التعافي كلمة لها جمال وجاذبية خاصتان بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من مرض نفسي أو إدمان. لكن ما هي دلالتها الجديدة بالنسبة لأطباء وعلماء النفس؟ كان هذا هو السؤال الذي حاول خبراء في مختلف أنحاء أميركا الإجابة عنه من خلال إطلاقهم مشروعاً يستغرق تنفيذه سنةً واحدةً كان الهدف الوحيد والأوحد منه هو إيجاد تعريف موحد لكلمة «التعافي» لمساعدة الأطباء والاستشاريين وصناع القرار العاملين في ميدان الصحة على اتخاذ قرارات تنعكس إيجاباً على الصحة العامة للمواطنين وتخدم العلاقة بين المرضى والمعالجين.
وبعد سنة كاملة من البحث والدراسة، تمخضت جهود هؤلاء الخبراء إلى التعريف الآتي»التعافي هو مسار تغيير يشهد خلاله الفرد تحسن حالته الصحية ويشعر بارتياح أكبر ويستشعر قدرةً على توجيه حياته الوجهة التي يبتغيها».
وأُعلن هذا التعريف الجديد في إدارة خدمات الإدمان والصحة النفسية. وعلقت الباحثة باميلا هايدي المسؤولة عن هذه الإدارة بالقول «هذه خطوة مهمة وذات دلالة بالغة من حيث قدرتها على زيادة الوعي العام وجعل عموم المواطنين يدركون حقاً أهمية التعافي ويقدرون قيمته أكثر حتى يُشيعوا أهمية دعم هذه الخدمات ويجعلون مفهوم التعافي واقعاً ملموساً يتفاعل معه ملايين الأميركيين ويستفيدون منه».
وفي السياق ذاته، قام باحثون من مبادرة الدعم الاستراتيجي وخبراء صحة نفسية آخرون بتوضيح مفهوم «التعافي» كما أعلنته إدارة خدمات الإدمان والصحة النفسية عبر تقسيمه إلى أربعة أبعاد هي:
? الصحة: تجاوز عائق صحي أو حُسن إدارة المرض، وتبني نمط حياة صحي على المستويين البدني والعاطفي.
?البيت:وجود مكان مستقر وآمن للعيش فيه.
? الهدف: القيام بأنشطة يومية مهمة مثل العمل والدراسة، والمشاركة في أعمال تطوعية، والاهتمام بأفراد الأسرة أو أحد الأقارب، والاستقلالية، والتوفر على دخل وموارد للمشاركة في المجتمع.
? المجتمع: التوفر على علاقات وشبكات اجتماعية للاستفادة من فوائدها المتمثلة في الدعم والصداقة والحب والأمل.
وتشرح الوثيقة التعريفية لمفهوم التعافي التي أتيح الاطلاع على محتواها للجمهور قاطبةً من أجل إبداء آرائهم حول المبادئ التوجيهية التي جاءت في طياتها والتي تؤسس لأبعاد جديدة لمفهوم التعافي من وجهة النظر الفردية والاجتماعية ومن حيث كونه يتحقق عبر مسارات مختلفة ومتعددة.
عن «واشنطن بوست»
عدد اليوم
