الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حسن التربية والتوعية من أهم عناصر استيعاب متغيرات المجتمع

حسن التربية والتوعية من أهم عناصر استيعاب متغيرات المجتمع
23 فبراير 2014 01:37
يلاحظ البعض ما شهده المجتمع من تغيرات كبيرة وجذرية على الصعيد العام، سواء كانت من ُخلّق أو طباع ونحوهما، فتبرز أمام المرء تساؤلات، هل تبدلت الظروف أم تغيرت النفوس؟. عندما نقوم بتحليل الوضع، وعمل مقارنات بين الأجيال القديمة والمعاصرة، يتبين للعيان أسباب تلك التغيرات الرهيبة في فترة وجيزة لا تتجاوز العشر سنين الأخيرة. وعندما نأتي لأساس وجذور المشكلة فنجدها تكمن في أهم عناصرها ألا وهو عنصر التربية، والتي عادة ما تتكون عناصرها من ثلاثة محاور. البيت وهو أهمها والمربي الأول، والعنصر الثاني المدرسة، وآخر تلك العناصر الصحبة. فالبيت أساس التربية ومحورها وفيه تصقل وتشكل شخصية الطفل والفرد على حد سواء، وعاداته وشخصيته منذ الطفولة حتى سن المراهقة. وعند عمل مقارنة سريعة بين تربية الأجيال، تجد أنه عندما كان الأب والأم يقومان بدورهما بشكل كامل كانت المخرجات رائعة وسليمة ومحافظة. أما إذا أهمل الاثنان أو أحدهما دوره كانت المخرجات ضعيفة وضعف الأساس، فعندما يصبح السائق هو الأب والخادمة هي الأم هنا يكمن الخلل. العامل الثاني والمؤثر والفعال هي المدرسة، فهي المربي الثاني للجيل، وقد يكتسب فيها الشخص الصفات والسلوكيات الحسنة أو العكس. فعندما يكون التعليم صحيحا ومكتمل العناصر من أمانة وإخلاص وجدارة تظهر مخرجاته الصحيحة ظاهرة للعيان. أما أخر تلك العوامل وأحد أعمدتها الصحبة، فكما يقال في العامية “الصاحب ساحب”. فالصحبة تساهم في صقل شخصية الفرد والتزامه بمبادئه أو تغييرها أو بعده عن الدين ومبادئه والانجراف نحو الهاوية، أو قربه للدين وإعانته على التقرب لله وطاعته. لا أعلم إن كان البعض يتفق معي ويلاحظ التغيرات الرهيبة في تركيبة المجتمع في الآونة الأخيرة، فضاقت النفوس ذرعاً وسخطاً وقلة الابتسامة عما كانت عليه في الماضي. فعندما أقود سيارتي في شوارع العاصمة المس حجم ضيق النفس وسخط الناس حتى لو كان أمر عادي غير مقصود من تجاوز أو نحوه، فهذا يشتم ذاك، والآخر يبادله الشتيمة، وقد يصل الأمر إلى عراك وحلبة مصارعة ونتائج لا تحمد عقباها. وظهر ما يُعرف بغضب الطريق كإفراز للازدحام المروري. ولقد أظهرت بعض الأبحاث الحديثة أن 80% من الأفعال التي نرتكبها وتكون نتائجها وخيمة ونندم عليها فيما بعد، هي في الأساس نتيجة لردة فعل الشخص الأولية للحدث، وفي العادة يكون ذلك الأمر تافه أو عادي ولا يساوي حجم التصعيد الذي صاحبه. البعض يرى أن النفس البشرية مثل أسد السيرك، تروض وتحجم وتسير وتدرب وفقاً لمدربها، فإن روضتها وقت الغضب والانفعالات، أحكمت سيطرتك عليها، وأمسكت بزمام الأمور. وإن فقدت مهارة ترويضها وانفلتت منك تتحكم بك وتسيطر عليك وتملكتك فكنت مطيعاً لها ولرغباتها. واعلم يا عزيزي انه لم ولن تستطيع أن تهذب المجتمع وتصلحه وترسي قواعده لوحدك، إنما هي منظومة متكاملة من قوانين وتطبيقاتها تكون كفيلة في إرساء النظام، وضبط حركة الشارع وتهذيب من أراد الخروج عن قوانينه، وردعهم وإرجاعهم للمسار الصحيح بقوة النظام. لذلك فإن حسن التربية والتوعية من أهم عناصر استيعاب متغيرات المجتمع والتعامل معها. أسأل المولى عز وجل أن يرحمنا برحمته، ويصلح أحوالنا، ويديم علينا نعمه. ثامر بن فهد الغفيلي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©