نصير نهر يقرأ العذابات الإنسانية في أمسية بالشارقة

استضاف نادي الشعر في اتحاد كتّاب وأدباء الإمارات في مقره على قناة القصباء بالشارقة مساء أمس الأول الشاعر العراقي نصير نهر في أمسية شعرية قدمتها الشاعرة جميلة الرويحي مسؤولة النشاط الثقافي بالاتحاد. قرأ الشاعر نصير نهر عددا من القصائد التي تنوعت بين عمود الشعر العربي وتفعيلته دارت بمجملها حول العراق والوضع الراهن فيه وما يطال الناس من عذابات ومعاناة إنسانية بسبب الاحتلال: “مدائننا البعيدة تزرع في الأحداق.. تنتظرُ وتنصتُ للخطى المتسارعات الهاطلات على الطريق، كأنها المطرُ تَفجَّرَ في الصحارى الملح لحناً من فَمِ القِرَبِ أتنبجسُ الخطى المتسارعات على الرمال الجدبِ مزرعةً من الماءِ ..؟ وتنشد ربّة اللهبِ مياه زوابعي الغضبى وأنوائي” غير أن في شعر نصير نهر ما يجمع الذاتي بالموضوعي والراهن بالماضي والسؤال بلا جوابه والصمت بالاغتراب: أتعرفني ..؟ أما كنت تعشش في كهوف دمي ..؟ أما كانت ترابَ الحارة المعطاء فوقَ فميِ ..؟ اما كانت رياحَ الصيف في قلبي .. وأكثر ..؟ ويكبر ملءَ غربتنا هوانا ، رغم غربتنا .. ويكبرْ وتعرفني .. وتعرفني .. وأكثرْ. غير أن ما يلفت الانتباه في شعر نصير نهر هو ذلك الحزن الذي فيه، حزن من الألم يبلغ بصاحبه حدّ الفجيعة: “تمرّ العصافير مقهورةً ، تثقِلُ الأغنيات بحزن النواطيرِ ، قد سرقوا الكرْمَ ، واعتصروا من شفاه الحبيبة كل النبيذِ .. وداسوا الفِراش الذي لم يدنّسه لَوْثٌ ، ولم تَتَلَيَّل عليه الظهيرةُ ، داسوا الظهيرهْ ورأس الحبيب الذي علّقوه بحبل الضفيرهْ” وقد تلى قراءة القصائد حوار بين الشاعر وجمهوره.