الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«الديمقراطيون» وخطط تقسيم الدوائر الانتخابية

19 مارس 2017 00:10
دشن كبار الشخصيات في الحزب «الديمقراطي» ومن بينهم الرئيس السابق باراك أوباما اللجنة «الديمقراطية» القومية لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية بعد اقتناعهم بأن فرص «الديمقراطيين» في الفوز بأغلبية في مجلس النواب قليلة في ظل التقسيم الحالي. وتتولى «كيلي وورد» منصب المدير التنفيذي للجنة التي ستعمل مع منظمات الحزب الأخرى وتستهدف خوض السباقات التشريعية على مستوى الولايات، وعلى منصب الحاكم عامي 2018 و2020. تستهدف اللجنة أيضاً أن يتمكن «الديمقراطيون» في نهاية المطاف من المنافسة في عملية التقسيم التالية للدوائر الانتخابية بعد إحصاء عام 2020. والواقع أن «الجمهوريين» بعد أن خسروا الرئاسة عام 2008، حققوا نجاحاً مذهلاً، وأصبحوا يحتلون الآن 29 منصباً من حكام الولايات ويسيطرون على المجالس التشريعية في 24 ولاية بزيادة 800 مشرع عما كان لديهم قبل ثمانية أعوام. كما أضاف «الجمهوريون» 63 عضواً إلى مجلس النواب أيضاً. لكن «وورد» أشارت إلى أن إعادة التقسيم لعبت دوراً حاسماً، واتهمت «الجمهوريين» بأنهم «وصلوا إلى السلطة بالغش». وتغيير الأوضاع الحالية سيستغرق وقتاً أكثر من مجرد دورة انتخابية واحدة بالطبع. ولا يستطيع «الديمقراطيون» حتى التعلق بأمل الفوز بالأغلبية في المجالس التشريعية في ميشيجن وبنسلفانيا وويسكونسن وأوهايو وهي ولايات تختار حكامها عام 2018. وفي هذه السباقات تعتزم «وورد» تركيز طاقة وموارد اللجنة التي تديرها. وسيواصل «الديمقراطيون» تصعيد طعونهم القانونية، وهو ما أدى إلى الفوز بعدة مقاعد حين قضت المحاكم بأن خطط إعادة التقسيم كانت متحيزة عرقياً أو معيبة. لكن الجمهوريين يشككون في أن يؤدي «الديمقراطيون» أداء أفضل في هذه الدورة زاعمين أنهم تفوقوا ببساطة في الذكاء والعمل على منافسيهم. وإذا لم يبلغ «الديمقراطيون» مرادهم، فلن يكون هذا لقلة الاهتمام. فقد أصبح النائب العام السابق «أريك هولدر» رئيساً لـ«الجنة الديمقراطية القومية لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية»، بعد أن عمل كواحد من أكثر المساعدين الموثوق بهم لأوباما. ويؤكد «هولدر» أن نشطاء القاعدة الشعبية يجري تحفيزهم حالياً والمانحون يدخلون المعركة كما تعهد أوباما بأن يلقي خطباً ويجمع المال. والرئيس السابق في عنقه دين لحزبه. فبينما حقق أوباما نجاحات سياسية كبيرة، وترك المنصب وهو يتمتع بشعبية كبيرة، لكنه أهمل بناء الحزب على مدار سنوات. والجدير بالذكر أنه بعد عام 2008، لجأ «الجمهوريون» إلى مهارات جديدة مثل التعقيد والمراوغة في جهود إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية. وأعاد الخبراء في رسم الخرائط الذين يجدون استخدام التوزيع السكاني والبيانات رسم الدوائر الانتخابية في بضع ولايات مهمة مما جعل فوز «الديمقراطيين» فيها شبه مستحيل. ورصد الصحفي ديفيد دالي هذا التلاعب وذكر أن بنسلفانيا تم تشويهها بدرجة كبيرة في رسم الدوائر الانتخابية. وكانت أربعة أحياء كبيرة في فلادليفيا قد صوتت بشكل حاسم لـ«الديمقراطيين» لكن يمثل هذه الأحياء ثلاثة «جمهوريين». وهناك أيضاً نماذج مشابهة في ميشيجان وأوهايو وويسكونسن ونورث كارولاينا. وكل هذا يرجع إلى الاحتيال في عملية إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية. وبفضل قرارات المحاكم التي فتحت الباب لتدفق أموال أصحاب المصالح الخاصة إلى السياسة، ضخ «الجمهوريون» ملايين الدولارات كثير منها بشكل سري أو غير معلن لدعم جهود إعادة التقسيم هذه. وأحياناً تنحدر الممارسات لتصبح قذرة في السباقات على المقاعد النيابية في الولايات التي لا تحظى بكثير من الانتباه. فقد اُتهم سيناتور ولاية بنسلفانيا زورا بأنه كبد دافعي الضرائب كلفة مكتبة بلغت 600 مليون دولار. وأشار الصحفي «ديفيد دالي» إلى أن «الجمهوريين» في نورث كارولاينا لعبوا بورقة العنصرية في سباق انتخابي وشبهوا مشرعاً «ديمقراطياً» بالعاهرة في سباق آخر. ويتعين على «الديمقراطيين» الفوز بإجمالي الأصوات لمرشحي مجلس النواب بفارق ست أو سبع نقاط لانتزاع أغلبية بفارق طفيف. ولهذا تداعيات في الحكم والسياسة. فالدوائر الآمنة في كلا الجانبين تنتج سياسيين أقل استعداداً للتوصل إلى اتفاق في الآراء أو التوصل إلى حلول وسط. والخلل الوظيفي الذي يتزايد عمقاً في الكونجرس شكّل ضغطاً متواصلاً على رئاسة أوباما، وقد يضر بترامب الآن. وعلى سبيل المثال، يهدد معظم الأعضاء «المحافظين» حالياً بالتصويت ضد بديل «جمهوري» لبرنامج أوباماكير متهمين إياه بأنه شديد الليبرالية وهذا يمثل تهديداً رئيسياً من اليمين. الأمر إذن لا يتعلق بأن «الديمقراطيين» أكثر نبلاً في إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية، لأنهم حين كانوا في السلطة قاموا بالتلاعب أيضاً، لكن لم يكن لديهم كثير من السلطة أو المهارة فحسب. ولهذا فإن أفضل طريقة لإعادة تنظيم أرض المنافسة الكبيرة للسياسة الأميركية هو إقامة لجنة من الحزبين. *كاتب أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©