الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عقيلات سفراء يطلعن على تجارب مشرفة لنساء الإمارات

عقيلات سفراء يطلعن على تجارب مشرفة لنساء الإمارات
16 فبراير 2013 20:13
بحفاوة وترحاب كبيرين وبابتسامة لم تفارق محيا الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان استُقبل الوفد الدبلوماسي، المكون من زوجات سفراء في الدولة، في «قصر المويجعي» بعد أن زرن أماكن في مدينة العين سافرن من خلالها في ماضي الدولة، وذلك عقب لقائهن نماذج لسيدات إماراتيات حققن ذواتهن في مجالات مختلفة. ونعمت الزائرات بضيافة إماراتية بامتياز في «قصر المويجعي» حيث تناولن الغداء، ثم انتقلن إلى حديقته لتناول الشاي، وقبل المغادرة تناولن القهوة لتبيان جانب مهم من التقاليد العريقة التي تستقبل بها الإماراتيات ضيفاتهن. وحظيت عقيلات السفراء بنقوش الحناء على أيديهن على تقاسيم العود بأنامل إحدى الفتيات الإماراتيات، فيما كانت رائحة البخور تنبعث من كل زاوية. وقبل المغادرة كان للسيدات موعد مع تناول الأكلات التراثية ما جعل اللقاء يتضمن جوانب عديدة من الإبهار، ما عمق معرفة الوفد الدبلوماسي بإنجازات الإمارات والخطوات التي قطعتها المرأة على طريق التمكين. لكبيرة التونسي (العين) - «نلتقي اليوم بالحب القادر على تجسيد أجمل وأسمى معاني القيم الإنسانية والحضارية المشتركة بيننا، والذي يعمل على تفعيلها من أجل بلوغ غايات الحق والخير والجمال، والحق في أن يكون لقاؤنا هذا تأكيداً لقيم التواصل الفكري والانفتاح الثقافي، في ظل شراكة فاعلة بين الثقافات المتنوعة التي تعلي من قيم الحوار والتفاعل الثقافي والفكري المثمر بين الثقافات المتنوعة.. أهلا بكن في وطنكن الثاني دولة الإمارات العربية المتحدة، أهلا وسهلا بكن في أحب الأماكن إلى قلبي، فأنتن هنا في العين» بهذه الكلمات الترحيبية العميقة حيّت الشيخة الدكتورة شما بنت محمد بن خالد آل نهيان الوفد الدبلوماسي، المكون من 44 سيدة من زوجات السفراء في الدولة، مؤخرا، لدى زيارتهن لها في قصر الشيخ محمد بن خالد آل نهيان في العين «قصر المويجعي»، حيث رحبت بضيفاتها بحضور الشيخة الدكتورة موزة بنت محمد بن خالد آل نهيان، ونخبة من سيدات المجتمع الإماراتي. وتقدمت كل سيدة إماراتية بورقة تعريفية عن تخصصها وسيرتها الذاتية. وضم المجلس مجموعة واسعة من التخصصات القوية التي توضح أن المرأة الإماراتية لها القدرة على اقتحام الأماكن الريادية، وأتاحت الجلسة تبادل الآراء والأفكار بين الضيفات من عقيلات السفراء وبين سيدات المجتمع وتعرفن على تخصصات جديدة، ما خلق انطباعا رائعا لدى عقيلات السفراء، ورسم على محياهن علامات الإعجاب والتقدير لما قامت وتقوم به المرأة الإماراتية لفائدة بلدها المعطاء. تقليد سنوي عن مشاركتها في هذه الزيارة، قالت سعاد المناعي حرم المدير العام لصندوق النقد العربي، إحدى مستشارات المجموعة الدبلوماسية إنه «بحكم تواجدها في الإمارات لفترة طويلة وبحكم العلاقة التي تجمعها بالسيدات الإماراتيات وانفتاحها على المجتمع فهي تساهم مع المجموعة في الكثير من الأنشطة الاجتماعية والثقافية، كما تشارك في مختلف الزيارات للمواقع التراثية والسياحية في الإمارات». وأضافت «زياراتي للعين بالذات متميزة عن باقي الزيارات لأنها تعرفنا إلى الماضي والحاضر وتقدم لنا رؤية المستقبل، سواء من حيث البنى التحية، أو التضاريس الجغرافية، أو من حيث تاريخها العميق، أو من حيث المباني الأثرية التي يرجع تاريخها إلى الأزمنة الغابرة العابقة