السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شاعرة سعودية تجرح أصبعها لتكتمل القصيدة

شاعرة سعودية تجرح أصبعها لتكتمل القصيدة
24 مارس 2010 21:16
اختتمت في القاهرة فعاليات ملتقى قصيدة النثر العربية بعد مضي أربعة أيام وكُرم خلالها عدد من شعراء قصيدة النثر وهم الشاعر اللبناني وديع سعادة والشاعرة السعودية فوزية أبو خالد والشاعر المصري محمد فريد أبو سعدة، وكان ضيف شرف الملتقى “قصيدة النثر السعودية”. افتتح الملتقى في اتحاد الكتاب حيث القى منسق الملتقى الشاعر صبحي موسى كلمة الملتقى ومن ثم ألقى الدكتور شوكت المصري كلمة مشابهة، بعد ذلك ألقى كلمة الضيوف الشاعر المغربي محمد أحمد بنيس وتحدث فيها عن أهمية الشعر اليوم، ومقاومته لخراب العالم وكوارثه أو هذا ما ينبغي. ثم ألقى رئيس اتحاد الكتاب محمد سلماوي كلمة أشار فيها إلى أهمية التجديد في الشعر واستعرض تأريخ تطوير القصيدة والفنون من الغرب إلى عالمنا العربي، بعد ذلك أعلن المتلقى تكريمه للشاعر وديع سعادة لمشواره الكبير في كتابة الشعر ومع قصيدة النثر منذ الثمانينات، وأعلن تكريمه للشاعرة فوزية أبو خالد كواحدة من رائدات قصيدة النثر في عالمنا العربي، والشاعر المصري محمد فريد أبو سعدة تقديراً لتجربته الكبيرة في المشهد العربي والمصري خاصة، بعد ذلك أقام وديع سعادة أمسيتة الشعرية بحضور عدد كبير من الشعراء والمثقفين ومحبي الشاعر، وطالبه الحضور بإلقاء قصيدته الشهيرة الطويلة “بسبب غيمة على الأرجح” وقرأ أيضا قصائد أخرى. شعر في كل مكان تقرر أن تكون الجلسات الشعرية للملتقى متنوعة في عدة أمكنة كفعاليات موازية للجلسات في اتحاد الكتاب، شعراء يقرأون في “ساقية الصاوي” وآخرين في أكاديمية الفنون و”بيت الشاعر” بالإضافة الى اتحاد الكتاب نفسه، بحيث تسنى للشعراء القراءة في أمكنة متعددة ولأكثر من مرة. من ليبيا قرأ جمعة الفاخري وباسط أبو بكر ومن المغرب محمد أحمد بنيس ومن اليمن عمرو الأرياني ومحمد العابد، ومن العراق ماجد موجد ورنا جعفر ياسين وصلاح حسن ونجاة عبدالله ومن سوريا وجيهة عبدالرحمن وسمر محفوظ ومن لبنان الياس نقولا ومحمد حلمي الريشة بالإضافة إلى ضيف الشرف قصيدة النثر السعودية، ومجموعة كبيرة من الشعراء المصريين الذين يمثلون تجربة جديدة لقصيدة النثر. وما لفت النظر أن جميع الجلسات الشعرية قام بإدارتها الشعراء العرب من مختلف البلدان المشاركة وهي بادرة جميلة تحسب للملتقى. جلسات نقدية يومية بدت أطروحات الجلسات النقدية في الملتقى متنوعة وتطرح خطاباً نقدياً جديداً يوازي النص الجديد الذي يقوم عليه هذا الملتقى، وشارك عدد من النقاد العرب بأطروحات مختلفة وبحوث جديدة خاصة بالملتقى، وكانت الجلسة النقدية الأولى “قصيدة النثر والخطاب النقدي” شارك فيها عبدالحفيظ عيساوي من ليبيا وحمزة رستناوي من سوريا ومدحت صفوت من مصر وأدارها الشاعر المصري حمدي إسماعيل، تلى ذلك جلسة نقدية أخرى عن “قصيدة النثر السعودية التاريخ والمشهد” شارك فيها: عمر محفوظ وحاتم عبدالهادي من مصر، وفي اليوم الثاني كان هنالك جلسة نقدية تحت عنوان: قصيدة النثر وخصائص النوع، وشارك فيها غادة البشتي من ليبيا وناهد صلاح وحاتم مرعي من مصر، وأخيرا ً “قصيدة النثر واشكاليات التلقي” ألقاها كل من وائل غالي ورمضان الحضري من مصر وسليمان زيدان من ليبيا. وقد طبعت هذه البحوث في نهاية الملتقى في كتاب خاص بهذه الفعاليات. ضيف الشرف في الأعوام الأخيرة شكلت قصيدة النثر السعودية تجربة مختلفة وقادرة على أن تضع اسمها على خريطة هذه القصيدة بشكل متميز ولافت، وفي الملتقى قرأ الشعراء من السعودية خلال أيام الملتقى قصائدهم، وخلال كل جلسة شعرية كان هنالك تجربة شعرية تطرح