تعتزم القيادة العامة للدفاع المدني إطلاق نظام ذكي جديد بعنوان «بيتنا آمن» العام الجاري، للإبلاغ عن الحرائق خلال 30 ثانية على مستوى الدولة، بحسب اللواء خبير راشد ثاني المطروشي قائد عام الدفاع المدني بالإنابة.
وأوضح أن النظام يشمل تركيب أنظمة في المنازل لإرسال إنذار إلى فروع الدفاع المدني عن أماكن الحرائق فور نشوبها، في إطار خطة مدتها خمس سنوات تبدأ بإضافة هذه الأجهزة الجديدة في جميع المنازل التي يتم بناؤها حديثاً وتركيب أجهزة في البيوت القائمة.
جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده اللواء المطروشي في مقر وزارة الداخلية بأبوظبي، مؤخرا، للإعلان عن احتفال دولة الإمارات باليوم العالمي للدفاع المدني؛ الذي يقام تحت شعار «الدفاع المدني والثقافة الوقائية للمجتمع»، بالتزامن مع احتفال دول العالم بهذا اليوم، والذي يصادف الثالث من شهر مارس المقبل، بحضور العميد محمد عبدالله الزعابي، مدير إدارة الدفاع المدني برأس الخيمة وعدد من المديرين العامين، ومديري إدارات الدفاع المدني بالدولة وعدد من كبار الضباط بالقيادة العامة للدفاع المدني.
وحول تنفيذ مشروع النظام الجديد، أوضح اللواء المطروشي أن المشروع سيتم تنفيذه بدءا من العام الجاري وعلى مدار خمس سنوات حيث تكون البداية اختيارية على أن يصبح تركيب هذه الأجهزة إلزاميا في نهاية السنة الخامسة، ويصبح من ضمن شروط منح رخصة البناء لأي فيلا أو منزل مستقل من قبل كافة البلديات في الدولة.
وأضاف أن الجهاز الذي تبلغ تكلفته التشغيلية 40 درهماً شهرياً، يتمثل في جهاز صغير يركب في المنزل وفي حال حدوث أي حريق يقوم أي شخص متواجد هناك بالضغط عليه لإرسال استدعاء إلى أقرب مركز دفاع مدني مع تحديد الموقع، مشيرا إلى أنه تم التواصل مع برنامج «الشيخ زايد للإسكان» لإضافة ثمن الجهاز على القرض الذي يسدده المواطنون.
وقال اللواء المطروشي: «إن الهدف من النظام الجديد تركيب جهاز ذكي جديد في إطار توجهات الحكومة الاتحادية للتحول الذكي في الخدمات، حيث يتم ربط جميع المنازل على مستوى الدولة بالدفاع المدني من خلال جهاز يمكن السكان من الضغط على مفتاح يوصل البلاغ على الفور إلى قيادة الدفاع المدني ووحدات الطوارئ ويتم الاتصال بمن يطلب المساعدة خلال 30 ثانية للتأكد من صحة البلاغ والتحرك على الفور».
الإمارات الثانية عالمياً
وأشار إلى أن الدفاع المدني على مستوى الدولة حقق إنجازات كبيرة خلال السنوات الماضية بدعم من الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، لافتاً إلى أن دولة الإمارات احتلت المرتبة الثانية عالميا في زمن الاستجابة للحوادث بمعدل 6 - 8 دقائق لـ80% من البلاغات التي تلقتها على مستوى الدولة والتي تم تصنيفها على أنها حوادث حرائق بسيطة.
وأوضح اللواء المطروشي أن جميع إدارات الدفاع المدني في الدولة سوف تنظم احتفالات بهذه المناسبة تحت شعار«الدفاع المدني والثقافة الوقائية للمجتمع»، وفقاً للبرنامج الذي وضعته اللجنة العليا للاحتفال باليوم العالمي للدفاع المدني، لافتاً إلى أنه سيتم تنظيم ملتقى الإمارات السنوي الرابع لـتكنولوجيا السلامة من الحريق، كجزء من نشاطات الدفاع المدني بهذه المناسبة، في فندق ياس بأبوظبي، بهدف استعراض أحدث التطبيقات والممارسات العالمية في ميدان السلامة العامة، ويشارك فيه نخبة من الخبراء والقادة الميدانيين الدوليين، الذين يعرضون تجاربهم والدروس المستفادة منها؛ والتي يمكن أن تكون جزءاً من العناصر التطويرية والتحديثية للخطة المستقبلية للدفاع المدني.