بنفحات الماضي، وهي الزيارات التي تشكل سفرا في الماضي، حيث ترحل بنا إلى عوالم رجالات استطاعوا أن يخلقوا هذه المدينة الرائعة بمبانيها بهندسة معمارية تناسب ظروف المناخ رغم الصعاب التي كانوا يعيشون فيها». ونوهت المناعي بأنها سبق وقامت بعدة زيارات إلى مدينة العين في إطار شخصي أو في إطار زيارة رسمية. وأوضحت «دأبت الشيخة شما على دعوة زوجات السلك الدبلوماسي، وهذا أصبح تقليدا سنويا في مثل هذه الأجواء الرائعة، إذ نزور معالمها التراثية ونتمتع بكرم الضيافة ونتبادل أطراف الحديث، كما سبق ودعتنا إلى المخيم الصحراوي وكانت رحلة من أمتع الرحلات، وتحتفظ دائما الشيخة بمفاجأة زوارها بحدث مميز خلال برنامج استقبالها لضيفاتها، فكل لقاء يختلف عن غيره من حيث عنصري الإبهار والتشويق، وهذه السنة عرفتنا على نخبة من سيدات المجتمع، فهي ترمي دائما إلى المتعة والاستفادة من خلال تنظيم هذه اللقاءات المثمرة، كما تساهم سموها في إبراز الجانب التراثي وتضيء على التقاليد الإماراتية». اهتمام مشترك قالت عقيلات السفراء في كلمتهن، التي ألقتها جذل الهنداوي حرم السفير الأردني، رئيسة الوفد الدبلوماسي، نيابة عنهن، إن «المجموعة تتكون من مختلف الجنسيات، ويتكلمن لغات متعددة، ويعتنقن أكثر من ديانة ومع ذلك فهن يتحدثن لغة واحدة هي لغة المحبة والصدق». في سياق آخر، قالت الهنداوي إن المجموعة تتكون من 140 سفارة، تقوم بعدة نشاطات كل شهر، بحيث تجتمع زوجات السفراء المعتمدين لدى الدولة عند سيدة من المجموعة التي تقوم بإبراز جانب من بلادها سواء في مجال العادات والتقاليد، أو استضافة محاضرين في مجالات ذات اهتمام مشترك، وهناك نشاط آخر يتعلق بالذهاب إلى مؤسسة من المؤسسات الخيرية أو الاجتماعية، وهذه السنة تركيزنا ينصب على مركز المستقبل لذوي الاحتياجات الخاصة، وسننظم يوم 19 مارس المقبل يوما خيريا مفتوحا يعود ريعه لصالح هذا المركز، بالإضافة إلى ذلك يتضمن برنامج المجموعة زيارة لنادي الفروسية، موضحة أن الهدف من هذه الزيارة هو التفاعل مع المجتمع المحلي في دولة الإمارات، وإعطاء فرصة لزوجات السفراء، خصوصا الجديدات للاطلاع على ما تتمتع به الإمارات من مخزون ثقافي وحضاري وتطور نحو العلم والتكنولوجيا. من جهتها، قالت ثناء العريدي حرم السفير الفلسطيني، رئيسة المجموعة العربية التي تتكون من 19 سيدة، إن مثل هذه الزيارات تتيح الفرصة للتواصل الفكري والثقافي وتفتح النوافذ أمام زوجات السفراء، خاصة الجديدات منهن للتعرف الإمارات وسيداتها وفكرهن. وتحدثت العريدي عن برنامج المجموعة العربية، وقالت إنه يتضمن يوما خيريا تحت عنوان «فرحة عربية»، وسيعود ريعه إلى الشعب السوري، حيث سيخصص لكل سفارة من 5 إلى 7 دقائق، لتقديم تقليد من كل بلد على المسرح». وعن المجموعة الآسيوية، قالت أومي الفارسي، حرم السفير الأندونيسي، إن المجموعة سعيدة جدا بهذه الزيارة التي لخصت لديها كل معاني الحب والصدق، كما أعطتها نبذة عن البلد وما يحتويه من عظام وكرماء، مؤكدة أنها جديدة في الإمارات ولم تتجاوز إقامتها شهرين، لكن تكون لديها رصيد معرفي وخلفية كبيرة في جميع المجالات من خلال مثل هذه اللقاءات. وأضافت «نحن كمجموعة آسيوية لدينا عدة أنشطة منها اليوم الآسيوي وهو مهرجان لعرض مجموعة من الأكلات الآسيوية، كما تستضيف السفارة بازارا خيريا ومعرضا ثقافيا أندونيسيا». جولات سياحية قبل استقبال السيدات عقيلات السفراء في القصر قمن بجولة للاطلاع على بعض المعالم السياحية في العين، ومنها سوق القطارة، وواحة