اتهم رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري رئيس الوزراء فؤاد السنيورة أمس بـ ''اغتصاب السلطة'' وترحيل الحل، فيما أكدت مصر والسعودية أن تحسين الروابط مع سوريا يتوقف على إنهاء الأزمة السياسية في لبنان·
وفي بيروت أكد بري رداً على رفض السنيورة الحوار بـ ''إدارة شيخ المعارضين'' أنه ''إذا كان الحوار متعذراً بإدارة شيخ المعارضة فما بالك، عما انت فيه قائماً بمقام رئاسة الجمهورية مغتصباً للسلطة ومتسبباً بتعطيل المؤسسات بما في ذلك الحوار الذي كان جارياً في نوفمبر ،2006 فهل يصح القول هنا ولا يصح هناك، ونحن نحاور من أجل تنفيذ المبادرة العربية وخلاص لبنان، مع الاشارة الى أنك لم تعترض على شيخ المعارضين في حوارين وهو يديرهما سابقاً وكان ينعم بالجلوس الى جانبك''، وخاطب السنيورة بالقول ''هل شعرت بدنو الحل، فأردت ترحيله، سامحك الله كفى تذرعاً بما أنت واجده''·
وكان الرئيس السنيورة الذي عاد أمس الى بيروت قد أطلع البطريرك الماروني نصرالله صفير ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان ومفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني وشيخ عقل الطائفة الدرزية نعيم حسن وقائد الجيش الجنرال ميشال سليمان ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط ورئيس الهيئة التنفيذية لـ''القوات اللبنانية'' سمير جعجع والنائب ميشال المر على حصاد جولته العربية، وأكد لهم دعم العواصم التي زارها للحكومة ونهجها، وتحبيذ فكرة أن يدير رئيس الجمهورية الحوار المنتظر في القصر الجمهوري فور انتخابه·
وأوضح مكتب جعجع الإعلامي أن السنيورة لمس تعاطفاً وتفهماً كبيرين من قبل الدول التي زارها لموقف الحكومة اللبنانية بعد أن شرح لهم الضغوط التي تمارس على لبنان بهدف شل مؤسساته الدستورية وتقويض دعائم وجوده مقدمة لإخضاعه·
اما بري فقد رسم ولأول مرة صورة قاتمة لمستقبل الوضع في لبنان، مبدياً خشيته من تفاقم الأوضاع لأن الأفق مسدود ولا أمل بحل يأتي من الخارج، ونقل زواره عنه قوله ''إن لبنان اصبح رهينة مصالح الآخرين، الأمر الذي افقده فرادته وميزته في العيش المشترك، لكنه حريص على استكمال مساعيه لقناعته بأنه لا مناص من الحوار لانقاذ البلد''· وعكست أجواء بري التشاؤمية توتراً ملحوظاً في الشارع اللبناني تمثل بتوترات أمنية متنقلة سجلت في عدد من أحياء العاصمة بيروت بين أنصار للاكثرية وآخرين للمعارضة· سارعت قوى الجيش الى تطويقها لاسيما بعدما ظهرت عناصر مجهولة الانتماء وهي تضع اقنعة سوداء على وجوهها، عمدت الى إقامة حواجز متنقلة، وتعرضت لعدد من المواطنين بالضرب والاهانة·
من جهة ثانية شكل انسحاب النائب ميشال المر من تكتل ''التغيير والاصلاح'' الذي يتزعمه النائب الجنرال ميشال عون، واعلان استقلاليته التامة، ودعوته لانتخاب رئيس للجمهورية فوراً، ''نكسة'' لفريق المعارضة الذي رأى في خطوة المر انتصاراً للفريق الآخر في هذا المنحى وخروجاً على خطط فريق 8 مارس·
وفي القاهرة، أكد الرئيس المصري حسني مبارك وخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز مجدداً في قمتهما مساء أمس الأول في شرم الشيخ أن تحريك الوضع في لبنان هو مفتاح تحقيق انفراجة في العلاقات العربية العربية، وقال المتحدث الرئاسي المصري السفير سليمان عواد إن القمة المصرية السعودية شهدت مشاورات صريحة حول تشخيص الوضع العربي الراهن وحول الخلافات العربية العربية خاصة فيما يتصل بالوضع على الساحة اللبنانية وهي أساس وجوهر ودافع ومحرك هذه الخلافات، وأضاف: دعونا نسمي الاشياء بأسمائها فالعلاقات المصرية السعودية مع سوريا لاتبدو في أحسن حالاتها مؤكدا أن مصر والسعودية وسوريا كانت دائما أعمدة أساسية في اي عمل عربي مشترك·
وأكد عواد أن مفتاح الوضع الراهن في العلاقات العربية العربية هو حلحلة الوضع في لبنان حيث تستمر الأزمة هناك دون أن يبدو أي ضوء في الأفق·
وحول ما اذا كانت هناك طلبات مصرية تم توجيهها لدمشق لحل الأزمة اللبنانية قال عواد إن الجميع بما فيهم مصر والسعودية يعلم من يتعين عليه أن يقوم ''بماذا'' لكي تتحقق انفراجة حقيقية تنهي الأزمة في لبنان·
واضاف إن المصالحة العربية وتحسين الوضع الراهن في العلاقات العربية يتحقق بالأفعال وليس بالأقوال ويتحقق ليس بمجرد الإعراب عن حسن النوايا وانما بخطوات ملموسة تحقق انفراجة حقيقية وسريعة للأزمة اللبنانية التي لاتتحمل المزيد من الإبطاء فلبنان ينجرف الى نفق مظلم يعيد الى الاذهان مخاطر ندعو الله الا تتحقق وتعيد الى الاذهان حقبة حزينة في تاريخ لبنان الحديث بحرب أهلية مريرة دفعت ثمنها كل الأطراف اللبنانية·
عدد اليوم