وأشار إلى أن ملتقى الإمارات السنوي الرابع لتكنولوجيا السلامة من الحريق، الذي يتناول موضوع «التخطيط والتعافي من الطوارئ»؛ يهدف إلى رفع مستوى الوعي وتسويق الابتكارات التكنولوجية على المستوى المحلي والعالمي من خلال دعوة المختصين في قطاع الإطفاء والسلامة من الحريق للمشاركة في الملتقى للاستفادة من معارفهم وخبراتهم في هذا المجال.
وأوضح أن الملتقى هذا العام يعقد بالتزامن مع اليوم العالمي للدفاع المدني 2014 الذي تثمن فيه جهود وتضحيات رجال الإطفاء في العالم كله، لافتاً إلى دعوة خمسة خبراء دوليين للتحدث حول إدارة الطوارئ سواء على مناطق اليابسة أو المسطحات المائية؛ إلى جانب التحقيق في حوادث الحريق.
إصابات الإطفائيين
ونوه اللواء المطروشي بدور رجال الدفاع المدني في الدولة والمهام التي يؤدونها في سبيل خدمة المجتمع والمحافظة على الأرواح والممتلكات رغم المخاطر التي يتعرضون لها خلال عملهم، مشيرا إلى إشادة منظمات عالمية مرموقة بالإنجازات التي يحققها الدفاع المدني الإماراتي والتي جعلت منه مثالا يحتذى في المنطقة وعلى مستوى العالم. وأكد أن معدل الإصابات بين رجال الدفاع المدني في الدولة منخفض جدا ويكاد لا يذكر، وذلك بفضل الخبرات الواسعة التي اكتسبوها خلال فترة عملهم والإعداد والتدريب الجيد الذي يخضعون له باستمرار، إلى جانب ما توفره لهم القيادة الرشيدة من أحدث الأدوات والتقنيات التي تساعدهم على القيام بأعمالهم ضمن أفضل شروط السلامة المهنية.
وحول ارتفاع عدد حرائق المركبات خلال السنوات الخمس الماضية، أوضح أن السبب يعود إلى زيادة التجهيزات الإلكترونية في المركبات الحديثة عاماً بعد آخر، الأمر الذي يجعلها أكثر عرضة للحرائق في حال تعرضها لأي حادث تصادم.
وأكد أن وزارة الداخلية، ممثلة في القيادة العامة للدفاع المدني، تسعى جاهدة لأن تعزز أنشطتها التوعوية والتثقيفية والعلمية، ثقة الجمهور بخدمات الدفاع المدني، تجسيداً للهدف الاستراتيجي لوزارة الداخلية، والذي يتماشى مع رؤية الحكومة بأن تكون دولة الإمارات العربية المتحدة، من أفضل دول العالم في مجال التميز والخدمات المقدمة للجمهور.
وأشار إلى إن العمليات الرئيسية للدفاع المدني تتمثل في الحماية والوقاية والمكافحة، وتشكل حزمة متكاملة من الخدمات لا يمكن الفصل بينها، تبدأ بالتوعية وتنتهي بالتوعية، فالوعي بالمخاطر من قبل الجمهور هو الشرط الضروري المساند لتحقيق هدفنا في حماية الأرواح والممتلكات والبيئة.
نظام جديد للكشف عن أجهزة مكافحة الحرائق «غير المطابقة»
قال اللواء خبير راشد ثاني المطروشي قائد عام الدفاع المدني بالإنابة إن القيادة العامة للدفاع المدني، قطعت شوطاً كبيراً في مجال تحويل خدماتها إلى خدمات الذكية، مشيرا إلى عدد من الخدمات الذكية التي يجري العمل عليها وسوف يتم توفيرها للجمهور قبل نهاية العام الجاري من أبرزها نظام للكشف عن صلاحية البضائع المستخدمة في مجال الدفاع المدني مثل أجهزة الإنذار عن الحرائق و أجهزة الإطفاء، ومدى مطابقتها للمواصفات والمقاييس المعتمدة. وأضاف أن النظام سيكون مرتبطا إلكترونيا مع كافة منافذ الدولة لتسجيل دخول كل قطعة من جميع المنتجات التي تستخدم في عمليات الدفاع المدني حيث يتم إعطاؤها رقم «باركود» بعد التأكد من صلاحيتها ومعرفة الجهة التي استوردتها وأين سيتم تخزينها، كما سوف يتم تزويد جميع رجال التفتيش التابعين للدفاع المدني بأجهزة عليها إحداثيات هذا النظام، وبالتالي سيكون بإمكانهم خلال جولاتهم التفتيشية في أي موقع كان ومن خلال مراجعة الباركود لأجهزة الإنذار وطفايات الحريق المستخدمة فيه معرفة إذا ما كانت هذه الأجهزة أصلية أم مقلدة.
عدد اليوم
