السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هيرات

هيرات
10 يناير 2008 01:45
حرف ومهن صفّار: الصفّار هو الحرفي الذي يمتهن حرفة تطويع النحاس لتشكيله على هيئة أوانٍ منزلية، أهمها الدلّة رمز الضيافة العربية فهي وعاء القهوة، كما كان الصفّار (النحاّس) يصنع قدور النحاس لطهي الأطعمة المختلفة، والصفّار سمي بهذه التسمية نسبة إلى المادة الخام للنحاس والتي تسمى بالعامية الإماراتية (صفرْ) كما يسمى النحاس بعد تصنيعه (شبْهْ) العمارة التقليدية فرخة: هي الباب الصغير الموجود في الباب الكبير ويسمى فرخة نسبة إلى الفرخ أي الصغير (كقولهم فرخ الحمام) وعند العرب يسمون هذا الباب الصغير (خوخة)، وقد كانت البيوت الكبيرة والحصون والقلاع توضع لها بوابات كبيرة تسمى (دراويز) مفردها (دروازة) وفي الدروازة تكون الفرخة، وكانت تلك الأبواب تصنع من خشب الساج (التيك) وخشب السيسم الأسود· مثل شعبي الباز لو نفسه نييبه·· يشين يوم يرابع غراب معناه: يضرب هذا المثل في الرجل الخير النجيب الذي تسوء أخلاقه فجأة لأنه أخذ بمماشاة سيئي الأخلاق وضيعي المستوى· معاني الكلمات: نييبه: نجيبة من النجابة، يشين: عكس يزين أي يسوء، يرابع: يصادق أو يماشي· كلمات دخيلة ميوه: تعني فاكهة، وهي كلمة فارسية الأصل تستخدم في مناطق عدة في بلدان الخليج العربية، وفي شرق افريقيا عند المتحدثين باللغة السواحلية، وفي بلاد ما وراء النهر في أوزباكستان وأذربيجان وغيرها من بلاد التركمان· حكاية شعبية زوجة الطواش صلوا على محمد اللهم صلي وسلم عليه كان يا مكان في قديم الزمان امرأة جميلة وذكية تعيش حياة سعيدة مع زوجها الطواش الغني ذائع الصيت، ولم يكن ينقصها في حياتها إلا شيء واحد ومهم هو الأطفال، فهي لم تكن تنجب أبداً· وكانت لزوجة الطوّاش أخت شقيقة تسكن في قرية بعيدة مع زوجها الفقير وهم يعيشون في سعادة وهناء على الرغم من حياة الفقر التي هم فيها، ولهم من الأولاد والبنات عشرة· في أحد الأيام قررت زوجة الطوّاش زيارة أختها في تلك القرية البعيدة للاطمئنان على حالها وحال أطفالها وزوجها والنظر في احتياجاتهم، فاستأذنت زوجها الطوّاش بهذه الزيارة فما كان منه إلا أن وافق وحمّل لها عدداً من الجمال بالهدايا والأغذية والاحتياجات الأخرى· انطلقت صباح اليوم التالي لتجهيز قافلتها ورافقها خادمها الأمين، وبعد مسيرة أسبوع وصلت زوجة الطواش إلى القرية التي تسكنها أختها· فرحت الأخت بأختها زوجة الطوّاش كثيراً، كما فرح الزوج والأطفال بالهدايا الكثيرة والأغذية والأشياء الأخرى التي جلبتها معها، وفي غمرة هذه الفرحة والابتسامات وعبارات الترحيب والمديح والإطراء، سألت الأخت الفقيرة أختها زوجة الطوّاش عما إذا كانت قد رزقت بأطفال بعد انقطاعها الطويل، فردت الأخت بأنها مازالت تعاني من عدم الإنجاب، وأنها تخشى اليوم الذي يحس فيه زوجها بأنه محروم من هذه النعمة وأنه لابد له من إنجاب الأطفال· سكتت الأخت الفقيرة برهة ثم قالت لأختها: أختي الحبيبة··· لطالما كنت سنداً وعوناً لنا في كل الظروف··· وقد تلقينا أنا وزوجي وأطفالي··· رعاية خاصة منك في كل الأوقات، واليوم حان الوقت لنرد لك الجميل··· عندما تعودين إلى المدينة قولي لزوجك بأنك حامل!