الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حب الوطن

19 مارس 2017 00:05
الوطن هو البيت الكبير، هو أول الحلم، هو أولى الخطوات باتجاه الكون، الوطن هو التاريخ، هو الانتماء والهوية، الوطن هو الأم من ثراه خلقنا، وإلى ثراه سنغط في يوم في سباتٍ طويل، الوطن هو الحبل السري الذي يمدنا بأسباب الحياة، نحمله في أعماقنا أينما توجهنا، وطالت بنا سنون الاغتراب ليشدنا من جديدٍ، ويعيدنا إلى أحضانه. الوطن هو الشمس التي لا تغرب، هو الجنة إن سلمت من أيدي الغزاة، وهو الجحيم الذي يفتك بنا إن سقط أو تأوه، أو أصابته أعاصير الحياة، هو اللبنة الأولى التي نضعها لتأسيس حياتنا، وهو الحلم الذي يسير بنا نحو تحقيق ذواتنا لنرقى به نحو الأمان والسلام والحضارة بعلمنا وعملنا وجهدنا. الوطن هو أول الدروب الذي يوصلنا للكون، فالإنسان بعلمه وعمله هو الوطن والمنتمي إلى الوطن، والإنسان بجهله وسوء أخلاقه هو المدمر لهذا الوطن أو ذاك، كخليةٍ سرطانية، تبدأ بتدمير الجسد شيئاً فشيئاً، وتلقي به أسير الضعف والتخلف والوهن والاستعباد. الوطن الجميل هو المرآة الذي تعكس صورنا أمام الكون، سواء أكانت معتمةً أم مشرقة، فمن أحب رؤية صورته مشرقة جميلة؛ ليحفظ في قلبه وطناً يسكنه وطناً كان سبباً لوجوده، وطناً تَسَمَّى باسمه وله يعود كل انتمائه، ومن أثر الصورة القاتمة لأرضه وللوطن، ليلقي بنفسه إلى مقبرة الجحيم، فلا وطن سيحويه ولا أرض ستتحمله، ولا اسم سيفخر بأنه ينسب إليه، الوطن هو الروح والوريد والقلب الخافق، لا حياة للإنسان دونما قلبٍ يخفق أو وطنٍ ينسب إليه أو يحيا لأجله، أوطاننا هي المأوى لنا في الحياة، والتراب الذي تختلط به ذرات أجزائنا بعد الفناء، لتبقى أسماؤنا تتردد بعدها في فضاء الوطن. محمد أسامة - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©