان عبدالله بوعابد وجائزة افضل ممثل دور ثان للممثل نواف المطروشي .