الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«ريا وسكينة» تعيد أطياف الحكاية المصرية التقليدية

«ريا وسكينة» تعيد أطياف الحكاية المصرية التقليدية
24 مارس 2010 21:30
قدمت فرقة مسرح خورفكان مساء أمس الأول بقصر الثقافة بالشارقة وفي اليوم السابع من مهرجان أيام الشارقة المسرحي عرض “ريا وسكينة” ضمن الأعمال الداخلة في مسابقة المهرجان. العرض من تأليف القاص الإماراتي الشاب محسن سليمان في أولى تجاربه مع الكتابة المسرحية، وتصدى للعرض إخراجيا الفنان حسن رجب الذي صمم السينوغرافيا أيضا، بينما شارك فيه أدائيا كل من الفنانة غزلان في دور (سكينة)، والفنانة “فيّ” في دور(ريا)، والفنان حسن يوسف في دور (مالو)، ورائد الدالاتي وأحمد ناصر وحسن التميمي، بالإضافة إلى مجموعة من الشباب الذين يظهرون لأول مرة على خشبة المسرح. تعيد المسرحية وفي قالب شعبي أطياف الحكاية التقليدية حول الأختين ريا وسكينة التي تناولتها الأفلام والمسرحيات والمسلسلات المصرية بتنويعات ومعالجات متعددة، ومن خلال الديكور الذي تتشكل فيه البراجيل القماشية وبيوت السعف والخوص والدعون الخشبية، تبدأ القصة في خلق مساراتها داخل سوق شعبي، وعلى إيقاعات عازف الهبان (مالو) الذي يقود معه جوقة من الراقصين الذين يعيدون تذكيرنا من خلال هذا النسق الفلكلوري السمعي والبصري بأجواء حميمية ومفقودة في المخيلة الجمعية للمكان. نتعرف بعد هذا التطواف الحنيني الذي يؤسس لمناخ العرض بالتاجر(طوفان) وهو يتحكم بمصائر الباعة ويقسو عليهم، بينما يظل هؤلاء الباعة السلبيون يتهكمون في السرّ من (طوفان) ومن فحولته المزيفة، ويظلون يحيكون المؤامرات الوهمية ضده دون أن يجرأوا على تنفيذها، وعندما يبدأ طوفان في مضايقة الأختين ريا وسكينة ويلحّ عليهما من أجل سداد دينهما القديم، تبدأ الأختان في كشف النوايا الخبيثة لهذا التاجر الجشع الذي سبق له إيذاء والد ووالدة الأختين، قبل أن تأخذهما الهموم والضغوط النفسية إلى مثواهما الأخير. وفي شرط نهائي وناجز يطلب (طوفان) من الأخت الصغرى ريا الموافقة على الزواج منه لإسقاط الدين وإنهاء هذه المشكلة المتأزمة والعالقة منذ زمن. تعود الأختان إلى المنزل وهما مشحونتان بالغضب والحزن على حال أمثالهما من النسوة العزل اللاتي يعانين من القهر والظلم والأقاويل المهينة والشائعات المغرضة، وفجأة يعثران على جثة لرجل مقتول قرب منزلهما، ويكتشفان أن القتيل هو (طوفان) نفسه الذي روع أهل الفريج وأمعن في إذلالهم، وفي لحظة الخوف والتردد التي تحيط بالأختين إزاء التصرف بالجثة، يدخل عليهما عازف الهبان (مالو) الذي يعترف لهما بأنه هو القاتل، لأنه كان من الضروري التخلص من هذا الطاغية الذي ألحق الأذى بالأختين وبمالو نفسه الذي لم ينج هو الآخر من بطشه وظلمه، ولأن هناك أشخاصا آخرين يشبهون طوفان في مسلكه ومذهبه الإجرامي، تخطط الأختان ومعهما مالو في التخلص ولو بالحيلة والقتل من كل هؤلاء المجرمين واحدا تلو الآخر، وفي نهاية العرض يتزوج مالو من سكينة بينما ينشر الكومبارس في خلفية المشهد تلك الصورة المكررة للقتل، من خلال حفل زار دموية ومطلية بالسواد والعنف والقصاص المنتظر لكل الطغاة والظالمين. عاب على العرض تشتت مفاصله السردية، وتداخل مقولاته، فالشر كان يعالج بالشر، ومسببات الانتقام وحتى الغرام كانت تفتقد لأرضية أو مسوغات تمهد وتؤسس لبزوغها، فغاب عنصر البناء المتنامي حول وداخل هذه الأحداث والمسببات، وكان الدخول والخروج المكرر لعازف الهبّان بين النقلات في المشاهد منهكا للعازف وللمتفرجين وللعرض نفسه، والذي كان وفي أحيان كثيرة مترهلا ومفككا وبلا مسار واضح ومتصاعد على مستوى الحوار والفكرة المكتوبة، وحتى على مستوى المعالجة الإخراجية، وبالتالي كانت نقطة الصراع أو الذروة ــ بالنسبة للمتفرج ــ تائهة وقابعة في مكان مجهول وعصي على الاكتشاف
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©