الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

البشير : لا تفاوض مع متمردي «قطاع الشمال»

16 فبراير 2013 00:38
الخرطوم (وكالات) - قال الرئيس السوداني عمر البشير، إن بلاده لن تتخلى لجنوب السودان عن «شبر واحد» من منطقة الميل 14، ورفض أي تفاوض مع متمردي قطاع الشمال، وحذَّر من فرض أي تسويات من جهات خارجية حول المنطقتين الملتهبتين، ولايتي النيل أزرق وجنوب كردفان وكذلك حول منطقة أبيي الغنية بالنفط المتنازع عليها مع دولة الجنوب الوليدة. وجدد البشير خلال مخاطبته مجلس شورى الحزب الحاكم (المؤتمر الوطني) أمس ، تمسُّك الخرطوم بنصوص اتفاقات التعاون مع جنوب السودان في سبتمبر الماضي بأديس أبابا، معلناً عدم تقديم أي تنازلات في أي موضوعات تم التوقيع عليها متهما جوبا بالتراجع عن تنفيذ اتفاقية الحدود. وقال البشير إنه «لا مجال للتخلي عن شبر واحد من منطقة الميل 14 والتي تم تحديدها في الاتفاق»، وأضاف أنه «لا تراجع كذلك للحديث عن ترسيم المناطق المدعاة إلا بعد الفراغ من الحدود المتفق والمتنازع عليها بين البلدين». وقطع البشير الطريق أمام أي حديث بشأن الحل النهائي لمنطقة أبيي قبل تنفيذ بنود البروتوكول الخاص بالترتيبات الانتقالية لأبيي وتشكيل المؤسسات المدنية، موضحاً أن التقرير النهائي بشأن الحل يخص رئيسي البلدين فقط. وأعلن رفض أي حلول مفروضة من الخارج سواءً الوساطة أو مجلس السلم الأفريقي أو مجلس الأمن الدولي. وحول مستقبل المنطقتين قال الرئيس السوداني، إن حلّ قضية ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق يكمن في تنفيذ بروتوكول المنطقتين والترتيبات الخاصة بالمشورة الشعبية. وأشار إلى أن المسلحين من أفراد الجيش الشعبي ستتم معالجة أوضاعهم وفقاً لبرنامج التسريح وإعادة الدمج، رافضاً الحديث عن إعادة التفاوض مع قطاع الشمال أو غيره لتحديد مستقبل المنطقتين، وشدد على رفض أي حلول خارجية تفرض على الحكومة للتفاوض مع حملة السلاح في السودان، وزاد: «نحن أحرار ونملك قرارنا». وطالب البشير الأحزاب بالاستعداد المبكِّر للانتخابات العامة بعد عامين، ودعاها لعقد مؤتمراتها ومجالس شورتها، حتى لا تدعي عدم الجاهزية عندما تطرح المفوضية برنامج الانتخابات.وأكد أن حزب المؤتمر الوطني (الحاكم) «جاهز اليوم وغداً وفي أي وقت للانتخابات، نظراً لانتظام مؤسساته التي لم يحدث أن تأخرت عن تواريخ انعقادها». وقال البشير إن «السقوط المفاجئ لأنظمة الحكم في دول (ما يسمى) بالربيع العربي لم يتح الفرصة لإيجاد أطر سياسية لاستيعاب مرحلة ما بعد سقوط هذه الأنظمة الشمولية». وأضاف أن التزام الحزب الذي يرأسه «بالشورى وبهياكله ونظمه ونظامه الأساسي يمثل نموذجا يقدم للأحزاب المحلية ولدول الانتفاضات العربية التي تتلمس طريقها في البحث عن الحريات والشورى بعد غيبة طويلة لهذه المبادئ». وجدد الدعوة للأحزاب وكل الفعاليات للمشاركة في إعداد الدستور الدائم للبلاد، قائلاً «لن نؤخِّر قضايا الوطن الرئيسية لمن يتخلّف عن الركب». وأشار إلى أن الدعوة موجهة لكل من أراد المشاركة وكل صاحب رأي ممن قدمت له الدعوة أو لم تقدّم، ورحب بمساهمات الكتاب والإعلاميين والصحفيين، وقال «نعمل من أجل إعداد وثيقة تعبّر تعبيراً حقيقياً عن الشعب السوداني يتبلور حولها شبه إجماع». وأضاف البشير «على من يتحدّثون عن التحول الديمقراطي والتبادل السلمي للسلطة أن يوقنوا أن أول عنوان في هذا التحول هو الدستور»، مؤكداً أن العيب الوحيد في الدستور الحالي هو أن اسمه «دستور انتقالي». وذكَّر الأحزاب بأنها شاركت في وضع الدستور الانتقالي، بجانب مشاركتها في كل القوانين والمؤسسات المطلوبة للتحول الديمقراطي