أعلن الجيش الباكستاني أن مروحياته وقواته البرية قتلت أمس ما لا يقل عن 55 متمرداً في وادي سوات في إطار عملية واسعة النطاق ضد حركة طالبان الباكستانية فيما ذكرت مصادر أمنية أن طائرات أميركية بلا طيار شنت غارة أمس على المنطقة القبلية ما أدى الى مقتل 6 أشخاص. وأفاد بيان للجيش أن «مروحيات استهدفت باكراً هذا الصباح مخابئ المتمردين في مينجورا. وقتل 15 متمردا في هذه العملية». واستهدفت عدة مخابئ للمتمردين فيما دمر مقرهم العام الرئيسي. واضاف البيان ان الجيش استهدف قواعد للمتمردين في عدد من المناطق وقتل بين 30 و40 متمردا». وبسبب استمرار حظر التجول أمس، لم يتمكن المدنيون من الانضمام إلى مئات الآلاف من الأهالي الذين فروا من القتال. وأصبح القتال في الوادي الواقع شمال غرب باكستان والذي يبعد مسافة 130 كيلومترا عن إسلام آباد يمثل اختبارا لعزم باكستان على محاربة تمرد طالبان المتنامي الذي يثير قلق الولايات المتحدة. وشن جيش باكستان هجوما شاملا أمس الأول بعدما أعطت الحكومة الضوء الاخضر له لطرد المتشددين من وادي سوات الذي كان في السابق منطقة جذب سياحي. وقال الجيش في وقت متأخر من مساء أمس إن 143 متشددا قتلوا في غضون الساعات الاربع والعشرين الاخيرة. واحتدم القتال الاسبوع الماضي مما أدى إلى عملية فرار ضخمة للمدنيين من مناطق القتال في الايام القليلة الماضية لكن المخاوف تتنامى حول مصير الاشخاص الذين ما زالوا في المنطقة ولم يتمكنوا من التحرك بسبب حظر التجول. وقال صلاح الدين خان وهو أحد سكان مينجورا المدينة الرئيسية في وادي سوات عبر الهاتف «نشعر بالعجز. نريد الخروج لكننا لا نستطيع لان هناك حظرا للتجول». وأضاف بينما سمعت أصوات قصف طائرات حربية في الخلفية «حاولنا مغادرة المنطقة أمس الجمعة بعدما خففت السلطات حظر التجول لسويعات قليلة لكننا لم نستطع لان طريق الخروج الرئيسي من مينجورا ظل مكدسا بالفارين من المدينة». وذكرت مصادر رسمية باكستانية ان 6 متمردين قتلوا واصيب عشرة بجروح عندما أطلقت طائرة بدون طيار يعتقد انها أميركية 10 صواريخ على معقل للمتمردين في شمال غرب باكستان قرب الحدود مع افغانستان. وقال المسؤول في الادارة المحلية عظمات جمال ان الحصيلة قد ترتفع. وكان مسؤولان أمنيان قالا لوكالة فرانس برس في وقت سابق ان الهجوم استهدف معقلا لناشطين في قرية تابي لانجر خيل في اقليم جنوب وزيرستان على الحدود الافغانية. وقال عظمات جمال ان المتمردين ينشطون باعداد كبيرة في المنطقة التي طاولتها الصواريخ. وتعارض الحكومة الباكستانية هذه الضربات الجوية التي تنتهك سيادتها وتثير غضبا واستياء بين السكان. وقتل حوالى 370 شخصا بينهم متمردون في نحو 39 عملية قصف صاروخي نفذتها طائرات بدون طيار منذ اغسطس 2008. ودفعت باكستان ثمنا باهظا لتحالفها مع الولايات المتحدة في الحرب على الارهاب التي اطلقتها في نهاية 2001 اذ خسر الجيش اكثر من الفي رجل في المناطق القبلية شمال غرب البلاد. كما قتل اكثر من 1800 شخص في اقل من سنتين في موجة اعتداءات نفذها عناصر من حركة طالبان الباكستانية. وأفادت قناة (إكسبرس) التلفزيونية الخاصة بحدوث أعمال نهب في أحد المخيمات وعرضت لقطات لمشاجرات حول الامدادات لكنها قالت إن الوضع أصبح تحت السيطرة. وقال رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني في مؤتمر صحفي امس إن الحكومة ستسعى لحشد الدعم للعملية العسكرية داخل البلاد والحصول على مساعدات دولية للمشردين. وتعهد بأن يبذل الجيش قصارى جهده لتجنب إصابة مدنيين وأضاف «هذه ليست حربا عادية. إنها حرب عصابات. لكن الجيش عازم على ألا تحدث العملية سوى الحد الادنى من الخسائر».
عدد اليوم
