أدى جاكوب زوما اليمين الدستورية كرئيس لجنوب أفريقيا أمس بعد عودة سياسية غير عادية ليتولى أمر اقتصاد متعثر يعاني من الجريمة والفقر والايدز. وحضر الرئيس السابق لجنوب أفريقيا نلسون مانديلا والذي يعتبر رمزا للنضال ضد التمييز العنصري مراسم التنصيب الرئاسي مما يمثل نجاحا سياسيا كبيرا لزوما. ولم يكن تولي زوما، البالغ من العمر 67 عاما والذي أدى اليمين أمام رؤساء دول، مهام الرئاسة أمرا يخطر على البال خلال سنوات من الاضطراب عندما كادت اتهامات بالكسب غير المشروع والاغتصاب تقضي عليه وهي أزمات ربما دمرت ساسة كثيرين. وقال في خطاب تنصيبه «هذه لحظة تجديد». وحلقت طائرات القوات الجوية فوق المكاتب الرئاسية حيث من المنتظر أن يتخذ زوما قرارات صارمة بينما يوازن بين مصالح العمال وحلفائه الشيوعيين الذين ساعدوه للوصول إلى الرئاسة من جهة والمستثمرين الأجانب الذين يخشون أن يقود زوما الاقتصاد نحو اليسار من جهة أخرى. وعلى رأس جدول أعمال زوما قيادة أكبر اقتصاد في أفريقيا لاجتياز ما قد يكون بالفعل أول ركود له منذ 17 عاما. وحصل هذا السياسي الذي يحظى بجاذبية جماهيرية على تفويض واسع بالحكم بعد فوز ساحق حققه حزب المؤتمر الوطني الافريقي الحاكم في الانتخابات التي جرت في 22 أبريل. ويحترم مواطنو جنوب أفريقيا حزب المؤتمر الوطني الافريقي لنضاله لمكافحة التمييز العنصري ولكن صبرهم بدأ ينفد إزاء عدد من المشكلات التي وعد زوما بحلها. وينتظر المستثمرون بلهفة معرفة فريقه الاقتصادي ويهتمون بشكل خاص بمصير تريفور مانويل وزير المالية الذي يحظى باحترام والذي حظي باشادة لادارته المالية. وقد يضر تعيين زوما أنصارا له في الحكومة التي يعلنها اليوم بمصداقيته بعدما قال إن المسؤولين في الحزب الحاكم يجب ألا يتوقعوا إسناد مناصب لهم لمجرد انتمائهم للحزب.
عدد اليوم