··· وأنك قد قررت أن تلدي هنا في القرية عندي لتضمني تلقي الرعاية لك وللطفل القادم بشكل سليم··· ردت زوجة الطوّاش: ولكن من أين سأتي بطفل حديث الولادة· الأخت: إني حامل الآن وقد قررت أن أهبك هذا الطفل· زوجة الطوّاش: ولكن!؟ الأخت: ليس هناك لكن! هذا أقل شيء يمكن أن أقدمه لك، وما عليك إلا التظاهر بالحمل وما يصاحبه من علامات وتغيرات· وافقت زوجة الطوّاش على هذا العرض، ولم تستطع أن تخفي فرحتها الكبيرة بما تلقته من أختها التي أثبتت لها بأنها تبادلها حباً صادقاً، وأنها ليست هي فقط التي تستطيع جلب السعادة لأختها بهداياها، فالمرة الأولى التي حاولت فيها أختها رد الجميل ردته بشكل كبير جداً، لقد وهبتها أحد أبنائها· عادت زوجة الطوّاش إلى المدينة وزفت خبر حملها إلى زوجها ففرح فرحاً شديداً بل كاد أن يطير من الفرح وأخبر الجميع بذلك، وتوافدت عليه جموع الناس والأعيان مهنئين· حل موسم الغوص واستعد الطوّاش لمغادرة المدينة سعياً لـ ''الهيرات'' في عرض الخليج العربي لشراء أنواع اللؤلؤ المختلفة والبحث عن أجوده وأقيمه، فاستأذنته زوجته أن تغادر في الفترة نفسها حتى لا يرهقها السفر لاحقاً وهي في الأشهر الأخيرة، وحتى تكون في رعاية أختها وقريبة منها· جهزها الطواش بقافلة كاملة محملة بكافة الاحتياجات والهدايا والمؤن، وفور وصولها إلى القرية رحبت بها أختها وزوجها وأطفالهما أجمل ترحيب وتمنوا لها طيب الإقامة معهم· مضت أشهر الحمل ووضعت الأخت حملها بطفل جميل، وظلت ترعاه حتى انتهت فترة النفاس، بعدها طلبت زوجة الطوّاش أن تغادر إلى المدينة، لكن الأخت رفضت أن تفي بوعدها وأبت أن تستغني عن وليدها، وقالت لأختها إن كنت تريدين استرجاع هداياك فخذيها ولكني لن أفارق وليدي للحظة واحدة· حاولت زوجة الطوّاش ثني أختها عن هذا القرار المفاجئ والمؤلم ولكنها لم تستطع، لذا قررت أن تذهب لتواجه المصير الذي ينتظرها، وهي تتلوى من الأسى والألم· أخذت زوجة الطوّاش قطعة من الخشب بحجم الطفل ولفتها بقطعة قماش لتوهم خادمها بأنه طفل وغادرت القرية، وبينما هي في الطريق لم تتوقف أبداً عن البكاء والحزن يلفها في كل وقت، سألها خادمها عن سبب حزنها فقالت له إنه يصعب عليها فراق أختها بعد هذه الفترة الطويلة· بعد مضي أيام من السفر سأل الخادم سيدته باستغراب عن حال الطفل فهو لم يسمع له صوتاً، كما أنها لا تفارقه أبداً، ولا تطلب منه حمله، حتى عندما تذهب لقضاء حاجتها فهي ترفض إعطاءه الطفل· قالت له إن الطفل نائم وأنها لا تقوى على فراقه· قبل وصولهم إلى المدينة بيوم واحد خيّموا على مكان هناك واتفقوا على أن تكون مغادرتهم باكراً بعد صلاة الفجر، وقبل الفجر