القطارة، ومركز القطارة للفنون، ثم متحف الشيخ زايد، واختتمت الجولة في منطقة المبزرة، إلى ذلك، قال عمر الكعبي، آثاري في إدارة سوق القطارة من هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة «نستقبل الوفود الرسمية، كما نستقبل طلاب المدارس والجامعات، لنعرفهم بالحياة القديمة والحرف اليدوية والسوق القديم، حيث يعود تاريخ ذلك إلى بداية الثلاثينيات، وقمنا بترميم السوق بالطريقة التي كانت عليها في السابق، أما بالنسبة للمرافق التي يشتمل عليها السوق فهي ورشة عمل مفتوحة في الهواء الطلق وهي لصناعة جذوع النخل والعريش وغيرها من المتعلقات بالنخلة المباركة، وحاولنا ضخ الحياة فيه من جديد بإرجاع الدكاكين القديمة التي كانت به ويلجأ لها الصغار والكبار لاقتناء كل مستلزمات الحياة، من ملابس جاهزة وتمور وحلويات وأوان نحاسية وأخرى فخارية، وتضمنت السوق جانبا منه حرف يدوية للإضاءة على الموروث الثقافي والحضاري والدور الإشعاعي لهذا السوق قبل أكثر من سبعة عقود». وحول موقع سوق القطارة، قال الكعبي إنه جاء بين واحتين واحة القطارة في الشمال وواحة الجيمي في الجنوب، وتتضمن السوق ساحة للألعاب القديمة، بالإضافة إلى مقهى شعبي، موضحا أن السوق ينشط نهاية كل أسبوع، بحيث يستقطب فرقة العيالة لإضفاء جو من المتعة ولاجتذاب السياح والمواطنين والمقيمين على أرض الدولة للتعرف على ما تعرضه السوق من مخزون ثقافي». وأضاف «تستند السوق على بيت بن بدوة الدرمكي الذي تعمل هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة على توثيق مراحله التاريخية، التي ترجع وفق الخبراء إلى 400 سنة، إذ أن هناك حفريات أثبت ذلك ولايزال البحث جاريا نظرا لأهمية الموضوع، وهو يحتضن كل الحرف اليدوية والفنون التقليدية والمعروضات الشعبية». ووفق الكعبي؛ فإن عملية الترميم لسوق القطارة أعادت الحياة للسوق وتأخذ أبعادا اجتماعية واقتصادية وتراثية، ويضم السوق عددا من المحال التي تتنوع بالمواد التقليدية كالأعشاب والتوابل ومنتجات البقالة التقليدية والمنتجات الخشبية وأدوات المطبخ التراثية ومنتجات سعف النخيل، بالإضافة إلى أعمال السدو والغزل والحياكة والتلي، وبعض الأعمال اليدوية الأخرى ونماذج من الأقمشة النسائية والرجالية، وعدة الصقارة والصقارين من منتجات تقليدية والعسل. مركز الفنون في الجهة المقابلة للسوق، يقع بيت بن عاتي الدرمكي، الذي تم ترميمه ليفتتح أبوابه كمركز القطارة للفنون، وقد خضع مؤخرا للترميم إذ قامت هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة إذ يوفر مكانا لدراسة الفنون والثقافة وممارستها من جميع شرائح المجتمع، بالإضافة إلى صالة عرض مميّزة. وقامت عقيلات السفراء بالاطلاع على التجربة الرائدة لهذا المركز، حيث يحتضن الفن المعاصر في قلعة تمّت المحافظة على شكلها الجمالي التقليديّ للواجهات الخارجية، وقرب المركز فن العمارة التقليدية الإماراتية لأذهانهن، وتساءلت السيدات عن البرودة التي تنعم بها البيئة الداخلية للمركز رغم ارتفاع الحرارة في الخارج، ما دفع القيمين على المركز إلى شرح بعض التفاصيل المتعلقة بالخامات المستعملة في البناء، والفراغات التي تجعل الجو في الداخل مختلفا عنه في الخارج. وأتاح المركز للزائرات من عقيلات السفراء الاطلاع على التجارب الفنية والحركة التشكيلية الإماراتية من خلال تشكيلة من اللوحات التي تعرض في بهو كبير يشكل معرضا دائما ومفتوحا تتناوب في الإبداعات في احتلال مساحات مهمة من جداراته، ويضم المركز أيضا استديو للرسم والفنّ التشكيلي، وقاعة مجهزة بأحدث التجهيزات لتعليم الخط العربي بحرفية، كما يحتوي على متحف مصغر يروي الحقبة الأثرية التي مر بها المكان من مراحل. ورد محمد الحميري، مشرف عام واحة القطارة، وهي عبارة عن بساتين تحتوي على كروم التين وأشجار الليمون والموز، على استفسارات عقيلات السفراء اللواتي اطلعن على تقنية الري المتبعة في هذه الواحة قديما، وعلى تربتها الندية التي تختلف عن غيرها من الأتربة خارج الواحة. وتحدث الحميري عن دور المساجد في المنطقة والاستكشافات التي تمت فيها، من خلال مسجد تربع في قلب الواحة الأمر الذي يعكس الدور المحوري الذي كان يلعبه الدين عند سكان المنطقة، حيث كان يشكل مسجدا ومدرسة في آن واحد، كما كان يشكل مكانا للتجمع لاتخاذ بعض القرارات. وأوضح الحميري، الذي رافق عقيلات السفراء في جولتهن، أن المياه كانت تأتي لواحة القطارة عن طريق الإفلاج انطلاقا من ينابيع تقع على بعد عدة كيلومترات باتجاه الجبال، ويعكس نظام الفلج هندسة متقدمة لدى سكان المنطقة في الماضي، بحيث يمنع ضياع الماء بالتبخر ويعتمد على الجاذبية الأرضية للحفاظ على تدفق متواصل، أما بالنسبة لنوعية التربة فقال أنها تربة طينية نتجت عن تدفق السيول من المناطق المجاورة. متحف قصر الشيخ زايد كان في استقبال عقيلات السفراء في الإمارات خلال جولتهن في متحف قصر الشيخ زايد المرشدة السياحية مهرة الشامسي، التي شرحت لهن كل التفاصيل المتعلقة به، ورافقتهن في جولتهن في مختلف مرافق القصر. وقالت الشامسي إنها تعمل باستمرار باستقبال الوفود الرسمية الذين يرغبون في زيارة المتحف، موضحة أن المبنى يعتبر إقامة خاصة للحاكم وعائلته، إذ شكل القصر محل إقامة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله في العين بين سنة 1937 و1966، ويحتوي المتحف على الفناءات الخارجية التي تحتوي بدورها على مجالس كثيرة، حيث كان يستقبل فيها الشيخ زايد وجهاء المنطقة والزوار الأجانب، وهناك أماكن أخرى مخصصة للزوار المحليين، كما تم تخصيص مجالس منفصلة للسيدات لاستقبال ضيفات حرم الشيخ زايد، إلى جانبها خصصت غرف توجد لإعداد القهوة. ختامها «المبزرة» شكلت منطقة المبزرة آخر مكان في جولة الوفد الدبلوماسي لمدينة العين، ذلك المكان الذي يساعد على استرجاع صفاء الذهن والفكر، نظرا لمساحته الممتدة الخضراء وعيونه الجميلة، وفي ختام جولة السيدات في مدينة العين حضرن حفل استقبال نظم على شرفهن، حيث الحفاوة الرائعة الممزوجة بالابتسامة الدائمة التي جعلت عقيلات السفراء يشعرن أنهن في بيوتهن وبين ذويهن، حيث تحدثن واستمتعن بكل ما قدم لهن دون الشعور أنهن غريبات عن الديار التي فردت لهن راحتيها مرحبة ومعانقة ما أذاب فروق الثقافات المختلفة. رسائل للعالم أشادت الفنانة سميرة أحمد، إحدى النماذج الإماراتية النسوية المشاركة في الزيارة، بمعاني هذا اللقاء، وقالت عنه إنه «رسالة نبعثها للعالم، سواء من حيث حفاوة الضيافة وكرمها أو من حيث النخبة التي اجتمعنا بها من سيدات المجتمع التي كونت باقة متنوعة الاهتمامات». وأضافت «استطاعت الشيخة شما أن تجمع العالم في ظرف وجيز، فالكل توحد هنا رغم ألسنتهن المختلفة وتحدثن لغة واحدة لغة المحبة، فعدد سيدات الإمارات مهم جدا، وهذا سيفتح قنوات التواصل، وسيحقق نتائج عدة على جوانب مختلفة، فأنا مثلا تعرفت على أسماء جديدة من السيدات والفتيات الإماراتيات، كما سمعت تخصصات جديدة تقتحمها المرأة، وهذه إنجازات كبيرة بالنسبة لنا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©