الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية.. وخيارات «تيلرسون»

19 مارس 2017 00:10
تحدت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الصين كي تبذل مزيداً من الجهود لإثناء حليفتها كوريا الشمالية عن الانحدار بدرجة أكبر إلى الحافة النووية، بينما أعلن وزير الخارجية الأميركي «ريكس تيلرسون» أمس الأول أن الولايات المتحدة ستفعل كل ما يلزم للحيلولة دون أي هجوم كوري شمالي. وقال «تيلرسون»، لدى زيارته إلى العاصمة الكورية الجنوبية سيؤول، «إن كافة الخيارات مطروحة»، مؤكداً التزام الولايات المتحدة تجاه حلفائها الآسيويين الذين تهددهم كوريا الشمالية. وفي واشنطن، ألمح الرئيس ترامب إلى الصين، التي تربطها علاقات اقتصادية وسياسية مكثفة بكوريا الشمالية، لكنها عارضت قطع التدفقات المالية والمساعدات العسكرية عن حليفتها. وأوضح في تغريدة له على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي: «إن كوريا الشمالية تتصرف بشكل سيئ جداً، وقد تلاعبوا بالولايات المتحدة على مدار سنوات»، مضيفاً: «إن الصين تكاد لم تبذل جهوداً للمساعدة!». وتعهدت الصين مراراً وتكراراً ببذل مزيد من الجهود، لكن إدارة ترامب، مثل الإدارتين السابقتين، تتهم بكين بالتساهل مع بيونج يانج. وكان الموقف الأكثر صرامة من نصيب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة «نيكي هالي»، التي قالت لمحاور صحفي يوم الجمعة: «إن إدارة ترامب ستتخذ منحى صارماً بعيداً عن ما وصفته باستراتيجية أوباما غير الفعالة تجاه الصين وكوريا الشمالية». وأضافت «هالي» في تصريحات لقناة «فوكس نيوز»: «لقد كانت هناك طريقة لينة في التعامل مع الصين أثناء الرئاسة السابقة، وما أستطيع قوله الآن هو أننا سنكون أكثر حسماً تجاهها». وتابعت: «سنقول لهم: إذا كنتم تريدون حقيقة المشاركة في ذلك وتريدون وقف التجارب النووية التي تجري في كوريا الشمالية، فأثبتوا ذلك». واستطردت: «سنمضي قدماً، ونطلب منهم فرض عقوبات والدفع بالمحادثات مع كوريا الشمالية». وتقول الصين: «إن تهديدات التحرك عسكرياً من قبل الولايات المتحدة، وحليفتيها اليابان وكوريا الجنوبية، وكلتاهما في نطاق الصواريخ الكورية الشمالية، غير بناءة». وتفضل بكين منحى المفاوضات مع كوريا الشمالية فرصة، وقد استضافت آخر محاولة دولية للقيام بذلك، لكنها باءت بالفشل. و«تيلرسون» هو أول مسؤول أميركي رفيع المستوى يزور الصين، التي أعرب قادتها عن غضبهم بسبب انتقادات ترامب المتكررة أثناء الحملة الانتخابية لبكين إزاء سياساتها التجارية، وقراره بالتحدث إلى زعيمة تايوان المنتخبة في ديسمبر الماضي. وقد حاول ترامب تنقية الأجواء بطمأنة الرئيس الصيني «شي جينبينج» بأن الولايات المتحدة لا ترغب في خوض حرب تجارية، ولن تنهي سياسة «الصين الواحدة»، القائمة منذ عقود تجاه تايوان، والتي تعتبرها بكين إقليماً صينياً. ومن المتوقع أن يستضيف ترامب الرئيس «شي» الشهر المقبل في ولاية فلوريدا. وعلى النقيض، لم تتراجع إدارة ترامب عن انتقاد الصين بشأن كوريا الشمالية منذ الحملة الانتخابية. وغضبت الصين أيضاً من المناورات العسكرية التي أجرتها الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية الشهر الجاري، وتنصيب منظومة الدفاع الصاروخي الأميركي في كوريا الجنوبية. وقرار وضع المنظومة اتخذته إدارة أوباما، وأصرّ المسؤولون الأميركيون دائماً على أن المقصود به هو حمايتها من كوريا الشمالية. غير أنه من المتوقع أن يواجه المسؤولون الصينيون «تيلرسون» بشكاوى من أن المنظومة يمكن استغلالها في التجسس على الصين. وتحظر الحكومة الصينية في الوقت الراهن كثيراً من الواردات الكورية الجنوبية، ومنعت السياح الصينيين من السفر إلى هناك، في محاولة لحمل سيؤول على تغيير رأيها بشأن المنظومة الصاروخية. وإزاء هذه الخلفية، يبدو أن لقاءات «تيلرسون» في الصين بالغة الصعوبة، ولعلها المحطة الأهم في رحلته الآسيوية. ولا يزال لدى الولايات المتحدة وحلفائها خيارات في الأفق بين المحادثات الدبلوماسية والعمل العسكري لإقناع «كيم جونج أون» ونظامه بالتخلي عن الأسلحة النووية، حسبما يرى «تيلرسون». واستغل «تيلرسون» رحلته الآسيوية التي استغرقت ثلاثة أيام لتأكيد أن إدارة ترامب ضاقت ذرعاً بالسياسات تجاه كوريا الشمالية التي تعتبر أنها كانت «مليئة بالجَزَر، دون العصي!». *كاتبان أميركيان يُنشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©