بدقائق نهض الجميع، فذهبت زوجة الطوّاش لقضاء حاجتها والوضوء، وبينما هي تحاول أن تستتر بشجرة إذا بها تجد طفلاً رضيعاً أسفل تلك الشجرة··· ويالها من فرحة··· فرمت قطعة الخشب من يدها وأخذت القماش ولفت به الطفل الحقيقي فبكى الطفل وأكثر من البكاء وهي حائرة بين الفرح والدهشة، ومن فرط هذه السعادة الغامرة در صدرها بالحليب فأرضعت الطفل حتى شبع، ثم ذهبت به إلى الخادم وطلبت منه أن يمسك الطفل حتى تنتهي من صلاتها·· فاندهش الخادم من هذا التصرف! صلّت وحمدت الله كثيراً على هذه النعمة، ثم انطلقا إلى المدينة، وبعد وصولها بيومين وصل الطوّاش وفرح فرحاً شديداً لدى رؤيته الطفل، وأقام الاحتفالات والولائم· بعد أن أكمل الطفل عامه الأول، رزق الله الزوجة حملاً حقيقياً ففرحت به وحمدت الله على هذه النعم، وأخبرت زوجها بالأمر ففرح وقال لها إنه لا يمانع من أن تذهب مرة أخرى إلى أختها لتضع حملها هناك··· ولكنها أخبرته بأنها تفضل أن تبقى في بيتها· بعد مضي فترة الحمل وضعت الزوجة طفلاً جميلاً، وكانت الفرحة مشتركة بينها وزوجها الذي أقام الاحتفالات للطفل الجديد كما فعل للطفل الأول· نشأ الطفلان وكبرا في كنف والديهما، وكانا متلازمين متحابين، إلا أن الكبير كان يخاف كثيراً وهو دائم التردد في كل شيء، أما الصغير فقد اشتهر بجرأته وشجاعته· في أحد الأيام وبينما كانا يلعبان مر الطوّاش بطريق الصدفة فأخذ يراقبهما وهما منهمكان في اللعب كل على طريقته، الطفل الكبير صنع على قطعة من الخشب ما يشبه أداة النسيج وأخذ ينسج الخيوط في لعبته وهو منهمك، والطفل الصغير صنع من الليمون اليابس والخيوط وقطعة صغيرة من جريد النخل ما يشبه ميزان اللؤلؤ ووضع فيه حبات صغيرة من الحصى وبدا وكأنه طوّاش يزن اللؤلؤ، اندهش الأب مما رأى، وأخذ يكرر مراقبتهما كل يوم، وفي يوم من الأيام سألهما ممن تعلمتم هذه الألعاب؟·· فأجاباه بأنهما تعلما من تلقاء نفسيهما· احتار الطوّاش من إجابتيهما وازداد حيرة من سلوكهما وصفاتهما فانطلق إلى زوجته، وطلب منها أن تفسر له تصرفات ولديه فالصغير من تلقاء نفسه امتهن مهنة الطواشة وتحلى بصفات الشجاعة والإقدام، أما الكبير فدائم الخوف والتردد وفي لعبه يمارس مهنة النسّاجين وهو عمل بعيد عنه وعن أهله، حتى أهلها هي لا يمتهنون هذه المهنة، وقال لها: إنني لا أشك بك ولا أتهمك بشيء ولكني أريدك أن تساعديني في تفسير هذا الأمر فقط· فاعترفت له بما حدث لها وروت له القصة بأكملها، وطلبت منه أن يستشهد الخادم على أحداث القصة ليتأكد من صحتها، فقال لها إنه لا داعي لذلك فهو يصدقها، بل طلب منها أن يبقى الموضوع طي الكتمان، وقال لها إنه لن يفرق في المعاملة بين الطفلين بل سيحاول أن يكتسب الطفل الكبير شيئاً من صفاته حتى يفتخر به كأخيه· الطواش: هو تاجر اللؤلؤ عند أهل الخليج· الهيرات: جمع والمفرد هير وهو مغاص اللؤلؤ· Aziz094@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©