الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المرشح ورواية الاغتصاب

24 ابريل 2016 22:08
تجري الفلبين الانتخابات الرئاسية في التاسع من مايو، فيما يعد تصويتاً محورياً لأمة تفخر الآن بأنها واحدة من أكثر الاقتصادات ديناميكية في آسيا، وتستعد لإحداث مزيد من النمو بعد عقود من التخلف عن جيرانها في جنوب شرق آسيا. وخلال فترة ولايته التي استمرت ست سنوات، كان الرئيس المنتهية ولايته «بنينو أكينو الثالث»، والذي يمنعه الدستور من الترشح مرة أخرى، صريحاً فيما يتعلق بالصين وتحركاتها العدوانية في بحر الصين الجنوبي. وينبغي على القائد القادم في مانيلا أن يحسب حساباً لمنطقة تعج بالتوترات، بينما يحاول ضمان إيصال ثمار التقدم الاقتصادي إلى المزيد من سكان البلاد البالغ عددهم 100 مليون نسمة. ومع ذلك، فثمة سبب يجعل معظم الناس في العالم يدركون أن الانتخابات في الفلبين لن تفعل سوى القليل في الجغرافيا السياسية. في تجمع انتخابي عقد في 12 أبريل، ألقى «رودريجو دوتيرت»، المرشح الأوفر حظاً في السباق الرئاسي، دعابة فجة وصادمة عن الاغتصاب. وجاءت التصريحات عندما كان دوتيرت، العمدة صعب المراس لمدينة دافاو الواقعة جنوب جزيرة مينداناو، يقص رواية عن أزمة الرهائن التي حدثت تحت سمعه وبصره عام 1989. فقد تغلب بعض السجناء في أحد السجون على الحراس وأخذوا 15 شخصاً رهائن، ومنهم «جاكلين هاميل»، وهي مبشرة استرالية (36 عاماً). ووفقاً لروايات شهود العيان، فقد تم اغتصابها من قبل خاطفيها وأصيبت بعيار ناري في الرقبة عندما تمكنت قوات الأمن أخيراً من اقتحام السجن، وقتل الـ15 سجيناً. ثم ماتت هاميل. وقال المرشح الرئاسي، في لقطات فيديو انتشرت سريعاً عبر الإنترنت: «نظرت إلى وجهها، يا لها من خسارة. وما بدر إلى ذهني أنهم اصطفوا واغتصبوها. لقد كنت غاضباً لأنه تم اغتصابها، هذا شيء.. لكنها كانت جميلة للغاية، كان يجب أن يكون العمدة أول من يفعل ذلك. يا لها من خسارة». في لقطات الفيديو، يظهر الحشد وهو يستقبل دعابة دوتيرت -والتي تمنى فيها أن يكون أول من اغتصب المبشرة الأسترالية- بالضحك. لكن الإدانات زادت منذ ذلك الوقت، مع استنكارات لدوتيرت من المرشحين المنافسين والسفارة الأسترالية وجماعات حقوق المرأة. وقال نائب الرئيس «جيجومار بيناي»، المرشح أيضاً للرئاسة: «إنك شخص مجنون لا يحترم النساء ولا يستحق أن يصبح رئيساً». وفي استطلاعات الرأي التي أجريت في مطلع أبريل، قبل أن يتفوه بنكتته عن الاغتصاب، تخطى دوتيرت (71 عاماً)) أقرب منافسيه، السيناتورة «جريس بو»، وهي ابنة بالتبني لنجم سينمائي ذو شعبية، بسبع نقاط. والبعض يعتقد أن هذا الهامش سيتقلص. وبعد الاستجابة البطيئة والمرتبكة نوعاً ما لتصريحاته، قدم دوتيرت اعتذاراً كاملا يوم الثلاثاء. وقال: «إنني أعتذر للشعب الفلبيني عما بدر مني مؤخراً في الحشد. لم تكن هناك نية للحط من قدر النساء أو ضحايا هذه الجريمة البشعة». وأضاف في بيان: «أحياناً يسيطر عليّ لساني». لكن دوتيرت قال أيضاً: «رغم ذلك، فإنني لن أعتذر عن الأشياء التي قمت بها لحماية شعبنا، لاسيما الضعفاء والعزل، من الجريمة. أعلم ماذا يفعل ذلك للضحايا وأسرهم. والحسرة والألم الذي سببه. وهذه هي الصدمة التي لا يمكن محوها. لقد شهدت ذلك بنفسي عدة مرات». وكان المرشح الرئاسي قد تعهد في وقت سابق بتشكيل «حكومة نظيفة» على الرغم من تصريحه الذي وصفه البعض بـ«القذر». ووصف دوتيرت قدرته على التعامل بقسوة مع الجريمة. ويرجع إليه الفضل في تحويل مدينة دافاو من مدينة مضطربة ينعدم فيها القانون إلى مدينة آمنة ومزدهرة نسبياً. ويشير النقاد إلى أن وسائله العنيفة قد أكسبته لقب «المعاقب» وأدت إلى مزاعم بأنه استخدم فرق الموت لتنفيذ عمليات قتل خارج نطاق القضاء. وقد أعلن دوتيرت عن نيته شنق أو إغراق 100 ألف من المجرمين المدانين إذا فاز في انتخابات 9 مايو. وقد جعله نهجه العنيف يفوز بتأييد شعبي، حيث يشعر الفلبينيون بالقلق بسبب تصاعد العنف في أنحاء البلاد والإرهاق من سنوات حكم أكينو. ولم ير الكثير من الفلبينيين الفقراء شيئاً يذكر من تقدم البلاد، رغم نصف عقد من الاستقرار والنمو الاقتصادي. يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة الفلبين «أريس أروجاي» إن الكثير من مؤيدي دوتيرت هم «مؤمنون حقيقيون» ممن لن يغيروا على الأرجح رأيهم بعد الجدل الأخير. واستطرد في لقاء مع صحيفة «سيدني مورنينج هيرالد»: إذا ألقيت نظرة على التأييد الذي يحظى به دوتيرت ستدرك أن لديه بحق جمهور من الناخبين. *محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©