الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كوريا الشمالية... بوادر الاستياء الشعبي

كوريا الشمالية... بوادر الاستياء الشعبي
24 مارس 2010 21:32
بلين هاردين طوكيو تؤكد الإشارات المتزايدة من كوريا الشمالية أن كيم يونج إيل، بدأ يفقد معركة الدعاية في ظل الإقبال المتصاعد للمواطنين على الأخبار القادمة من الخارج، وتنامي مشاعر الشك لدى فئات واسعة من الشباب تجاه الأساطير التي تروجها الدولة، فضلاً عن الاستياء الذي بدأ يظهر حتى في أوساط النخبة، فقد أبان استطلاع للرأي أجري في صفوف اللاجئين الذين هربوا إلى كوريا الجنوبية أن "أشكال التململ اليومي" في الشمال ما فتئت تتعزز لدى شرائح عريضة من السكان الذين يعتقدون أن الانتشار الكبير للفساد واستفحال الظلم والنقص المزمن في الغذاء هي مسؤولية الحكومة في بيونج يانج، وليس الولايات المتحدة، أو كوريا الجنوبية، أو باقي القوى الأجنبية كما تدعي ذلك الآلة الدعائية لكوريا الشمالية، وسيصدر التقرير الذي أعده مركز "شرق-غرب" التابع للكونجرس الأميركي خلال الأسبوع الجاري ليوثق هذا التململ الواضح في بنية النظام في كوريا الشمالية، واستياء السكان من السياسات العامة. ويأتي التقرير أيضاً وسط تسريبات غير مؤكدة من داخل كوريا الشمالية عن اتساع رقعة المجاعة والضحايا الذين يسقطون نتيجة لانتشارها بسبب موسم الحصاد السيئ من جهة والسياسة المالية الفاشلة من جهة أخرى، التي ساهمت في اضطراب سوق المواد الغذائية، وفاقمت من مشكلة التضخم، وهو ما زرع مشاعر الاضطراب بين المواطنين. وفي الأسبوع الماضي، نقلت بعض التقارير إقدام السلطات على إعدام المسؤول المالي الكبير في البلاد المتسبب في فشل الإصلاح المالي، كما اعتذر العديد من المسؤولين البارزين أمام الملأ، وهي خطوة لافتة وغير مسبوقة في ديكتاتورية تحتجز أعداءها السياسيين في معسكرات الاعتقال وتعدمهم، وحسب منظمة "أصدقاء جيدين"، التي تعمل انطلاقاً من كوريا الجنوبية ولها مخبرون داخل جارتها الشمالية، وصل عدد ضحايا المجاعة في محافظة جنوب بيونج يانج وسط البلاد إلى الآلاف من السكان، وذلك منذ شهر يناير الماضي، مشيرة إلى أنه بات يعثر في شوارع العاصمة على جثث المسنين الذين سقطوا بسبب المجاعة. ونقلت المنظمة أيضاً عن مسؤولين رفضوا الإفصاح عن هويتهم أن عدد الذين قضوا بسبب المجاعة ارتفع في بعض المناطق خلال الخريف الماضي إلى مستويات غير مسبوقة منذ التسعينيات، عندما خلفت المجاعة التي ضربت البلاد في تلك السنوات مليون قتيل في كوريا الشمالية. والحقيقة أن هذا المزيج من ندرة الغذاء والإخفاقات البيروقراطية، وتصاعد مشاعر الاستياء تمثل مصدر تهديد وعدم استقرار لنظام كيم يونج إيل، لا سيما وأن هذه المشاكل تأتي في وقت حرج أطلق فيه الزعيم المعتل والبالغ من العمر 68 عاماً مخططاً سرياً لتسليم السلطة إلى نجله ذي الخبرة المحدودة، "كيم يونج أوم"، الذي لا يتجاوز 27 عاماً من العمر، وهو ما يوضحه "ماركوس نولاند"، المختص في الشؤون الكورية قائلاً "عندما تفقد أي حكومة الثقة الشعبية فإنه من الصعب، إن لم يكن من المستحيل عليها استرجاع مصداقيتها". لكن بالرغم من فشل الحكومة في كوريا الشمالية في كسب عقول وقلوب مواطنيها، فإنه لا وجود لمؤشرات على بروز معارضة منظمة داخل البلاد، دون أن ينفي ذلك تصاعد التوتر الداخلي وتزايد الاحتقان حسب تقرير جديد يرصد الأوضاع في كوريا الشمالية، وقد أشارت في هذا السياق أيضاً "مجموعة الأزمات الدولية"، التي تقدم المشورة للعديد من الحكومات الغربية والأمم المتحدة في تقرير أصدرته الأسبوع الماضي أن الضغوط التي تواجهها كوريا الشمالية بسبب مشكلة تناقص مخزون الغذاء والإصلاح الكارثي للنظام المالي "قد يكون له نتائج وخيمة على الأمن الإقليمي والدولي، كما أن انقساماً في القيادة وإن كان غير مرجح في الوضع الحالي يبقى قائماً". ويشير الاستبيان الذي أجري في صفوف اللاجئين من كوريا الشمالية أن الأمور بدأت خلال العقد الأخير تتململ تحت أقدام "كيم يونج إيل" بالنظر إلى توسع نفوذ الأسواق الخاصة وعدم ارتهان السكان للحكومة في الحصول على الغذاء والعمل، وتستند هذه النتائج الى استطلاع الرأي، الذي أجري في نوفمبر من عام 2008، وطال 300 لاجئ من كوريا الشمالية يعيشون في الجنوب. وحسب التقرير، فإن "تقييم أداء النظام أصبح أكثر سلبية على مدى السنوات الماضية" مضيفاً أنه "رغم وجود ميل لدى المغادرين الأقدم بانتقاد الجهات الأجنبية، فإن اللاجئين الأحدث يرون أن مشاكلهم تعود بالأساس إلى حكومة بيونج يانج"، ومع أن "نولاند"، وباقي المختصين في الشؤون الكورية يعترفون بأن النماذج التي تم استمزاج آرائها من اللاجئين مؤخراً في كوريا الجنوبية، قد لا تعكس مدى النقمة التي يستشعرها الكوريون الشماليون عموماً، إلا أنهم يؤكدون أن أغلب الفارين من الشمال فعلوا ذلك لدواع اقتصادية، وأنهم ينتمون إلى فئات عمرية مختلفة ما يثبت اتساع رقعة الاستياء بين الكوريين الشماليين. وأظهر الاستطلاع أن السخرية من النظام وانتقاده علناً كانت أكثر لدى الفئات التي تنتمي إلى النخبة، بالإضافة إلى الشريحة التي تعمل في القطاع الخاص، والأهم من ذلك الدور الذي تعلبه الأسواق الخاصة في حياة المواطنين، حيث أكد 70 في المئة من المستطلعة آراؤهم أن نصف دخلهم، إن لم يكن أكثر، يأتي من العمل الخاص. وبالإضافة إلى ذلك، أفاد أكثر من نصف اللاجئين الذين شملهم الاستطلاع أنهم منذ عام 2006 بدؤوا يستقون الأخبار من المحطات الأجنبية، فرغم منع السلطات في كوريا الشمالية لأجهزة الراديو والتليفزيون التي تلتقط المحطات الأجنبية، فإن انتشار الأجهزة الإلكترونية القادمة من الصين قربت العالم من الكوريين. ينشر بترتيب خاص مع خدمة "واشنطن بوست"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©