الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عندما تصبح التوليفة التجارية هي المضمون

عندما تصبح التوليفة التجارية هي المضمون
24 مارس 2010 21:16
بعد عام واحد من تجربته الأولى يقدم المخرج والمنتج هاني جرجس فوزي تجربته الإخراجية الثانية “أحاسيس” وعلى نفس النهج اختار أحد الموضوعات المثيرة للجدل وهو العلاقة الحميمة بين الرجل والمرأة داخل إطار الزواج أو خارجه ولجأ الى كل الحيل التجارية ليستعرض مجموعة من المشاكل المترتبة على هذه العلاقات التي ساقها في سيناريو كتبه أشرف حسن في أولى تجاربه للسينما واستعان بفريق فيلمه الأول “بدون رقابة” ورغم مشاهد العري واستعراض الأجساد وتلصص الكاميرا على النساء اثناء الاستحمام بطريقة مكررة وبلا أي مبرر فإن الفيلم لم يحقق اي نوع من الإثارة وحتى القصة العاطفية التي زج بها جاءت مبتورة. فيلم “أحاسيس” فكرة وإخراج هاني جرجس فوزي بطولة باسم السمرة وعلا غانم وادوارد وأحمد عزمي وراندا البحيري وماريا ومروى وعبير صبري ونبيل عيسى وميمي جمال. وتدور الأحداث حول مجموعة من الأصدقاء لا نعرف سوى أن كلا منهم لديه مشكلة في الفراش ولا يهتم السيناريو بأن نرى ملامحهم ونعرف مهنتهم مثلا أو علاقاتهم خارج حجرات النوم ولذلك يشعر المتابع للأحداث بأنه بعيد تماما عن هؤلاء البشر الذين لا يشغلهم سوى تلك اللحظات وكل ما في العالم من منغصات تتوارى. علا غانم زوجة وأم لطفلين تعمل وتعيش حياة مرفهة مع زوجها الطيار الذي يعاملها برقة ورقي وبعد سبع سنوات تشعر بالحنين لحبيبها السابق الذي عاشت معه علاقة عاطفية كاملة ومازالت تستعيد ذكراها وتقرر فجأة التخلي عن بيتها وطفليها لمجرد انها علمت أنه لم يتزوج بعد والغريب أن هذا الحبيب باسم السمرة لايحمل أي ملامح عاطفية بل تخاصم ملامحه الجاذبية وهو ممثل مميز جدا في معظم أدواره الا ذلك الفيلم الخالي من الأحاسيس وحتى مشهد وفاة البطل يفجر الضحك بدلا من الدموع. الفيلم يعيد زمن سينما المقاولات بكل تفاصيلها من الكباريه والرقص والغناء الشعبي المبتذل والأحداث الملفقة ويعرض تحت لافتة للكبار فقط ورغم ذلك فإن معظم الأحداث لا يتقبلها عقل أو منطق. قصة أخرى لزوجين تزوجا عن حب ولكن هذه المرة تكون تجارب الزوج السابقة مع بعض الساقطات هي المأزق الذي يواجه الزوجين احمد عزمي وراندا البحيري ولهذا يتهمها بالبرود والقصة الثالثة لامرأة متزوجة هي اللبنانية مروى وتعيش حياة مرفهة واختارت أن يكون لها صديق تستضيفه ليكمل لها ما تفتقده كلما سافر زوجها في مهمة عمل والطريف أن الزوج عندما يفاجئهما في حجرة نومه يتصرف بهدوء ويستمع لنصيحة زوجته الخائنة ويطلقها لتتزوج عشيقها الذي كانت تقول عنه إنه لايحبها ولا تحبه. اما ماريا فهي فتاة الليل التي تملك قلبا من ذهب وتحب “أحمد” أو باسم السمرة الذي يتردد طوال الوقت على الملهى الليلي هو وصديقه احمد عزمي الذي يصادق راقصة أخرى هي دنيا عبدالعزيز ويقوم كل منهما بنثر المئات يوميا ونكتشف ان باسم السمرة مازال قلبه معلقا بزميلته وحبيبته السابقة علا غانم وبمجرد أن رأى رقم هاتفها بعد سبع سنوات استعاد كل ذكرياته معها فما سر فراقهما؟ ولمزيد من الاثارة يقدم السيناريو مبررا فقيرا ولكن بالتدريج نتكتشف السر الرهيب وهو انه مريض بورم في المخ منذ سنوات واخفى هذا السر الرهيب عن حبيبته ليمنحها الفرصة في حياة مستقرة وسعيدة ولذلك يدعي انه يحب “نورا” أو ماريا الراقصة وبالفعل يتزوجها ويصطحب حبيبته علا غانم الى زوجها ويقول له إنهما تقابلا بالصدفة ويقرر “أحمد” أن يجري العملية الخطيرة التي يحذره منها الطبيب وعلى طريقة أفلام الأربعينات يسرع أحمد عزمي الى علا غانم ليخبرها بالحقيقة وتسرع مع زوجها الى المستشفى ويبدو انه بدأ أخيرا الشك في سلوكها ويموت باسم السمرة بينما الكل يقف ويتابع النهاية المؤلمة والجمهور يضحك من هذا الاستخفاف. لا يكفي أن يتناول الفيلم السينمائي موضوع العلاقة بين الزوجين ليكون فيلما جريئا أو للكبار ولكن أسلوب المعالجة والتفاصيل الدقيقة هي التي تصنع السينما الجميلة وقد سبق أن طرحت مثل هذه المشاكل في العديد من الأفلام ومنها الفيلم المتميز “سهر الليالي” وخلا سيناريو “أحاسيس” من أي تفاصيل تجعل المتابع يشعر بالتعاطف او لحظة صدق واستبدل الحوار بمشاهد لا مبرر لها ولجأ الى الاستعانة بمشاهد الابيض والاسود ليضفي بعض الدفء على الصور الباهتة والشخصيات المبتورة وحتى الطبيبة النفسية التي لعبتها عبير صبري ولجأت اليها كل من علا غانم وراندا البحيري ومروى جاءت بلا تأثير وضاع جهد رمسيس سليم في الديكور وفقدت الموسيقى تأثيرها ولم تشفع براعة مدير التصوير هشام سري ولا المونتاج في اضافة قدر من التشويق او المتعة وبات واضحا حضور المخرج ورغباته في مغازلة شباك التذاكر بأسلوب مكشوف وغير مناسب لزمن الإنترنت الذي يحفل بالعديد من الصور والأفلام العارية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©