مالديها خصوصا وأن عدد الشعراء من السعودية يمثل تجمعا نادرا ومتنوعا ومتوزعا على أجيال قصيدة النثر، فبالإضافة إلى فوزية ابو خالد التي كرمها الملتقى هنالك بديعة كشغري ومحمد خضر ومها السراج وسناء ناصر وريم فهد وميادة زعزوع وعماد عمران وكوثر الموسى. وفي احتفالية ضيف الشرف التي كانت خاصة بتجربة قصيدة النثر السعودية قرأت فوزية أبو خالد من تجربتها الشعرية الأخيرة وماقبلها وقرأت سناء ناصر قصائد جميلة صفق لها الحضور وأثنوا على تجربتها كتجربة جديدة ملفتة، وقرأت ريم فهد قصيدتها بشكل مختلف واسترجعت خلال القصيدة حالتها الشعرية وقت كتابة القصيدة، قامت بجرح اصبعها ذاهبة بذلك إلى نوع من الأداء الشعري وقد لايستوعب ماقامت به ريم فهد تماما إلا من حضر القصيدة وطريقة إلقائها خصوصا وأنها مسحت ذلك الدم النازف من اصبعها في نهاية الأمر بقميص العازف الذي كان يصاحب الجلسة الشعرية.. إنها تقدم طريقتها الحديثة في قراءة الشعر وإلقائه تلك الميديا التي هي جزء من جسد القصيدة، وتشير لاحقا إلى أننا في ثقافتنا الشعرية العربية كنا نلحظ انماطا مختلفة يمر بها الشعراء خلال مسيرة الأدب والشعر، فمن الشعراء مثلا من كان ينيب عنه أحدا ليقرأ قصائده، ومنها أيضا ثقافة الحكواتي والراوي، وهذه الطرائق موجودة كما تشير ريم فهد في الثقافتين الرومانية واليونانية من أزمنة مرت، ولعلها كانت مأخوذة من ثقافتنا العربية قبل ذلك بزمن وكانت ريم فهد قد طلبت من اعداد صالة الجلسة الشعرية اغلاق جميع الأضواء عندما يحين وقت قصيدتها حيث لم يتبق سوى ضوء الكمبيوتر الذي أضاء على وجهها وتاركة بذلك أثرا طيبا وجميلا ومتسائلا بدهشة من الحضور في أكاديمية الفنون. كما قرأت مها السراج في الاحتفائية الأخيرة ثلاث قصائد وألقت كوثر الموسى قصائدها من ديوانها الجديد وأهدت الشاعر وديع سعادة نصا يحمل اسمه، وكذلك ألقت بديعة كشغري من ديوانها الجديد وميادة زعزوع ثلاث قصائد جديدة. وقد تقرر أن يكون ضيف الشرف في أعوام قادمة قصيدة النثر اليمنية والليبية. جائزة مسابقة الملتقى كانت حفلات توقيع الكتب الجديدة والدواوين الشعرية وإصدار كتاب خاص بالملتقى يتضمن جميع قصائد المشاركين في الملتقى، والحفلات الموسيقية وتكريم الراحل محمد صالح هامشاً جميلا وإضافة قديرة للملتقى، بل وأعلن في اليوم الأخير عن نتيجة المسابقة التي سبق أن أعلن عنها الملتقى قبل بدئه بشهر تقريبا وقد فاز في هذه الدورة حنان شافعي (مصر) عن ديوانها “على طريقة بروتس”، رشيد الخدري (المغرب) عن ديوانه “خارج التعاليم”، غادة خليفة (مصر) عن ديوانها “تقفز من سحابة إلى أخرى” وجائزة خاصة لقصيدة النثر المصرية التي تكتب بالعامية، وقد فاز بها الشاعر رامي يحيى عن ديوانه “الغريب”، وقد تسلم كل من الفائزين درع جائزة التميز الشعري وشهادة تقدير أو ما يعرف ببراءة الجائزة، ومبلغ مالي قيمته ألف وخمسمائة جنيه تبرع به عضو اللجنة التحضيرية الشاعر عادل جلال. ونوهت اللجنة عن دواوين مهمة شاركت في المسابقة وهي “تحت مخدة الكون” للشاعرة المغربية لبنى المانوزي، و”بارانويا” للشاعر المصري محمد خير، و”مقصلة بلون جدائلي” للشاعرة العراقية رنا جعفر ياسين. ومع أن مشاركة القصيدة العامية لاقت استحساناً من البعض إلا أن الأغلبية من النقاد والمتابعين رأوا أنها قصيدة أخذت حقها بشكل كبير في المشهد المصري خاصة والعربي وكان لابد أن تحظى قصيدة النثر الفصيحة فقط بكامل أحقيتها بهذا الاحتفال وجاء هذا الرأي ليس فقط من أرباب قصيدة النثر بل من شعراء العامية أنفسهم، واستنكر عدد من المتابعين تسمية قصيدة النثر العامية واصفين هذا بالمخاطرة والمغامرة اللامسؤولة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©