مثل قانون الانتخابات ومفوضيتها ومفوضية الأحزاب ومجلس الأحزاب. من جانب آخر، كشف مصدر سوداني رفيع المستوي عن أن الخرطوم طالبت الوساطة الأفريقية برئاسة رئيس جنوب أفريقيا السابق ثامبو امبيكي بضرورة إنفاذ ما تم الاتفاق عليه بين الرئيس السوداني عمر البشير ورئيس دولة جنوب السودان سيلفا كير ميارديت باتفاق التعاون المشترك بين الدولتين أولا قبل الشروع في أية مفاوضات جديدة. وقال المصدر، في تصريحات لصحيفة «أخبار اليوم» السودانية نشرتها أمس إن هذه الخطوة تمت خلال اتصالات جرت على مستوى عال خلال اليومين الماضيين بين الحكومة السودانية والوساطة الأفريقية حيث تضمنت رؤية الخرطوم بعدم جدوى إرسال وفدها الوزاري في الآلية السياسية الأمنية لأديس أبابا لمفاوضة نظيره من دولة جنوب السودان في ظل عدم التزام جوبا بما تم الاتفاق عليه خاصة ما يتعلق بانسحاب قوات» الجيش الشعبي» من 4 مناطق تقع شمال حدود 1956 وعدم تنفيذ نصوص «بروتوكول ابيي». وأشار المصدر إلى أن المفاوضات بين الخرطوم وجوبا تم تأجيلها إلى وقت يتفق عليه لاحقاً، مشدداً على تمسك الحكومة السودانية بموقفها بضرورة أن تكون الاجتماعات القادمة مثمرة وان يتركز التفاوض على تنفيذ ما تم الاتفاق عليه وأنه لا مجال لبنود أو أجندة جديدة تتخطى إنفاذ ما تم الاتفاق عليه. ولفت إلى أن الوساطة الأفريقية تتحرك الآن لتحديد موعد جديد لاستئناف المفاوضات تسبقه مجهودات لتقريب وجهات النظر وتحديد الأجندة العملية للتنفيذ والعمل على إزالة العقبات الراهنة التي تحول دون تقدم عملية تنفيذ اتفاق التعاون المشترك الموقع بين الدولتين. وفي السياق نفسه، شن قيادي في حزب البشير هجوماً عنيفاً على رئيس دولة جنوب السودان متهما إياه بـ«تلفيق» الأكاذيب والافتراءات ضد الخرطوم. وانتقد عضو القطاع السياسي بالحزب، ربيع عبد العاطي، بشدة، توجيهات سلفاكير بنشر قوات الجيش الشعبي والشرطة على طول الحدود مع السودان، وأكد أنهم «جاهزون للحرب حال أرادت حكومة الجنوب ذلك».وقال عبد العاطي، في تصريحات لصحيفة «آخر لحظة» الصادرة بالخرطوم أمس «نحن متمسكون بالسلام وجاهزون لإقراره، ولكن إذا أرادت جوبا الحرب فنحن لها». وانتقد توجيهات سيلفا كير الخاصة بنشر قواته على الحدود، مضيفًا «أن الذي كسبه رئيس الجنوب بالسلام سيخسره بالحرب، فهو لا يمتلك مقومات التحدي». ورفض عبد العاطي، اتهامات سيلفا كير بنشر قوات سودانية على طول الحدود مع الجنوب، وقال: «إن كير يحاول من خلال هذه الاتهامات تغليف الحقيقة بكبسولة من الأكاذيب والافتراءات ضد السودان»، مبينًا أن «قوات الجيش الشعبي تتواجد حاليًا شمال خط حدود الأول من يناير عام 1956». قلق أميركي حيال التوتر على حدود دولتي السودان الخرطوم (ا ف ب) - أعربت واشنطن أمس، عن قلقها من ازدياد التوتر على الحدود غير المرسمة بين السودان وجنوب السودان إثر تقارير تحدثت عن اشتباكات بين الطرفين. وأورد بيان للسفارة الأميركية في الخرطوم، أن «واشنطن تعبر عن عميق قلقها بسبب التقارير التي تتحدث عن أحداث في المناطق الحدودية المختلف عليها بين أعالي النيل في جنوب السودان والنيل الأزرق في السودان». وأضاف أن هذه التقارير أشارت إلى أن «طائرات عمودية سودانية عبرت الحدود إلى جنوب السودان» ، فضلاً عن «قصف مدفعي من قبل القوات المسلحة السودانية لجنوب السودان». وتابع بيان السفارة «إننا قلقون من الخطاب السلبي بين الطرفين، وهو مع التقارير التي تتحدث عن الاشتباكات، سيزيد الأخطار والتوتر على طول الحدود غير المرسمة»، مشيراً إلى أن «التوتر قد يؤدي إلى وقوع حادث عرضي سرعان ما يتوسع».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©