الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

فضيحة «سويس ليكس» تهز عرش الألماس في انتورب البلجيكية

فضيحة «سويس ليكس» تهز عرش الألماس في انتورب البلجيكية
15 فبراير 2015 23:00
بروكسل (أ ف ب) يمر قطاع الألماس في مدينة انتورب، الذي يعتبر رئة الاقتصاد البلجيكي منذ قرون، باضطرابات جديدة منذ اندلاع فضيحة «سويس ليكس» بعد اتهامه في قضايا عديدة للتهرب الضريبي وتبييض أموال «الماس الدم». فمن أصل حوالي ثلاثة الآف بلجيكي، وردت أسماؤهم في لوائح أصحاب الحسابات المغفلة في مصرف اتش اس بي سي فرع سويسرا «يعلن ما لا يقل عن 916 ارتباطهم بتجارة الألماس»، كما توضح صحيفة لوسوار البلجيكية التي شاركت في التحقيق الذي كشف «سويس ليكس». تحولت انتورب إلى تجارة الحجارة الخام منذ خمسمئة عام، بحسب مركز انتورب العالمي للألماس الذي يمثل تجار هذه المادة في المدينة. وفي الإجمال، يمر 84% من الألماس الخام، و50% من الألماس المصقول من العالم أجمع في المدينة الفلمنكية. وفي العام 2014 صدرت من الماس المصقول بقيمة 58,8 مليار دولار (51,6 مليار يورو). فالألماس يمثل 5% من إجمالي صادرات بلجيكا، و15% من صادراتها خارج الاتحاد الأوروبي، بحسب مركز انتورب العالمي للماس. ولم يبق من حوالي 27 ألف شخص كانوا يعملون في هذا القطاع قبل الحرب، سوى 3500 عند نهايتها بحسب المركز نفسه.لكن الصناعة عاودت الانطلاق بسرعة اعتبارا من العام 1945. ومنذ حوالي ثلاثين عاما، اكتسبت الجالية الهندية مكانة بارزة في «العاصمة العالمية للماس». فبعد أن استقروا في البداية للتزود بالحجارة الخام، بات الهنود يسيطرون الآن على 70% من حجم استيراد الألماس وتصديره في انتورب. وقبل توجيه أصبع الاتهام إليهم في إطار «سويس ليكس»، تلطخت سمعة تجار الألماس في انتورب في السنوات الأخيرة في عدة فضائح مدوية، عندما قامت السلطات البلجيكية التي بقيت متساهلة لزمن طويل بتعزيز إجراءات المراقبة وتشديد التشريع الأوروبي لمكافحة التهرب الضريبي. وبرزت أكبر القضايا إلى العلن منتصف سنوات الألفين، وطالبت إحدى أهم المجموعات في انتورب، «اوميجا دايموندز» التي فر قادتها الثلاثة من بلجيكا بعد المعلومات التي كشفها الموظف السابق ديفيد رنو «مطلق الإنذار». وضبطت مصلحة الضرائب في مقر المجموعة 125 مليون دولار من «الماس الدم»، المستخرج من القارة الأفريقية، ويباع بشكل خارج على القانون ويغذي العديد من النزاعات. ووافقت إدارة الضرائب في 2013 على إقفال جزء من الملاحقات مقابل استعادة 160 مليون يورو. واستوردت «اوميجا دايموندز» ألماسا بمليارات اليورو من بلدان شهدت نزاعات طويلة خصوصا انجولا وجمهورية الكونغو الديمقراطية من خلال الالتفاف على القيود المفروضة على المستوى الدولي مثل عملية كيمبرلي (أداة دولية تأسست في 2002 وتتولى السيطرة على صادرات الماس الخام عبر العالم) من خلال عدم التصريح بعائداتها. وكتبت صحيفة لوموند الفرنسية في سلسلة مقالاتها حول سويس ليكس «بحسب الدولة البلجيكية تدين اوميجا لها بمبلغ ضخم قدره 4,6 مليار يورو». وتفيد وثائق اتش اس بي سي، المتهم في بلجيكا وكذلك في فرنسا بالتهرب الضريبي وتبييض الأموال، أن الممارسات غير المشروعة انتشرت على كل المستويات في مركز انتورب لتطال مسؤولين في مختلف البورصات التي يتم تبادل الألماس فيها وحتى في مركز انتورب العالمي للألماس.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©