الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

عائشة بالخير: قصر الحصن هو البيت الأول للاتحاد

عائشة بالخير: قصر الحصن هو البيت الأول للاتحاد
23 فبراير 2014 01:31
فاطمة عطفة (أبوظبي)- تمثل الوثائق والمدونات التاريخية، الكتابية منها والشفوية، مادة أولى ورئيسة في حفظ الذاكرة الوطنية، التي تتجلى بأبهى صورها في الفعاليات القائمة في إطار النسخة الثانية من مهرجان قصر الحصن، ? الذي انطلق يوم الخميس الماضي. عن هذا الموضوع تتحدث الدكتورة عائشة بالخير، مديرة البحوث والخدمات المعرفية في المركز الوطني للوثائق والبحوث، التابع لوزارة شؤون الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة، فتقول: «نحن لسنا من جيل المؤسسين، لكننا بكل فخر نتبع الجيل الذي سبقنا في هذا، أذكر في المقام الأول المغفور له الشيخ زايد الذي اهتم بالتراث وحب التراث، ولا يسعنا في هذا اللقاء إلا أن نتحدث عن ذلك، لكن افتتاح قصر الحصن منذ العام الماضي أعادنا بالوقت والأحاسيس، على أن نعيد لهذا الجيل أشياء ملموسة. من قبل كنا نتكلم ونحدث عن تراثنا فقط، الآن أصبحت مدينة كاملة متكاملة بها كل التفاصيل التي يمكن أن يتشبع بها الطفل وتكون جزءاً من ذاكرته في المستقبل. ونحن لا بد أن نشكر القيادة الرشيدة على أنها قامت بهذا الشيء الذي أحيا هذا المعلم التاريخي لمدينة أبوظبي، وفي دورة المهرجان لهذا العام يتحدثون بشكل أكبر عن الصناعات، والحرف، والزراعة، كل ذلك أخذ منحى أكبر، أصبح المهرجان سنة بعد سنة يعمق الانتماء والولاء والهوية».? عمق تاريخي وعن العمق التاريخي لقصر الحصن، توضح بالخير: «أنا بالنسبة لي الحصن هو البيت الأول للاتحاد، سمو الشيخ محمد بن زايد، الله يحفظه، عندما يقول «البيت متوحد»، البيت وحده آل نهيان، منذ أكثر من 250 سنة. المسافر من أي مكان في العالم، يستطيع أن يشاهد شيئاً جديداً في شيء قديم، أنا أراه مثل القلب الذي يتكون في جسم الإنسان، كأن قصر الحصن هو القلب وبني كل شيء عليه، هو ينبض بالحب دائماً، وما زال يجلب القريب والبعيد والغريب وصاحب الدار يعيش في متعة فيها تجانس وتراحم مع الآخر، الحب والعدالة ينبضان في الإمارات وشعبها يعيش كأسعد شعب على شان بيتها قصر الحصن». وبما أن قصر الحصن يتربع في وسط مدينة أبوظبي، تشير الدكتورة بالخير إلى أهمية الموقع التاريخية: «الحصن أقدم بناء في المدينة، حيث شيد في وسط المدينة وتطورت أعمال البناء فيه على مراحل، من حصن صغير بني على بئر ماء إلى مقر للحكم، إلى مجلس شورى، وشهد مهام كثيرة جداً، كانت تلقى فيه الأشعار وتتبادل الحوارات والثقافات في الجلسات المحلية أو مع الضيوف الذين يأتون إلى أبوظبي من كل مكان، سواء منهم من يعقدون صفقات تجارية، أو المسافرون، والرحالة. هذا التطور أسس بعده لإقامة المجمع الثقافي بالقرب منه بحيث يزيده أهمية ويعزز من موقعه الثقافي، حيث قدم الكثير عن ثقافة الإمارات، كما أسس وشهد أعمالاً ونشاطات كثيرة قدمت خلال سنوات أسست لثقافة عميقة ومهمة في الإمارات وأبوظبي بشكل خاص. إقامة المجمع قرب هذا الصرح التاريخي، قصر الحصن، كانت موفقة وأسست لكثير من الموسيقى، ومعارض التشكيل والفنون المحكية والقصص والحرف اليدوية، كلها حرف صارت اليوم منتشرة ونشاهدها على الجدران وتعرض أمام السياح، أصبح عندنا أرشيف وموقع للاستمرارية وينقل من جيل إلى جيل آخر». وتضيف: «أعتقد أن الأجيال تتربى على احترام الآخر، واحتواء الآخر. نحن عندما نقول إننا أسعد شعب، هذا لأننا نحتوي الآخر، ونحن ناس نلم ونضم، ونجمع، ونتحد، ليس لدينا اختلاف مع العالم، نتمنى أن هذه التجربة تعكس ثقافة الإمارات لأهلها والمقيمين على أرضها، إن المقيمين يشاركوننا في كل خطوة خطوناها». سقف واحد وتشبه عائشة بالخير الإمارات وكيف تضم الجميع تحت سقف الحب والمعروف والقانون بالعرس، قائلة: «على هذا أقول العرس، عرس المدينة وعرس الوطن، ويشمل كل من عليه، العرس يضم الكثير من الناس، فيه أشياء كثيرة تلم الفرح، وهذا بلدنا يضم بالأفراح كل من على أرضنا، وأعتقد أن الشيء الذي يلم الناس في مكان واحد متساوين، يشكل طاقة إيجابية جداً، الناس تتعارف وهذا مكسب، والجميع يعيشون بمدينة واحدة ولها تاريخ، هذه أبوظبي لها تاريخ وهو تاريخ عريق يرجع إلى أم النار وأبعد». وعن الجديد تاريخياً وثقافياً، تؤكد الدكتورة عائشة أن القادم مهم: «قصر الحصن فيه أشياء تراثية كثيرة لا يمكن أن تنسى، نحن حالياً نجمع المرويات الشفهية عن قصر الحصن، الناس الذين عاشوا فيه وعاصروه وقالوا فيه الكثير. قصر الحصن أصبح ذاكرة وطنية للأجيال، دوره مثل ما الشمس تشرق وتغيب، وهو جديدنا لأننا نوثق من خلاله التاريخ من جوانب عدة، ويغطي مراحل متعددة، تتيح للباحثين النظر والعمل عليها والاستفادة منها، نحن نحتاج إلى أن نسجلها من أول يوم، وأنا أشبهها بلوحة الموناليزا كل واحد يتمنى أن يلتقط لها لقطة، ونترك للجيل التالي أن يأخذ لقطته، والجيل الذي بعده أيضاً لكي يكون كل شيء موثقاً ونشكر الجهة التي تقوم على التوثيق وهي «المركز الوطني للوثائق والبحوث». إننا نعمل مع أناس عاشوا داخل قصر الحصن، وأناس عاشوا على أطرافه، وأناس عاصروا تطوره من الخمسينيات ومن قبل ذلك وما زالت ذكريات شبابهم ماثلة».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©